المعدل الأقصى لعدد دقات القلب يساعد في تشخيص أمراض القلب، وفي وضع خطط لنقاهته والتمارين الرياضية الملائمة له. وأثناء التمارين، يحدَّد الحد الأدنى لعدد دقات القلب بهدف تقوية القلب والرئتين والدورة الدموية، بينما يوضع الحد الأعلى لزيادة قوة تحمل الجسم.
يمتلك القلب نطاقا مدهشا من السرعات: من السرعة البطيئة عندما يدق بإيقاعات مستمرة بوتيرة واحدة أثناء النوم.. إلى الدقات المتواترة العالية أثناء تعرض الجسم لإجهاد بدني شاق. ويعتبر الحد الأعلى الأقصى لمعدل دقات القلب في الدقيقة الذي يعرف باسم المعدل الأقصى (أو قمة الدقات)، رقما مفيدا. ويستخدم هذا الرقم للمساعدة في تشخيص أمراض القلب وكذلك لوضع خطط لنقاهة القلب وللتمارين الرياضية الملائمة له، كما أنه يحمل أيضا بعض المعلومات حول صحة القلب وحول طول العمر.
دقات القلب إن أكثر الوسائل دقة للتحقق من قمة معدل الدقات هي قياسه أثناء إجراء تمارين الإجهاد؛ حيث يخضع الشخص لهذه التمارين تحت إشراف الاختصاصيين من العاملين الصحيين وعندما يكون مرتبطا بأجهزة لمراقبة قلبه.
ويبلغ المعدل الأقصى لدقات القلب مقدار أعلى رقم لعدد دقات القلب في الدقيقة.
في عام 1970 طور الباحثون طريقة لتقدير معدل دقات القلب من دون وضع الشخص في تمارين الإجهاد. واعتمادا على نتائج اختبارات الإجهاد لمئات الرجال، توصلوا إلى معادلة بسيطة، وهي «معدل دقات القلب الأقصى= 220 ناقص العمر».
وحسبما يتوقع أي إنسان، فإن هذه المعادلة لا تكون مفيدة للنساء مثل فائدتها للرجال؛ لذا فقد قدمت إحدى الدراسات تقديرات أخرى أكثر دقة لهذا المعدل للنساء.
وفي عام 1992 شرع باحثون في مدينة شيكاغو في «مشروع سانت جونز لقلب النساء». الذي شاركت فيه 6000 امرأة من أعمار تزيد على 35 سنة. وبدت كل النساء سليمات من أمراض القلب في حينه. ونفذت كل امرأة تمرينا شاملا للإجهاد، أي أنها أجرت تمرينا شاقا أكثر ما يمكنها، وطويلا لأكثر ما يمكنها من الزمن، لحين شعورها بالتعب التام أو إحساسها بآلام في الصدر أو بأي أعراض سيئة أخرى ناجمة عن إجهاد القلب.
وكما كان متوقعا فقد ظهر أن مقدار معدل دقات القلب الأقصى يتناقص مع ازدياد العمر. وكان المقدار في المتوسط 175 نبضة في الدقيقة للنساء من أعمار 35 سنة، ونحو 135 نبضة في الدقيقة للنساء من أعمار 80 سنة (مجلة «سيركوليشن» 13 يوليو «تموز» 2010). إلا أن علينا أن نتذكر أن المقادير المتوسطة تؤكد حقيقة وجود اختلافات كثيرة في المقادير؛ فقد وصل المعدل الأقصى لامرأة عمرها 45 سنة إلى 100 نبضة في الدقيقة فقط، بينما وصل المعدل لدى امرأة أخرى عمرها 75 سنة إلى 220 نبضة في الدقيقة.
وقد طور الباحثون، انطلاقا من هذه المعطيات الصحية، معادلة جديدة لتقدير معدل عدد دقات القلب الأقصى لدى النساء، وهي:
«المعدل الأقصى لدقات القلب (للإناث)= 206 ناقص (العمر × 0.88).
وهكذا، فوفقا للمعادلة القديمة فإن المعدل الأقصى لدقات القلب يقدر لدى امرأة عمرها 55 سنة بالمقدار 165، فيما يقدر وفقا للمعادلة الجدية بالمقدار 158 نبضة في الدقيقة.
