نتيجة عدم وصول التروية الدموية الكافية الى عدد من الاعضاء من
ضمنها القدمين بسبب انشغال الخضاب بالغلوكوز وتشكل ما يعرف باسم الخضاب الغلوكوزي.
هذا يؤدي الى عدم وصول الأكسجة الكافية لخلايا القدمين للقيام بدورها الحيوي بالشكل
الكافي
. إضافة لعدم التزام المريض بخطة علاجه الثلاثية فإنه قد يكون له عادات غير صحية كالتدخين
أو شرب الكحول، مما يؤدي إلى تضيق الشرايين والأوردة الواصلة للقدمين. هذا يؤدي الى
ما يؤدي في حالة عدم علاج العفن الناجم عن نقص التروية الى ما يعرف بتموت خلايا
القدم (الغرغرينا).
تشخيصها:
يمكن تشخيص القدم السكرية سريريا بمجرد تشخيص حالة المريض بالفحوص المخبرية
والسريرية على أنه مريض سكري من النمط الثاني. عادة، ما يتم تشخيص أن المريض مصاب
بهذا النمط من الداء من خلال اختلاطات هذا الداء الحادة كالقدم السكرية، اعتلال
الشبكية السكري، اعتلال الأعصاب السكرية. ذلك أن الداء السكري من الأمراض الكامنة/
لا يتابعها المريض أو يراقب نفسه أو يقتنع بأنه مصاب بهذا الداء ليلتزم بخطة علاجية
ثلاثية إلى أن تحدث معه هذه الاختلاطات.
تتميز القدم السكرية بأنها تبدأ بجرح بسيط لجلد المريض لكنه لا يترمم بسرعة كغيره
من الجروح السطحية التي تصيب الجلد، وإنما يتفاقم الجرح لينتفخ ويخرج منه قيح أبيض،
يستمر طالما أن المريض لا يعالجها.
في عدد من حالات الاهمال قد ينتقل الانتفاخ الى مناطق مجاورة ليحدث ما تسمية بقدم
الحفر والأنفاق، لكثرة الانتفاخات التي تتحول الى حفر أثناء العلاج.
ما يجدث نسيجيا، أن الطبقات الجلدية تتقرن بشكل كبير حول منطقة الجرح وتتحول
الأنسجة تحت هذه التقرنات وفي منطقة التقرح الى نسيج أبيض مائع يلاحظه الجراحون في
الحالات المتطورة والذي يصعب إزالته بجلسة واحدة، وإنما يحدث عدة جلسات. هذا النسيج
هو دليل تموت الخلايا تحت الجلد نتيجة انقطاع التروية الدموية عن هذه المنطقة.
يمكن التأكد من تضيق مجرى الأوعية الدموية باستخدام الايكو-دوبلر وإجراء فحوص
لمستويات سكر الدم والخضاب الغلوكوزي.
علاجها:
قبل البدء بالعلاج، لابد من تثقيف المريض حول خطورة
الحالة بأنها تبدأ بسيطة لا تلبث أن تشمل كامل القدم خلال أيام في حال عدم علاجها.
زد على ذلك أنه يتطلب علاجها في حال الاهمال عدة أسابيع وقد تصل إلى سنة كاملة رغم
الالتزام التام بالعلاج لاحقا، مما يستدعي صبر وتفرغ المريض لها، لأنه لا تكفي
الجلسات الجراحية التي يجريها الطبيب في عيادته فحسب، وانما هناك علاجات مرافقة
يطبقها المريض لوحده أو بمساعدة أحد أفراد عائلته بالتزامن مع العمل الجراحي. تجدر
الاشارة إلى أنه في الحالات المتطورة التي تستدعي التدخل الجراحي. عدم الشعور
المريض بالألم أثناء العمل الجراحي وهذا من أكثر ما يميز القدم السكرية. بمعنى أن
المريض لا يشكو من ألم أثناء أو بعد الجلسات، مما يعني أن علاجها جراحيا لا يتطلب
تخدير عام أو موضعي
نشير في هذا المقال الى علاج الحالات الخفيفة الى المتوسطة التي لا تتطلب تدخلا
جراحيا من قبل طبيب مختص حيث يتضمن العلاج عدة نقاط:
تغيير العادات اليومية:
ارتداء الأحذية المريحة والواسعة في فصل الشتاء وارتداء الأحذية ذات التهوية (كالصنادل
وغيرها) في فصل الصيف.
