حقيبة سفر .. للتأمل .

  محيط البوك المادة

صفحة المقالات العامة
  حقيبة سفر .. للتأمل .     
 

الكاتب : بقلم الاديبة فاديا    

 
 

 الزوار : 26 |  الإضافة : 2024-04-25

 

مركز المعلومات العامة

 حقيبة سفر



من روائع الكتابات للأديبة الأخت فاديا في ملتقى الشفاء بعنوان حقيبة سفر


عما قريب...


سأغادر مرفأ السادسة والثلاثين وأدخل أرض السابعة والثلاثين ، ولا زلت على قيد الحياة

هذا ما اقوله لنفسي كل سنة ، و هذه السنة تميزت بشعور جارف ،


مزيج من الحزن على ما مضى، تشوبه نسمات من الفخر والاعتزاز ،

خاصة وانا ألبس حذائي و ( أكايده ) استعدادا للدخول في مرحلة خريف العمر وبيداء الحياة ، سيصبح عمري أخيرا اكبر من ( نُمرة ) حذائي ، واكبر منك ب ( نُمرة ) ..أعلم منك بسنة .


سيرسل لي زوجي باقة ورد جوري ، بمعنى أن هذا اليوم من أجمل أيام حياته وربيع عمره ، وسترسم لي ابنتي رسوما بقلوب حمراء مؤكدة انها تحبني اكثر من ( وودي بيكر )


وسأقرأ ( برجك اليوم ) حالما تصل جرائد الصباح الى مكتبي، هذه العادة من طقوسي العجيبة ، و التي احب فيها ان اعانق التفاهة ، فأقارن ما تقوله جريدة الرأي بما تقوله جريدة الغد عن الثور ، واحدة ستتنبأ أنني على وشك الفوز بصفقة عمر انتقل فيها الى ( جماعة الملياردرية ) ، والأخرى ستقول أن عقد عمل سيُعرض عليّ لن يكون ربحه كاف لتحقيق أحلامي العتيدة ، وسأسخر من حيرة المنجمين واختلاف ارائهم .


ثم أتساءل كما كل سنة ...... ترى ماذا ستحمل لي الأيام القادمة الى جانب حمل السنوات القديم .


وهل نحن قادرون حقا على حمل كل هذه الأحمال ان اضطررنا يوما الى الرحيل ؟

وحدها حقيبة السفر ، تخبرني ماذا يمكن أن احمل وبماذا علي أن احتفظ حين أستعد للسفر ، أعرف ماذا يهمني وماذا يجب ان يكون بحوزتي .

فأكتشف ان باقي ما اعتقدت ان علاقته وثيقة بي ، مجرد سراب .


كم مرة علينا ان نسافر حتى نصل الى الحقيقة الرمزية لرحلة الحياة ؟

كم من أشياء ظننا أنها عالقة بنا ...واشياء اخرى اعتقدنا أنها تخصنا ... وأشياء أخرى حاربنا عنها باستماتة .. واشياء توسلنا اليها ألا تغادرنا.... وأشياء ظننا اننا لا يمكن العيش بدونها ؟


ابتسمت وانا اتذكر صديقتي الايطالية التي قابلتها في احد محطات السفر ، قالت لي ..

( كنت دوما أعتقد انني لن اتمكن من الحياة اذا غادرني من أحب ، والذي حصل أنني تزوجت أربع مرات خلال مراحل حياتي .. ماتوا عني جميعا ، وأنا بقيت على قيد الحياة .)


سأصبح في السابعة والثلاثين ... بكل فخر ..

أتفقد حقيبتي .....علي أن استعد للسفر الى محطات خريف وشتاء العمر اذا شاء الله .

وبعدها ....سواء بقيت على قيد الحياة او لا ، انا على ثقة أن ربيع الحياة وألوان العمر ...ستكون بمنتهى الوضوح


وواثقة أيضا أنه ....

سيدين لي حذائي بالكثير مما سيتعلمه مني ...... ( بِحُكم النُمرة )


 
          تابع أيضا : مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


2 + 7 =

/300
  محيط البوك روابط ذات صلة

المادة السابق
المواد المتشابهة المادة التالي
  صورة البلوك ملتقى الشفاء الاسلامي
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق