وهناك 350 مليون إنسان حول العالم يعانون من هذا المرض، الذي يفرض على المريض طبيعة مختلفة في الحركة والنشاط، لكن التشخيص المبكر هو بصيص الأمل للقضاء بشكل كبير على التهاب المفاصل؛ فتقديم العلاج اللازم سريعا يؤدي إما إلى السيطرة عليه أو الشفاء منه نهائيا.
التفريق بين التهابات المفاصل، وآلام المفاصل غير الالتهابية هو أساس عملية تشخيص المرض؛ ففي حال شعر المريض بآلام يصاحبها انتفاخ في المفاصل وتيبسات في الصباح وأخرى عند الجلوس فهذه أعراض التهابات المفاصل، أما آلام المفاصل فتكون التيبسات في نهاية النهار وليست في بدايته، ويزيد الألم مع الحركة، لكنه يقل مع الحركة في التهابات المفاصل.
وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لالتهاب المفاصل الموافق 19 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري؛ نظم عدد كبير من دول العالم فعاليات توعوية هدفها رفع الوعي، والتشجيع على الكشف المبكر، وحث صناع القرار على المساعدة في تخفيف عبء أولئك الذين يعانون من التهاب المفاصل في جميع أنحاء العالم.
أنواع مختلفة
هناك أنواع مختلفة من حالات التهاب المفاصل، أهمها: الروماتويدي، والصدفي، والنقرس، فضلا عن أن هذا المرض يصيب الرجال والنساء من جميع الأعمار، إلا أن عوامل الخطر تكمن في نمط الحياة غير الصحي، كزيادة الوزن، والتدخين، بالإضافة إلى التقدم في العمر، والمهن التي تؤدي إلى الإفراط في استخدام المفاصل.
ويؤكد استشاري أول أمراض الروماتيزم بمؤسسة حمد الطبية الدكتور عبد الوهاب العلاف -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن علاج التهابات المفاصل يعتمد على فترة اكتشاف المرض، خاصة في ظل وجود حالات قد تصل إلى أربع أو خمس سنوات من دون أن تكتشف أن الآلام التي تعاني منها تعود إلى التهاب في المفاصل.
ويشير العلاف إلى أن أسباب الإصابة بالمرض لا زالت غير معلومة؛ فالتهابات المفاصل مرض مناعي ذاتي يجعل الجسم يحارب نفسه لأسباب غير معلومة، إلا أن البعض قد تكون إصابته ناجمة عن تغيرات بيولوجية أو مواد كيميائية عن طريق الأكل، لافتا إلى أن اللحوم الحمراء وبعض المأكولات البحرية تؤدي إلى الإصابة بمرض النقرس، وهو أحد أنواع التهابات المفاصل.
العلاج الحراري
وحول إشارة بعض الدراسات إلى نجاعة العلاج الحراري لالتهابات المفاصل، قال استشاري أول أمراض الروماتيزم بمؤسسة حمد الطبية في قطر إن العلاج الحراري علاج مؤقت يعتمد على إيجاد مؤثر خارجي طارئ، وهو السخونة أو البرودة حتى ينسى المريض المؤثر الدائم وهو آلم المفاصل، معتبرا أن هذه الطرق تستخدم في تسكين الآلام وليس علاجها، إلا أنها قد تكون علاجية في الإصابات الرياضية.
وكشف العلاف عن أن عيادات الروماتيزم في مؤسسة حمد الطبية تستقبل سبعمئة مريض أسبوعيا عن طريق 69 عيادة، مشددا على أن العيادات تقدم أنجع العلاجات المكتشفة عالميا، لافتا إلى وجود دورات خاصة لتثقيف الأطباء العموم في المؤسسة بكيفية التشخيص السريع لمرضى التهاب المفاصل وتحويلهم فورا إلى العيادة المتخصصة لتلقي العلاج.
وعن الحقن الزيتية التي يتم الترويج لها كطريقة مثالية سريعة للقضاء على التهابات المفاصل، أكد العلاف أن تلك الحقن قد تكون مفيدة في علاج الأمراض غير الالتهابية، لكن في الحديث عن مرض التهابات المفاصل تؤكد الدراسات عدم فعالية تلك الحقن، لافتا إلى أن فائدة تلك الحقن محدودة للغاية ومؤقتة، وينصح بعدم استخدامها، فضلا عن تكلفتها الكبيرة على المريض.