السيرة النبوية الكاملة >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  في ظلال السيرة النبوية >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  صحيح السيرة النبوية >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  السيرة النبوية المستوى الأول >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  السيرة النبوية للأطفال والناشئة >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  تحميل كتاب تربية الاولاد في الاسلام >> كتب الأسرة والمرأة المسلمة  🌾  انشودة عشاق الشهادة >> اناشيد ابراهيم الاحمد  🌾  اقوى آيه مجربة لفك عقد السحر والحسد >> الرقية الشرعية والأذكار  🌾  انشودة قائد الأمة >> الاناشيد الاسلامية  🌾  انشودة جبل بلادي >> أناشيد فرقة الوعد اللبنانية  🌾 

خطبة عن عيد الفطر

  محيط البوك المادة

القسم الاسلامي علوم القرآن والحديث والفقه
  خطبة عن عيد الفطر     
 

الكاتب : الشيخ محمد راتب النابلسي    

 
 

 الزوار : 36441 |  الإضافة : 2011-03-07

 

علوم القرآن والحديث والفقه


 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا، الله أكبر ما تعالت أصوات الناس بالتكبير، الله أكبر ما تفتحت أبواب السماء في هذا الصباح الكبير، الله أكبر ما تنزلت علينا رحمة ربنا العلي القدير، الله أكبر ما تقاربت قلوب المسلمين، الله أكبر ما تظافرت الجهود وصدقت العهود.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا، الله أكبر ما تعالت أصوات الناس بالتكبير، الله أكبر ما تفتحت أبواب السماء في هذا الصباح الكبير، الله أكبر ما تنزلت علينا رحمة ربنا العلي القدير، الله أكبر ما تقاربت قلوب المسلمين، الله أكبر ما تظافرت الجهود وصدقت العهود.

أيها الإخوة المؤمنون، هذا يوم من أيام الله المباركة، جمعكم الله في صباحه المبارك على طهارة وتقوى، بعد أن أديتم فريضة الصوم بحمد الله وعونه، وهاأنتم أولائي في هذا الصباح تضعون أيديكم في يدي الله سبحانه وتعالى، تتسلمون منه جائزة صيامكم، فهنئاً لكم ما صمتم حق الصيام، وما أكملتم العدة بالتمام، وهنيئاً لكم وما أفطرتم وأقبلتم في هذا الصباح، على تكبر الله وتمجيده، وشكره.

﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾[ سورة البقرة].


آيات العيد هي هذه الآيات،

﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾

، معنى ذلك أنه حصل في هذا الشهر الهدى فمن حصل له الهدى حُق له أن يكبر تعظيماً لله، على هذا الفضل الكبير، وأما من صام عن الطعام والشراب وبقي هو هو في أخلاقه، وفي عاداته، وفي سلوكه، فكأنه ما صام هذا الشهر، تقول الله أكبر على ماذا؟ على الهدى الذي تفضل الله به علينا.

﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً ﴾[ سورة السجدة الآية: 18]

﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾[ سورة القصص الآية: 61]

﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾[ سورة الزمر الآية: 9]

﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ﴾[ سورة القلم]

هذا الذي عرف الله في هذا الشهر الكريم، واستقام على أمره، وتقرب إليه، وسعد بقربه، فأحس بإنسانيته، أحس أنه إنسان، خلقه الله ليرحمه.

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾[ سورة هود الآية: 119].

هذا الذي شعر بنعمة الهدى، كان ميتاً فأحياه الله، كان ضالاً فهداه الله، كان شقياً فأسعده الله، إذا حصل هذا الهدى وكان ملتزماً في شهر الصيام، وتفتحت له أبواب السماء، فأقبل على الله عليه الصلاة والسلام وتلقى منه النور والتأييد، حُق له أن يقول الله أكبر، هذه آيات العيد

﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾

، العيد لمن عاد إلى الله، لمن سعد بقربه، لمن انضوى تحت ظله، لمن التزم بشرعه، لمن طبق سنة نبيه، هذا هو العيد، أما أن يصبح العيد نموذجاً لعاداتنا، نلبس الجديد، ونأكل الثريد، ونأكل من الحلوى ما نريد، وقلوبنا غافلة ساهية، فليس في عيد ولو لبس الجديد، هذا الذي ما عرف الله عز وجل ليس في عيد، إنما العيد عنده جزء من التراث الشعبي إن صح التعبير، لكن العيد الحقيقي من عاد إلى الله عز وجل وأعياد المسلمين لها سمى، مناسبات للطاعات وليست مناسبات للمعاصي، إنما مناسبات يطيع الله فيها ربه، ويذكره، ويشكره، ويكبره.
أيها الإخوة الأكارم، عن سعد الأنصاري عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(( إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطريق فنادوا: اغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم وأمرتم بصيام النهار فصمتم وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلوا نادى مناد: ألا إن ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم، فهو يوم الجائزة )) [أخرجه الطبراني عن أوس الأنصاري]

صام المسلمون شهر رمضان، وجاء يوم الفطر، فهنيئاً لمن صام، والويل لمن أفطر في هذا اليوم جميع الناس يأكلون ويشربون، ولكن الذي يأكل ويشرب بعد أن صام الشهر الكريم يشعر بطاعة الله عز وجل، يشعر بعبوديته لله، يشعر أنه ما أدى عليه، يشعر أنه لله عبد صالح.

أيها الإخوة المؤمنون، النبي عليه الصلاة والسلام قال في بضعة أحاديث بدأها بكلمة "طوبى" ومعنى طوبى أي مصدر طاب، طابت حياته، طابت نفسيته، طابت صحته، طابت علاقاته، طابت أسرته، طاب عمله.

((طوبى للغرباء، فقيل: من الغرباء يا رسول الله ؟ قال: أناس صالحون في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر من يطيعهم )) [أخرجه الطبراني عن عبد الله بن عمرو]

(( بدأ الدين غريباً، وسيعود غريباً فطوبى للغرباء))

﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ ﴾[ سورة الأنعام الآية: 116 ]

﴿ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ﴾[ سورة النجم]

هل أنت مع الأكثرية الضالة، أم مع الأقلية المهتدية، هل أنت مع الأكثرية التائهة الشاردة، الفاسقة، أم مع الأقلية المستقيمة.

((طوبى للغرباء، أناس صالحون في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر من يطيعهم ))

وقال عليه الصلاة والسلام:

(( طوبى للمخلصين، أولئك مصابيح الهدى، تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء، أخلصوا أعمالهم من شوائب الأكدار، ومحضوا عبادتهم للواحد القهار، الواصلون للحبل، الباذلون للفضل الحاكمون بالعدل، لما أخصلوا لله، لم يكن لغيره عليهم سلطان، وهم منه في حماية وأمان))

الإمام الغزالي يقول: عقبة الإخلاص عقبة كؤد، لكنه بها ينال كل مطلوب ومقصود.

(( طوبى للمخلصين، أولئك مصابيح الهدى، تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء))

(( طوبى للسابقين إلى ظل الله، الذين إذا أعطوا الحق قبلوه، لم يطلبوا فوق ما لهم وإذا سئلوه بذلوه، والذين يحكمون للناس بكمهم لأنفسهم، طوبى للسابقين إلى ظل الله ))


حديث دقيق جداً:

(( الذين أعطوا الحق قبلوه ـ هذا حقك من الميراث، هذا هو ما لك يقول لك قبلت أما غير المؤمن يريد أكثر من حقه ـ وإذا سئلوه بذلوه، والذين يحكمون للناس بكمهم لأنفسهم طوبى للسابقين إلى ظل الله ))

(( طوبى للعلماء، طوبى للعباد، ويل لأهل الأسواق الشاردين ـ لأن أهل الأسواق الغافلين عن ذكر الله استولت الغفلة، والتخليط، والغش، والخيانة، والأيمان الباطلة، استغلقت عليهم، واستولت على قلوبهم ـ ))

(( طوبى لمن لبات حاجاً وأصبح غازياً ـ من هو، من هذا الذي يبيت كل يوم حاجاً ويصبح غازياً؟ رجلٌ مستور، ذو عيال، متعفف، قانع باليسير من الدنيا، يدخل عليهم ضاحكاً ويخرج منهم ضاحكاً، فو الذي نفسي بيده إنهم هم الحاجون الغازون في سبيل الله ـ ))

ذو النون يقول: سلب الغنى من سلب الرضا، ومن لم يقنعه اليسير افتقر في طلب الكثير، وألزم القناعة تشرف في الدنيا والآخرة، وما بثقت أغصان ذل إلا على بذور طمع.

