الجواب
الجن أجسام على اختلاف أصنافهم ، جاء عن أبي ثعلبة عند الطبراني والبيهقي في الآسماء والصفات رقم (827)
والحاكم (456/2) وصححه الألباني رحمه الله كما في تعليقه على المشكاة برقم (4148)
وشيخنا الوادعي رحمه الله في «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين» رقم (1213)
أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال: « الجن ثلاثة أصناف » صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء. وصنف حيات . وصنف يحلون وَيَظْعَنُونَ ».
فهذا الحديث نص على أن الجن أجسام. ولا يفهم من لفظة: (وصنف لهم أجنحة؛ يطيرون في الهواء) أنهم ليسوا أجساما؛ لأن الأجنحة أجسام , ولا تكون إلا في أجسام ، فها هي الملائكة ذوات أجنحة مثنى وثلاث ورباع تطير إلى سموات العلى وهي أجسام؛ وأيضًا دل القرآن الكريم على أن الجن الطيارين أجسام , قال ربنا مخبرًا عما قاله العفريت لسليمان:
- قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ - 39 النمل / فلو لم يكن جسما لما قدر على مسك المحمول ولا على
المحافظة عليه وأيضًا هؤلاء الجن الطيارون خلقوا أجسامًا زاحفة على الأرضء فإذا أرادوا الطيران تشكلوا ثم طارواء فالجن والشياطين الذين يدخلون في الإنس للوسوسة وغير ذلك» متشكلون هواء؛ وهذا معلوم وهو دليل على جسميتهم.
وجمهور أهل العلم على أن الجن أجسام, والذين قالوا: (إنهم هواء) ليس عندهم دليل
من الكتاب والسنة» وغاية ما عندهم:
جاء عن وهب بن مُنبّْهِ كما ذكر الشبلي في « آكام المرجان في أحكام الجان » ص(31) أنه قال:
(الجن أجناس فأما خالص الجن فهم ريح لا يأكلون ولا يشربون ولا يتوالدون » ومنهم أجناس يأكلون ويشربون ويتوالدون ويتناكحون؛ منهم: السعالي والغول والقَطْرٌبٌء وأشباه ذلك).
قلت: إن صح عنه فمن المعلوم أن وهبًا كان أخباريّا وكان ينقل من كتب أهل الكتاب وكتب أهل الكتاب مملوءة بالتحريف والتلبيس.
بعضهم يستدل على أن الجن هواء أي: (ريح) بقوله عليه الصلاة والسلام: « إن
الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ».
والحديث رواه البخاري ومسلم
) ( من حديث صفية رضي الله عنها وهذا الحديث ليس فيه دليل على ما استدل
به هذا القائل؛ لأنهم يجرون منا مجرى الدم؛ لا لأنهم هواء أصلاء بل لما أعطاهم الله من القدرة على التشكل فالقول بأن الجن أرواح وليسوا أجسامًا باطل » ظاهر البطلان؟ لأنه يتناقض ويتصادم مع الأدلة الكثيرة من القرآن والسنة الصحيحة المعلومة من الإسلام بالضرورة والإجماع والعقل والحس وها أنا أذكر الأدلة على ذلك جملة:
1- الجن يأكلون ويشربون .
2- الجن يتناكحون ويتناسلون .
3- الجن يتشكلون وينقلبون إلى صور الإنس والحيوانات .
4- الجن يقومون بأعمال كثيرة» من بناء وصناعات» وحمل أثقال» وغير ذلك .
5- الجن تعتريهم أحوال كالمرض والخوف والقوة والضعف والحياة والموت وغير ذلك.
6- الجن تراهم بعض المخلوقات كالحُمُرِ قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان؟ فإنه رأى شيطانًا». رواه البخاري ومسلم .
7- عندما يتلبس الجني بالإنسي يكون قادرًا على مؤاذاة الإنسي بضربه وقتله ومنعه من التحرك, وغير ذلك.
فهذه البنود قد بسطت الأدلة عليها من قِبَّلِ أهل العلم في مؤلفات كثيرة خاصة بالجن والشياطين» ككتاب: "آكام المرجان في أحكام الجان" للشبلي و "لقط المرجان في أحكام الجان" للسيوطي » وغير ذلك.
فالقائلون بأن الجن أرواح نظروا إلى أن الجن يدخلون في الإنسي ويجرون منه مجرى الدم » فظنوا أنهم أرواح وليس كذلك وانما يستفاد من جريانهم منا مجرى الدم: أن الله أعطاهم القدرة على أن يتحولوا إلى أن يكونوا كالهواء» لآن الجني الذي في بدن الإنسي يقدر على أن يتعاظم وهو في البدن إلى أن تظهر عظمته على جوارح الإنسي.
وعلى ما سبق إيضاحه يتبين للقارئ أنه لا يصح نفي الجسمية عن الجن.
شبكة الشفاء للرقية الشرعية