فرط حساسية الجلد
وتقول الدكتورة إن التهاب الجلد التأتبي (Atopic dermatitis) مرض التهابي مع استعداد وراثي عائلي، لأن ما بين 50 و70% من الأطفال المصابين به لديهم والد أو قريب مصاب.
وأضافت أن العلامات الأولى لهذا المرض تظهر قبل أن يكمل الرضيع سنته الأولى، وتبدو على شكل \"لويحة\" (قشرة) على الجبهة أو الذقن أو الخدين أو الذراعين أو الفخذين، وغالبا تخرج سائلا وتتشقق.
وتنتج هذه الحالات عن فرط حساسية الجلد، كما يكون لديهم حاجز جلدي ضعيف، مما يجعل المواد المثيرة للحساسية تخترقه بسهولة.
وفي هذه الحالة يبالغ جهاز المناعة في رد فعله على بعض مكونات الصابون أو حبوب اللقاح التي يعتبرها عدوانا مما يسبب ظهور الأكزيما.
وتقول أوليفير-غوتي إن الوضع يتحسن في معظم الحالات في مرحلة المراهقة بفضل الهرمونات الجنسية التي تجعل البشرة أكثر دهنية.
فرط الحساسية العاطفية
إلى جانب هذه التأثر المفرط بمسببات الحساسية، ترتبط الأكزيما أيضا بفرط الحساسية العاطفية، إذ يمكن أن يسبب الإجهاد أو الصدمة العاطفية هجومها، ولدى الأطفال، قد يؤدي الانزعاج قليلا في المدرسة إلى ظهور لويحات على سبيل المثال.
وهذه الرابطة تفسرها بكل بساطة طبيبة الأمراض الجلدية قائلة إنه خلال تطور الجنين فإن الجلد والعينين والدماغ تتطور من طبقة واحدة وهي الأديم الظاهر، وهذا ما يفسر العلاقة الوثيقة للغاية بين الجلد والدماغ.
العلاج
وتقول الطبيبة إن هذا لا يعني أن نرسل المصاب بالأكزيما إلى الطبيب النفسي، بل يتم علاج التهاب الجلد التأتبي أولا وقبل كل شيء من قبل طبيب الأمراض الجلدية الذي يهتم بشكل أساسي بتحديد مسببات الحساسية المسؤولة عن هجماته.
ونصحت الطبيبة باستخدام مهدئ موضعي لتطبيقه على آثار الأكزيما، وأضافت أن استعمال مضادات الهيستامين على المدى القصير يمكن أن يساعد في تهدئة فرط النشاط المناعي للجسم، كما أن استخدام منتجات لطيفة للنظافة تفيد.
وقالت \"نحن أطباء الأمراض الجلدية نطلب من المرضى عدم الاغتسال أكثر من مرتين أو ثلاث أسبوعيا\"، وأوصت بوضع كريم يوميا لإصلاح الجلد، لأن ترطيب الجلد أمر أساسي.