جلسه في محكمة الضمير اليوسفي

الحمد لله رب العالمين...

يارب ارزقنا حبك.. وحب من يحبك وحب عمل يقربنا الي حبك اللهم تول امرنا وأحسم خلاصنا وفك أسرنا.. وأختم بالصالحات اعمالنا

وأشهد ان لا اله الا الله . هو ستار العيوب .. وغفار الذنوب.. ومفرج الكروب.. يقول الصادق صلي الله عليه وسلم :"من قال لا حول ولا قوة الا بالله كان له دواء من تسع وتسعين داء ايسرها الهم"

كان له دواء..
ابن ادام

حاسبت نفسي لم اجد صالحا
الا رجائي رحمه الرحمن
ووزنت اعمالي علي فلم اجد
في الامر الا خفة الميزان
وظلمت نفسي في فعالي كلها
ويحي اذن من وقفة اليان
يا ايها الاخوان اني راحل
مهما يطل عمري فاني فان
يارب ان لم ترض الا ذا تقي
من للمسيء المذنب الحيران

وأشهد ان سيدنا ونينيا وعظيمنا وحبيبنا محمد رسول الله .. هو طبيب النفوس الاكرم ..هو معالج القلوب الاكرم.. هوا النبي الاعظم ..يقول سيدنا محمد" من لزم الاستغفار..جعل الله من كل ضيق مخرجا.. ومن كل شدة فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب

سيدي ابا القاسم يرسول الله:

ذاكرك باقية ودين خالدا

كالشمس يحي المشرقين طواها

وسع العقائد يستضاء بنوره

يعلو علي ضوء النهار سطاها

نحن الان امامك يا رسول الله واري النبي يلقي علينا درسا في الاصلاح الاجتماعي كله للامه

فاذا فقد الضمير في الامه.. كان الذل رائدهل .. وكان الخذلان حليفها. واذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون..واذا استيقظ الضمير في الامه .. كان العز ردائها وكان النصر حليفها والبسها الله لباس العز والشرف.

استمع الي سيدنا رسول الله وهوا يعلمنا ماهوا الضمير فيقول: الاحسان ان تعبد الله كانك تراه .هذا مقام المشاهده .فان لم تكن تراه هذا مقام المراقبه.

ان الضمير هو الذي عبر عنه النبي في قوله:" رجل دعته امرأه ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله"

ان الضمير هوا محاسبه النفس . يوما بعد يوم ومن هنا نري بان الضمير الحي اليقظ..دائما يزن الامور بميزان ادق من ميزان الذهب.

استمع معي الي المشهد القرآني الجليل:

" وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لايفلح الظالمون"

تعالو الي محكمه الضمير.. لنفتح السجل .. مع زليخا..امراه عزيز مصر..ماذا حدث

صراع نفسي.زيقابله توترجنسي من جانب امراه العزيز..فيتربع [b]الضمير علي منصه الحكم

لنفتح سجل زليخا.. قالت ثلاث كلمات: واتت بثلاثه افعال.. راودته المراوده معناها الطلب برفق وحنان" وراودته التي هوا في بيتها"

لان القرآن بلغ من حيائه ورفعة شمائله انه لايصرح بأسماء النساء سترا علي حالهن وما ذكر القران الا اسم امراه واحده وهي مريم؟وذكر اسمها عنوانا لسوره لان قضيتها خطيره فالله يريد القول للمضلين ان عيسي ليس ابني فانا لم اتخذ صاحبة ولا ولدا انما هوا ابن مريم

وعبر القرآن براودته التي هوا في بيتها ليشعرها انه كان الواجب علبها بدلا من المراوده. ان تكرم ضيافته لانه في بيتها

ولم يقل وراودته امراه العزيز وانما قال "التي هوا في بيتها"لان الواجب عليها كان اكرام ضيافته وليس اهانته ومحاولة ايقاعه في معصيه الله.

"وغلقت الابواب" ولم يقل اغلقت انما غلقت لانه هناك فرق بين الاغلاق والتغليق فاغلاق الباب قد يشتمل علي معني رده

اما تغليقه فاحكام واتقان في غلقه

والابواب جمع تكسير ومعني ذلك انها ادخلته بابا من داخل باب بحيث اذا استغاث لا يسمع استغاثته الا مولاه رب العالمين
راودته قالت له يا يوسف ماأجمل عينيك!

قال/: هما اول ما يسيل مني بعد الموت.
قالت: ما اجمل شعرك!

قال: هوا اول ما يتساقط مني بعد الموت
قالت:ما اجمل جسدك

قال: هوا اول ما يأكله الدود بعد الموت..

كان في حجره امراه العزيز صنم تعبده.. فلما اختلت بيوسف قامت وغطت الصنم..فقال لها الصديق يوسف.زماذا تفعلين

قالت اغطيه لاني استحي ان يراني وانا اراودك عن نفسك

واذا بصوت الضمير ينطلق مجلجلا .. كانه في وادي النسيان يقول لها عجبت لكي تستحين من صنم لا يسمع ولا يبصر ولا تستحين من الله السميع الصير.