عدم ملامسة الماء للقدم السكرية أثناء الاستحمام ( كوضعها ضمن كيس نايلون).
ممارسة الرياضة كالمشي أو الايروبيك لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميا لما لها من
فائدة كبيرة في انقاص مستويات سكر الدم وتنشيط الدورة الدموية.
الامتناع عن التدخين والكحول.
فحص مستويات سكر الدم كل صباح باستخدام أجهزة قياس مستوى سكر الدم المنزلية
المعتمدة على الشرائح.
اتباع الحمية منخفضة الحريرات: التي أشرنا لها في خطة العلاج الثلاثية لداء السكري
من النمط الثاني. كما يمكن للمريض زيادة تناول اللحوم الحمراء بحدود معينة تجنبا
للاصابة بالنقرس لتعويض والحفاظ على مستوى خضاب الدم الذي عادة ما يكون أقل من
مستوياته الطبيعية في حال القدم السكرية.
الأدوية:
يتضمن العلاج أدوية السيطرة على مستويات سكر الدم، أدوية علاج العفن.
أدوية السيطرة على مستويات سكر الدم:
قد تتطلب الحالة تدخل اسعافي سريع كإعطاء المريض عدد وحدات معين من هرمون الأنسولين
حقنا تحت الجلد لتخفيض قيم غلوكوز الدم التي عادة ما تصل في حال القدم السكرية الى
600mgdl وهي حالة غير طبيعية وغير محتملة من قبل المريض ووجودها دليل على حدوث
اختلاطات حادة كعتلال الشبكية وغيرها إضافة الى القدم السكرية، لذلك يعطى عدة وحدات
من هرمون الأنسولين سريع التأثير لاعادة القيم الى معدلاتها الطبيعية (70-110)mgdl
قدر الامكان أو أقل من 200mgdl في حالات معندة.
إضافة إلى ذلك، توصف خطة علاجية لضبط مستويات سكر الدم كخافضات و/ أو منظمات سكر
الدم الفموية التي قد تؤخذ صباحا على الريق أو أثناء الوجبات.
أدوية علاج العفن في القدم المصابة:
يقسم العلاج هنا إلى:
علاج جهازي فموي:
تتضمن مجموعة من الصادات الحيوية (anti-biotics) التي تساهم في القضاء على الفطور
والجراثيم اللاهوائية بشكل رئيسي والتي نمت في الوسط نتيجة انقطاع التروية الدموية
عنها. هذه العلاجات تؤخذ فمويا بكورس علاجي محدد.
علاج موضعي:
يتضمن العلاج هنا استخدام معقمات معينة خاصة مع مجموعة من الصادات الموضعية بطريقة
معينة يطبقها المريض 3 مرات في اليوم لمدة شهر ليتناقص عدد مرات تطبيق الكورس بتحسن
الحلة المرضية.
يمكن إزالة التقرنات المحيطة بموضع التقرح أو الجرح باستخدام مقص الأضافر، لما لذلك
من أهميو في تخفيف ضغط هذه الطبقات على منطقة التقرح.
ختاما:
رغم أن القدم السكرية من الاختلاطات الحادة والخطيرة للداء السكري من النمط الثاني،
إلا أن علاجها متوفر ويمكن تطبيقه بقليل من الصبر والالتزام من قبل المريض أو أحد
أفراد عائلته في حالاتها الخفيفة والمتوسطة.
------------------------------
بقلم : د. فرح يوسف
لطلب العلاج
التواصل مع الدكتورة فرح يوسف
ايميل : [email protected]
موبايل , واتس اب : 00963946116593