(( طوبى لمن شغله عيبه عن عيب الناس، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة، ولم تستهويه البدعة، شغله عيبه عن عيوب الناس، وأمسك الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة، ولم تستهويه البدعة ))

الإمام الشعراني يقول: من علامة بعد العبد عن حضرة ربه نسيانه عيوبه، ونقائصه لأن الحق نور، فلو كان متصلاً بالحق لكشف له نور الحق عيوب نفسه، فاشتغل بها، وترك الحديث عن عيوب غيره.

(( طوبى لمن طال عمره، وحسن عمله ))

الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يقول: موت الإنسان بعد أن كبر وعرف ربه خير له من أن يموت طفلاً بلا حساب في الآخرة يبدو أن في الجنة عطاء ثميناً جداً لا يناله إلا من عاش عمراً، وأطاع ربه، وأقام على أمره.

(( طوبى لمن بُعث يوم القيامة وجوفه محشو بالقرآن، طوبى لمن ملك لسانه ـ لا غيبة، لا نميمة، لا فحش، لا مزاح رخيص ـ طوبى لمن ملكه لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته ))

(( طوبى لمن تواضع من غير منقصة ))

هذا حديث مهم جداً، طوبى لمن تواضع من غير منقصة، أي لا يضع نفسه بمكان يذري به، ويؤدي إلى تضييع حق الحق، وعرفوا العلماء التواضع بأنه خفض الجناح للمؤمنين مع بقاء عزة الدين، وإذا أغضبك أحد لغير شيء فلا تبدأه بالصلح، لأنك تذل نفسك في غير محل الإفراط في التواضع يورث الذل، الإفراط في الموآنسة يورث المهانة.﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾[ سورة المائدة الآية: 54].

التكبر على المتكبر صدقة، التواضع من معرفة الله، ومعرفة عيوب النفس، الذلة الدناءة والخسة، وبذل النفس في نيل حظوظها، الإمام الشافعي رضي الله عنه قال: ما تكبر عليّ متكبر مرتين.

(( طوبى لمن تواضع من غير منقصة، وذل في نفسه من غير مسكنة )).

رجل مر على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد تخشع، وتذلل، وبالغ في الخضوع، فقال له عمر: ألست مسلماً؟ قال: بلى، قال: فارفع رأسك، وامدد عنقك، فإن الإسلام عزيز.

((طوبى لمن تواضع من غير منقصة، وذل في نفسه من غير مسكنة، وأنفق من مال جمعه من غير معصية، وخالط أهل الفقه والحكمة، ورحم هل الذل والمسكنة))

((طوبى لمن ذل في نفسه))

من أدعية المصطفى صلى الله عليه وسلم:

(( اللهم ارني بعين نفسي صغيراً، وفي عين الناس كبيراً))

الآية معكوسة في آخر الزمن، هو في عين نفسه كبير، وفي أعين الناس صغير، هذا الشارد، الضال، الفاسد، في عين نفسه كبير، وفي عين الناس صغير.

((طوبى لمن ذل في نفسه، وطاب كسبه، وحسنت سريرته ))

﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾[ سورة الشعراء]

((وكرمت علانيته، وعزل عن الناس شره، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله))

أيها الإخوة المؤمنون، هذه الأحاديث الشريفة التي تبدأ بكلمة "طوبى" علامات على طريق الهدى، من علامات الهدى:

﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾

أيها الإخوة المؤمنون، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني.
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
* * *
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا.
أيها الإخوة المؤمنون، الإمام علي كرم الله وجهه يقول هذه الوصية: لا تكن ممن يرجو الآخرة من غير عمل.

((الكَيِّس مَنْ دانَ نفسَه، وعَمِلَ لما بعد الموت، والعاجِزُ مَنْ أتْبَعَ نَفَسَهُ هَواهَا وتمنَّى على الله الأماني))

[ أخرجه الترمذي عن شداد بن أوس].

