وهو كتابة شيء من القرآن وتعليقه على بدن المريض أو المصاب بعد نزول البـلاء، فمن أهـل العلم من أجـاز ذلك، منهم مـالك، ومنهم من منع لأنه لم يؤثـر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من خلفـائه، وإن أثـر عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه كان يُعَلِّم من عقل من أبنائه: "أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة"، ومن لم يعقل منهم كتبها وعلقها عليه.
مسألة وحكم آخر :
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"كتابة الآيات لعلاج المريض غير مشروع ان يحملها او تُعلّق عليه ، ولا تكتب على جسده ، كل هذا غير مشروع ، إنما المشروع أن يقرأ عليه وأن ينفث عليه ويدعى له بالشفاء والعافية ، يقرأ بعض الآيات على جزء من جسده ، على صدره أو على يده أو على رأسه ويدعو له فهذا لا بأس به ، وهو من الرقية المشروعة ، يرقي الراقي المريض ويقرأ عليه القرآن حتى يشفيه الله .
فالنبي عليه الصلاة والسلام قد رقى وقال : (لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكًا) .
أما أن يكتب آيات تعلق في رقبته ، أو في عضده ، (كأحجبة وغيرها ) فهذا ليس من الشرع ، أو يكتب له أحاديث أو كلمات أخرى ؛ أو دعوات أو مسامير أو طلاسم ـ حروف مقطعة ـ أو أشباه ذلك فكلُّ هذا لا يجوز ، حتى القرآن لا يعلق .
والنبي صلى الله عليه وسلم قال : (من تعلق تميمة فلا أتم الله له ، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له) فالحجب والحروز والجوارب التي يعلقها بعض الناس على المرضى في أعناقهم ، في أعضادهم ، أو في غير ذلك فهذا لا يجوز ، ولكن الرقية لا بأس بها .
وكذلك إذا قرأ في ماء ثم شرب الماء فهذا أيضاً لا بأس به ؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض هذا ، كما في سنن أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في ماء لثابت بن قيس : فهذا لا بأس به .
وأما التعليق فلا يعلق لا القرآن ولا غيره ولا في الرقبة ولا في اليد ، كل هذا ليس بعلاج مشروعاً ، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله" انتهى .