بسم الله الرحمن الرحيم أشكر لك ثقتك بمركز واعي للاستشارات وإتاحة الفرصة لنا لنساهم بما نستطيع في معالجة الإشكال الزوجي لديك. لا يخفى على أحد مكانة الجماع بين الزوجين وأنه من أسباب الترابط بينهما في الحياة الزوجية، وقد جاء الإسلام بتنظيم العلاقة الجنسية بين الطرفين من خلال التشريع وجعل سلوك تلك العلاقة الحميمة بالوجه الشرعي دليل على رغبة المسلم بالآجر والثواب من الله جلا وعلا ومن الآداب الشرعية لتلك العلاقة ما يلي : 1ـ استحضار أن العلاقة الجنسية بين الزوجين يؤجر عليها الطرفين في الآخرة، فعن أبي ذر رضي الله عنه أن أناساً من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم قالوا للنبي صلي الله عليه وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم، يتصدقون بفضول أموالهم . قال : " أوليس قد جعل لكم ما تصدقون ؟ إن بكل تسبيحه صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميده صدقة، وفى بضع أحدكم صدقة .قال:وا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : " أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر " رواه مسلم. 2ـ يجب أن يبتدئ الجماع بين الزوجين بالدعاء الوارد عن النبي صلي عليه وسلم : " بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإن قضي الله بينهما ولداً، لم يضره الشيطان أبداً ." رواه البخاري.
3 ـ يجب أن تتم العلاقة الجنسية في صورة كاملة من الحياء والملاطفة والملاعبة وأن يتصرف كل منهما مع الآخر تصرف اللياقة والكياسة، ولا يتعجلا الاتصال الجنسي قبل مقدمات من الحب والعطف.
4ـ يمكن للرجل أن يأتي زوجته بالهيئة والكيفية التي تلائمهما وبالوضعية التي تؤدي إلى إتمام العمل الجنسي الكامل، ويجب أن ينتبه إلى أن الإسلام يحرم أن يأتي الرجل زوجته في دبرها كما جاء عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى رَجُلٍ أَتَى امْرَأَةً فِي الدُّبُرِ ( رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي . وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم) رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
5ـ التذكر أن التطيب قبل الجماع من أسباب الألفة والتحبب لبعض. 6ـ ملاعبة الزوجة قبل الجماع لتنهض شهوتها فتنال من اللذة ما ينال. 7- التنوع في كيفيات الجماع الجائزة الذي يجعل الزوج يبتعد عن المعاشرة بالدبر .
8- إذا قضى الزوج أربه فلا ينزع حتى تقضي الزوجة أربها.
10- تحريم إفشاء ما بين الزوجين مما يتصل بالمعاشرة: روى مسلم عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها".
11- وجوب الغسل من الجماع ولو لم ينزل: روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب عليه الغسل وإن لم ينزل" وعند مسلم أيضاً: " إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان، فقد وجب الغسل". وعن الترمذي: " إذا جاوز الختان ..الختان وجب الغسل .
12- أن يقول حين يأتي أهله ( بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فإن قضى الله بينهما ولدا، لم يضره الشيطان أبدا ) رواه البخاري .
13ـ يجوز لكل من الزوجين أن يستمتع بجميع بدن الآخر، وأن ينظر إليه ويمسه حتى الفرج ويستثنى من ذلك أمران:
1- أن يجامعها في الفرج وهي حائض . 2- أن يأتيها في دبرها " محل الأذى". 14ـ أن يتذكر الإنسان أنه ليس كالحيوان يقضي شهوه على حسب ما شاء . 15ـ أن يعلم الإنسان ما يترتب أن كل محرم في الشريعة لم يحرم إلا بسبب ما يحصل من ارتكابه من محاذير وأمراض ومصائب. 16ـ قد ثبت بالطب أضرار كثيرة تحصل بهذا الفعل المحرم. 17ـ عليك أختي السائلة بالتنوع بالأساليب في الفراش وفي اللباس . 18ـ أعرفي ما يحبب زوجي فيك من الناحية الجنسية كالعطور وأنواع اللباس وكيفيات الجماع المباحة . 19ـ التغيير في الأماكن وسماع الأناشيد المباحة . 20ـ تبين للزوج خطورة هذا الأمر المحرم . 21ـ مسلك الختام هو الدعاء لله جل وعلا أن يصرف هذا الزوج عن الجماع بالدبر وأن يحبب له عكس ذلك. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
|