يامن يري ما في الضمير ويسمع

انت الرقيب لكل ما يتوقع

وقالت " هيت لك" هذا هوا الموقف الثالث من مواقفها .. هيت لك اسم فعل امربمعني أقبل علي.. وفي قراءه "هئت لك" اي تهيأت لك فاقبل غير هياب.فماذا قال لها؟

ان الضمير هنا هوا الذي سيحكم في القضيه.. ان الموقف لايحتمل المساومه ولا انصاف الحلول أن الموقف اما جنه عاليه واما نار حاميه.

وهنا نفتح سجل يوسف عليه السلام فنراه يرد عليها قائلا"معاذ الله" "إنه ربي أحسن مثواي"

ثم بعد ذلك يلقنها درسا باسلوب التلميح وفي التلميح نا يعني عن التصريح ويقول لها "إنه لا يفلح الظالمون" فالمعنا انتي ظالمه لنفسك لانك نسيت ربك.وظالمه لزوجك لانك تحاولين خيانته في فراشه..وظالمه لي لانني عبد مملوك لا حول ولا قوة لي.

وعند اذ همت به ضربا وهم هوا بالدفاع عن نفسه والهم هنا ليس جنسيا لانه ليس في القران ايه تدل علي انه قد يكون جنسيا ، فالهم كله بطش واعتداء والهم هوا حديث النفس الذي لم يصل لحد التصميم والعزم ماذا تفعل؟

ان الموقف يتحرك في غير صالحها.ولم يبق علي قدوم موكب زوجها الا دقائق معدودات..والعبد متمرد علي تنفيذ الاوامر همت ان ترفع يديها لتبطش به فلما راها كذلك هم هوا الاخر ليدافع عن نفسه وعندئذ راي برهان ربه ففتحت الابواب من غير ان يفتحها احد.فما ضربته وما دافع لان ربك حل الموقف سريعا فالبرهان هوا الحكمه والعلم اللذين قذفهما الله في قلب يوسف.

ان الذين شهدوا ببراءه يوسف خمسه

الشاهد الاول : هوا الله رب العالمين ماذا قال ربك في شهادته "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين"

زلم يقل كذلك لنصرفه عن السوء والفحشاء انما قال

"كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء"

وهناك فرق دقيق في المعنين فالمعني التاني يعني ان يوسف يمشي بقدميه الي السوء والفحشاء فقلنا له مكانك يا يوسف. ولكنالمعنا الاول يوسف ثابت في مكانه كالجبل الاشم.والسوء والفحشاء يتحركا اليهع فقلنا للسوء والفحشاء لا تتحركا..

"إنه من عبادنا المخلصين" ولم يقل انه من عبادنا المؤمنين او الصالحين ..ليكون ابليس نفسه شاهدا علي براءه يوسف..فان ابليس قال لرب العزه"فبعزتك لأغوينهم اجمعين إلا عبادك المخلصين"

فيوسف دخل في الاستثناء بإلا والكلام هنا تام وموجب وقد دخل يوسف ضمن اللذين لايقوي ابليس علي اغوائهم..

فالشاهد الثاني: هوا ابليس

الشاهد الثالث: طفل كانت تربيه امأه العزيز لانه ابن اختها ولما وقف العزيز حائرا وهي تقول:"زما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أ عذاب أليم"

ولم تقل ما جزاء من اراد باهلك سوءا الا ان يقت إانما ارادت السجن وارادت العذاب ولم تطالب باعدامه لانه لديها امل عريض ان يرجع عما في راسه ويسمع كلامها بعد الوعيد والتهديد قال الطفل الرضيع"إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهومن الكاذبين ووإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهوا من الصادقين فلما رأي قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم"

والشاهد الرابع: هو امراه العزيز

"قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحق"

اي ظهر جليا

"أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين"

"ولقد راودته عن نفسه فاستعصم"

ولم تقل فاعتصم هناك فرق بين استعصم واعتصم.. اعتصم اي وقف موقف العصمه عاديا

وكن استعصم وقف موقف العصمه اشد من الفولاذ

الشاهد الخامس: النسوه الاتي دعتهن امراه العزيز في بيتها "قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء"

وسوء نكره ونكره وقعت في سياق النفي..ما ..ما علمنا..والنكره في سياق النفي تفيد العموم . من سوء تفيد ما علمنا عليه أدني سوء ولا اقل سوء ولا ايسر سوء

ولذلك حكمت المحكه الالهيه حكمها العادل كما قال الله"وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأمنها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين"


أيها الساده الاعزاء
هكذا حضرنا جلسه محكمه الضمير اليوسفي

هنا مدرسه محمد صلي الله عليه وسلم"البر لا يبلي والذنب لا ينسي والديان لا يموت اعمل ما شئت اعمل ما شئت كما تدين تدان"

ويقول ايضا"كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون .

والحمد لله رب العالمين