ردود فعل غاضبة ضد التهديدات الصهيونية باحتلال سيناء

ردود فعل غاضبة ضد التهديدات الصهيونية باحتلال سيناء

كتب- حسن محمود:

[30/03/2009]

لاقى الاستطلاع الصهيوني الذي كشف عن رغبة الصهاينة في إعادة احتلال سيناء مرةً أخرى، ردود فعل غاضبة بين المنتديات العربية والمواقع، وطالب المعلقون الكيان الصهيوني بالتجرؤ على الهجوم على مصر، كي يروا النتيجة، وأظهرالاستطلاع الذي أجراه "المعهد الصهيوني للديمقراطية" بمناسبة مرور 30 عامًا على توقيع معاهدة السلام المصرية- الصهيونية أن (89%) من الصهاينة يؤيدون إعادة احتلال شبه جزيرة سيناء المصرية، كليًّا أو جزئيًّا.

ويرى (33%) من الصهاينة أنه على الكيان الصهيوني إعادة احتلال شبه جزيرة سيناء، بينما يؤيد (19%) إعادة احتلال معظمها، ويؤيد (29%) احتلال جزء منها، فيما يؤيد 8% احتلال جزء صغير، ويرفض (11%) "استرجاع" أي جزء ولو صغيرًا منها.

واستعرض الاستطلاع التغير الذي حدث في توجهات الرأي العام الصهيوني، منذ توقيع اتفاقية السلام حتى الآن؛ حيث أشار الاستطلاع إلى أنه في يناير العام 1979م، أي قبل توقيع الاتفاق بشهرين، أعرب (61%) من الصهاينة عن اعتقادهم بأن مصر معنية بتدشين سلام مع الدولة العبرية وفق الشروط التي تقبلها الأخيرة، وفي يناير 1980 أعرب (74%) منهم عن نفس الرأي.

وفي أبريل من العام 1979 أعرب (76%) من الجمهور الصهيوني عن توقعهم حدوث تحسن ملحوظ في العلاقات المصرية- الصهيونية على المستويات الأمنية، والاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، في حين أكد (65%) منهم أن الجانب الأمني هو الذي سيشهد تحسنًا فقط، وتوقع (49%) منهم أن يحدث هذا التحسن في الجانب الاقتصادي، وقدَّر (42%) أن يكون في الجانب الاجتماعي.

وأعرب (70%) عن تشكيكهم في أن مكاسب السلام مع مصر، كانت أكثر من خسائره بالنسبة لـ(دولة العدو).

وقدمت صحيفة (هاآرتس) الصهيونية أمس سيناريو افتراضيًّا لحرب جديدة بين مصر والكيان الصهيوني في حالة شن حكومة نتنياهو حربًا ضد غزة، قد يسقط فيها عددٌ كبيرٌ من المدنيين؛ مما قد يدفع مصر لإرسال وحدات لمساعدة الفلسطينيين، مشيرةً إلى أنه إذا سقط شهداء مصريون من هذه الوحدات، فقد تعبر القوات المصرية قناة السويس، وتنتشر في ربوع سيناء.

وكشف معد التقرير، أمير أورن، أن الجيش الصهيوني يخطط، في حالة حدوث مواجهة مع مصر، لاحتلال أجزاء رمزية من سيناء، حتى يجبر إدارة أوباما على التدخل والفصل بين القوات المصرية والصهيونية التي ستدخل في مواجهة عنيفة ودموية للغاية تعتمد على السلاح الغربي المستورد من أمريكا.

وأضاف أن المواجهة ستعتمد على تدريب مصري طويل واستعدادات مكثفة على مدار ٣٠ عامًا، ورغبة صهيونية في إثبات القدرة العسكرية في ميدان صحراوي مفتوح، يختلف عن المناطق المأهولة بالسكان في غزة وجنوب لبنان.

وأوضح "أورن" إلى أن الجيش الصهيوني استفاد من معاهدة السلام مع مصر، وقام بخفض الميزانيات العسكرية الموجهة إلى الجبهة الجنوبية، وألغى "اللواء الجنوبي" الذي انحصرت مهمته في التصدي لأي مفاجأة عسكرية مصرية، مؤكدًا أن قيادة الأركان في الجيش الصهيوني، تشعر بالندم الآن، وتستعد لإعادة تشكيل هذا اللواء في المستقبل القريب.

وكانت وكالات الأنباء المرتبطة بالشئون العسكرية الصهيونية كشفت مؤخرًا أن الكيان الصهيوني يجري ترتيبات عسكرية على كيفية مرور معبر مائي يشبه قناة السويس، موضحةً أن هذه التدريبات لاقت نفورًا من الجانب المصري وترقبًا لتوابعها.

وشنَّ المعلقون على ساحات المنتديات العربية هجومًا حادًّا على الكيان الصهيوني، وأوضح أحد التعليقات على الاستطلاع أن هذا توجه صهيوني عقائدي وليس بجديد قائلاً: "شيء معروف وبيخططوا له من زمان، وعمره ما هيروح من فكرهم لأنه بالنسبه ليهم، عقيدة فدولة الصهاينة من الفرات إلى النيل، ومفيش سلام بينا وبينهم أبدًا"، فيما طالب معلق آخر على أحد المنتديات الكيان الصهيوني أن يحاول أن يعتدي على مصر، ليعرف حدوده.

وعلَّق "هوك" في منتدى آخر: "لما يصير قصف بالخطأ أو حتى مقصود على الحدود أقصى شيء بيعمله الصهاينة الاعتذار، والحكومة المصرية ساعتها مش هتعلن الحرب علشان انصاب ناس بشذية على حدودها، لكن الموضوع هنا يتحدث عن غزو لسيناء، وهنا الموضوع خارج عن يد الحكومة لأن الكلمة ستكون للشعب المصري هو اللي هيحارب".

وقال آخر: "اللي عندهم يعملوا عشان تتكرر العلقة تاني؛ لأنهم شكلهم نسيوا أكتوبر 73".

ترقب واستعداد

ويعلق اللواء الدكتور زكريا حسين على الاستطلاع قائلاً: إنه يكشف أن العرب أمام تطرف مجتمعي يتجه ناحية اليمين بأقصى درجاته المتطرفة، ويواكب مع اختياره لحكومة متطرفة في الانتخابات الأخيرة، مشيرًا إلى أن تقريرًا أمنيًّا صدر في عام 2007م من ثلاثة أجهزة أمنية هي "الأمن الداخلي والأمن الخارجي والأمن العسكري" أجمع على وجود تطويق للكيان الصهيوني بطوقٍ صاروخي شامل مما شكَّل نوعًا من أنواع الفزع المجتمعي.

وشدد على أن كافة التداعيات جاءت من هذه اللحظة التفزيعية للمجتمع حتى وصل الأمر إلى بدء الكيان في إجراء تدريبات أمنية لأول مرة على الدخول للملاجئ وتقديم وسائل الإنقاذ.

ويستبعد اللواء حسين نشوب حرب بناءً على ما أسماه اجتهادات باحث أو استطلاعات موجهة نفسيًّا، مؤكدًا أن المنطق والعقلانية والخبرة والعمق في التحليل يؤكد أن هناك إرادةً صهيونيةً مطلقة على بقاء حسن العلاقات مع مصر يشاركها إصرار على ذلك من النخبة الحاكمة ومباركة من الولايات المتحدة الأمريكية.