* معادلة شاملة
* لماذا ينبغي علينا التدقيق في مقدار المعدل الأقصى لدقات القلب؟ تتمثل الإجابة في عدة أسباب:
* المعادلة القديمة تلصق على كل الدواسات الكهربائية المستخدمة في تمارين الإجهاد داخل المراكز الطبية، كما أن تمرين الإجهاد يعتبر «غير نهائي» أو «غير محسوم» إن لم يتمكن الشخص المتمرن من الوصول إلى 85% على الأقل من معدل دقات القلب المتوقع له.
* معادلة «220 ناقص العمر» تقدم تقديرات أعلى للمقادير لدى النساء؛ لذا فإنها قد تقود إلى طرح تصورات تشخيصية مبالغ فيها على وجود أمراض القلب لديهن، كما أنها ربما تفسر أيضا لماذا تكون تمارين الإجهاد غير محسومة لدى النساء أكثر من الرجال.
* معادلة «220 ناقص العمر» تستخدم أيضا في قاعات الألعاب الرياضية واللياقة البدنية وداخل المنازل وكذلك في أجهزة مراقبة القلب للرجال والنساء المتمرنين. وهي تضع هدفا ذا مقدار أعلى من المطلوب للمعدل الأقصى لدقات القلب، الأمر الذي لا يشجع بعض النساء الراغبات في إجراء تمارين شديدة. * معدلات قصوى ودنيا
* إن الإرشادات الخاصة بإجراء التمارين الرياضية تفترض أن على الشخص إبقاء معدل دقات قلبه بين 65% و85% من مقدار المعدل الأقصى لدقات القلب. ويوضع الحد الأدنى من هذا النطاق لأهداف تقوية القلب والرئتين والدورة الدموية. أما الحد الأعلى فهو لبناء الجسم زيادة قوة التحمل (وإن كنت من المتمرنين الجدد، أو مصابا بمرض في القلب، فيمكنك وضع هدف بمقدار أدنى).
ويمكن للشخص تحديد أهدافه من مقدار معدل دقات القلب بحساب مقدار المعدل الأقصى لدقات القلب - وفقا للتقديرات - ثم ضربه بالمقدار 0.65 ثم بالمقدار 0.85.
وللمرأة التي يبلغ عمرها 68 سنة فإن المعدل الأقصى لدقات القلب - حسب المعادلة الجديدة - يكون «206 ناقص (68 × 0.88)»= 146 نبضة في الدقيقة.
وبعد ضرب المقدار 146 × 0.65، و× 0.85 نحصل على نطاق معدل الدقات أثناء التمارين وهي 95 إلى 124.
* تطبيقات وإرشادات
* إن تطبيق هذه المعلومات بسيط نسبيا.. عليك الشروع أولا في الإحماء ثم البدء بإجراء التمارين. وبعد عدة دقائق، توقف لفحص نبض القلب وذلك بوضع السبابة والوسطى على جهة الرقبة أو على الرسغ. احسب عدد الدقات لمدة دقيقة. وإن كان المقدار أقل من أدنى مقدار في نطاق معدل دقات القلب، عليك أن تقوم بتمارين أشد. أما إن كان المقدار أعلى، فعليك أن تخفف من شدة التمارين (هذه الطريقة غير مفيدة إن كنت تتناول أدوية «حاصرات بيتا beta blockers» التي تتسبب في إبطاء حركة القلب أثناء الراحة وأثناء التمارين).
ومن جهة أهمية معرفة مقدار المعدل الأقصى لدقات القلب، فإنه لا يعتبر مقدارا حيويا للكثير من الناس. وهناك طريقة أسهل لإجراء التمارين بمعدلات متوسطة لدقات القلب وهي: «اختبار المحادثة» talk test. وخلاصته أنك تتنفس بشكل أسرع إن كنت تمارس التمارين بمعدلات متوسطة، ولكن بإمكانك النطق بجملة لغوية بصوت عال أو إنشاد مقطع من أغنية. وفي هذه الحالة إن لم تكن أنفاسك وأنت تتحدث أو تغني قد تقطعت فعليك الإسراع قليلا في التمارين.. أما إن كنت لا تستطيع إنهاء الجملة اللغوية أو الأغنية فعليك بتخفيف التمارين!
* رسالة هارفارد للقلب..