هذه السورة التى يمكن أن نلجأ لها عندما تقفل الأبواب في وجوهنا..
إنها الباب الذي يفتح لنا من السماء في الوقت الذي نحتاج فيه لإجابة دعاء ..
إنها السورة القرآنية الوحيدة التي ورد فيها لفظ "فاستجبنا
له .." أكثر من مرة ..
من قرأ سورة الأنبياء وتأمَّل دُرَرَها وكنوزها فإنَّه واجد فيها
أكثر أدعية الأنبياء واستجابة الله تعالى لدعاء أولئك الأنبياء المرسلين عليهم
الصلاة والتسليم.
هذا اللفظ لم يرد في أي موضع قرآني آخر .. فقط في سورة الأنبياء
..
سورة الانبياء .. فيها المفاتيح لما أُغلق ..
تجمع مفاتيح إستجابة ربنا للدعاء اقرؤوها أي وقت وبأي عدد ..
تعالوا بنا لكي نُطالع هذه الآيات ثمَ نذكر السبب في استجابة
الله لدعاء الأنبياء.
أول مفتاح ..
مفتاح سيدنا نوح كان للكرب ..
"وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ
فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ"
ثاني مفتاح ..
مفتاح سيدنا أيوب كان للمرض الشديد والصبر ..
"فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ
وَآتَيْنَاهُ أأهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ
عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ"
ثالث مفتاح ..
مفتاح سيدنا يونس كان للغم ..
"فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ
وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ"
رابع مفتاح ..
مفتاح سيدنا زكريا للذريه ..
"فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ
وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ"
هل هي فقط مفاتيح للأنبياء ؟؟
لا .. بل هي عامة لكل العابدين .. وحاشاه ان يتركنا بل جاء الجواب في نفس السورة في
موضعين:
الموضع الأول ..
"رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ" كل العابدين ..
ورحمةً من عنده .. ورحمته وسِعت كل شيء..
الموضع الثاني ..
"إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا
وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ"
الذاكرين .. المتصدقين .. المسبحين .. الصائمين .. المصلين .. والصلاة هنا بكل
صورها..
فاستجبنا له ..هي تخاطبك انت، نعم أنت ..
فسارع بالخيرات، اقرؤوها وادعوه عز وجل، فإنه
سميعٌ مجيب الدعاء..
وادع ربَّك في الرجاء والخوف، وما بين الرغبة والرهبة، وكن
خاشعاً لله في دعاءك وفي جميع حالك، يستجيب الله لك الدعاء.