طلب الجنة من غير عمل ذنب من الذنوب، لا تكن ممن يرجو الآخرة من غير العمل ويؤخر التوبة بطول الأمل، هلك المسوفون، الذين يسفون التوبة، يقول في الدنيا بقول الزاهدين ويعمل فيها بعمل الراغبين، قوله لا يطابق عمله، سريرته لا تطابق جهره، إن أعطي منها لم يشبع، وإن منع منها لم يقنع، يعجز عن شكر ما أوتي، ويبتغي الزيادة فيما بقي، ينهى ولا ينتهي ويأمر بما لا يأتي، يحب الصالحين ولا يعمل عملهم، ويبغض المذنبين وهو أحدهم، يكره الموت لكثرة ذنوبه، ويقيم على ما يكره الموت له، إن سقم ـ يعني إن مرض ـ ظل نادماً، وإن صح أمن لاهياً.

يعجب بنفسه إذ عوفي، ويقنت إذا ابتلي، إن أصابه بلاء دعا مضطراً، وإن ناله رخاء أعرض مغتراً، تغلبه نفسه على ما يظن، ولا يغلبها على ما يستيقن، أليس الموت حق؟ تغلبه نفسه على ما يظن، ولا يغلبها على ما يستيقن، يخاف على غيره بذنب أدنى من ذنبه ويرجو لنفسه بأكثر من عمله، إذا استغنى بطر وفُتن، وإن افتقر قنت ووهن، يقصر إذا عمل ويبالغ إذا سأل، إن عرض له شهوة أسلف المعصية وسوف التوبة، وإن عرته محنة يصف العبرة ولا يعتبر، ويبالغ في الموعظة ولا يتعظ، فهو بالقول مدل، ومن العمل مقل، ينافس فيما يفنى ويسامح فيما يبقى، يرى الغنم مغرماً، والغربة مغنماً، يخشى الموت، ولا يبادر الفوت، يستعظم من معصية غيره ما يستقل أكثر منه من نفسه، ويستكثر من طاعة نفسه ما يحقره من طاعة غيره، فهو على الناس طاعن، ولنفسه مداهن، اللهو مع الأغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء يحكم على غيره لنفسه ولا يحكم عليها لغيره، يرشد غيره، ويغوي نفسه، يطاع، ويعصي، ويستوفي ولا يوفي، يخشى الخلق في غير ربه، ولا يخشى ربه في خلقه.

أيها الإخوة المؤمنون، مرة ثانية: الذي أفطر في هذا اليوم يوم العيد لا يحق له إلا أن يفطر فمه، أما استقامته في رمضان استقامة جوارحه، غض بصره، ترفع أذنه عن سماع ما يغضب الله، هذا ينبغي أن يكون مستمراً دائماً وأبداً، وإلا لا معنى للصيام، لا معنى للقيام، لا معنى للطاعة في شهر واحد ونعود بعد هذا الشهر إلى ما كنا عليه.

اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك اللهم لنا فيما أعطيت، واقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك.
اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا ورضَ عنا واقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا.
اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، واقبل توبتنا، وفك أسرنا، وأحسن خلاصا، وبلغنا مما يرضيك آمالنا، واختم بالصالحات أعمالنا.
اللهم إنا نعوذ بك من النفاق والشقاق، وسوق الأخلاق، اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة، فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
اللهم أصلح لنا ديننا، الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
اللهم إنا نعوذ بك من الفقر إلا إليك، ومن الذل إلا لك، ومن الخوف إلا منك، نعوذ بك عضال الداء، ومن شماتة الأعداء، ومن السلب بعد العطاء، مولانا رب العالمين.
اللهم استر عوراتنا، وآمن رواتنا، وآمنا في أوطاننا، واجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام وأعز المسلمين وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى، إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير.




 
          تابع أيضا : مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


2 + 1 =

/300
  محيط البوك روابط ذات صلة

المادة السابق
المواد المتشابهة المادة التالي
  صورة البلوك راديو الشفاء للرقية

راديو الشفاء للرقية الشرعية

راديو الشفاء للرقية مباشر

  صورة البلوك جديد الاناشيد الاسلامية

  صورة البلوك جديد القرآن الكريم

  صورة البلوك جديد الكتب