البداية كانت فى أسرة قرآنية نشأ فيها على حب كتاب الله عز وجل منذ نعومة أظافره ..
تعلق قلبه وعقله بعشق قراءة ودراسة القرآن وتحصيل علومه ،فبعد ثمانى سنوات من مولده انضم لحفظة كتاب الله ومضى فى رحلته الطويلة مع القرآن الكريم ، فى مسيرة تستحق التأمل والدراسة .
القارئ الشيخ عبد الفتاح الطاروطى .. كروان القراء فى العصر الحديث .. التف حول صوته قلوب وعقول ملايين المسلمين فى مصر والعالم الإسلامى على مختلف المستويات والأعمار ..
وكان القرآن له علما وعملا ، ولم يجعل لحياته غاية سوى خدمة كتاب الله وشرف الانتساب إلى أهله ..ولتمكنه من أدوات القراءة منحه الإيرانيون وسام التكريم الإيرانى ،ولقوة صوته ودوره فى خدمة كتاب الله منحه الباكستانيون شهادة التقدير الفخرية كثانى قارئ يحصل عليها بعد الشيخ عبدالباسط عبد الصمد .
البداية كانت من قرية طاروط إحدى قرى مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية ،التى شهدت مولده فى التاسع والعشرين من أبريل عام 1965م لأب حافظ لكتاب الله ،وأم محبة لأهل القرآن ..وفى هذه الأسرة القرآنية نشأ الشيخ الطاروطى على حب كتاب الله ، وتعلق قلبه وعقله بعشق دراسة وتحصيل علومه ،فبعد ثمانى سنوات من مولده تشرف الشيخ طاروطى بشرف الانتساب إلى حفظة كتاب الله ،بعد أن أتم حفظه على يد والده والشيخ عبد المقصود السيد النجار شيخ كتاب القرية ،ثم واصل مشواره الدراسى وأخذ ينتقل من مرحلة إلى مرحلة ،ومن نجاح إلى نجاح ،حتى تخرج فى كلية أصول الدين قسم الدعوة الإسلامية ،بتقدير جيد جدا وكان ذلك عام ..1988 لتبدأ بعد ذلك رحلته مع كتاب الله والدعوة الإسلامية ..
ففى العام التالى من تخرجه عين إماما وخطيبا بأوقاف الشرقية ،ومنذ أو لخطبة له نال الشيخ الطاروطى إعجاب الناس وتقديرهم لعلمه الوفير وعذوبة صوته وتمكنه من أدوات قراءة القرآن الكريم ، وتطلعه إلى إضافة كل جديد لقراءة القرآن ، ولم تمض سوى أيام قليلة حتى زادت شعبيته ،فكان عدد جمهوره يتضاعف يوما بعد يوم . ونظرا لتميز أدائه بين قراء العصر الحديث ،لقب الشيخ الطاروطى بلقب كروان القراء ومن هنا كان اختيار وزارة الأوقاف له ليشارك بعثاتها القرآنية إلى دول العالم المختلفة لإحياء ليالى شهر رمضان والاحتفالات الدينية
رحلاته القرآنية
بدأت رحلاته القرآنية عام 1996بدعوة من المركز الإسلامى فى أوكلاند التابعة لولاية سان فرانسيسكو الأمريكية ..
وقد تميز عن غيره من القراء فى هذه الرحلة بأنه كان يقرأ القرآن الكريم ثم يقوم بتفسير الآيات التى يقرأها ،وأمام قوة صوته وغزارة علمه بالتفسير وأحكامه ،استجابت قلوب المستمعين له ،وأسلم على يديه فى هذه الرحلة عشرة من الأمريكيين ..
ومنذ ذلك الحين توالت سفرياته كأحد سفراء القرآن الكريم إلى دول العالم المختلفة ،ففى عام 2000 سافر إلى أسبانيا بدعوة شخصية لإحياء ليالى شهر رمضان المبارك بالمركز الإسلامى المعروف باسم مسجد الملك خالد وكعادته لم يكتف الشيخ الطاروطى بقراءة القرآن لجمهور المركز ، ولكنه أضاف إلى ذلك الإمامة والأذان فى الصلوات ،وإلقاء الدروس الدينية للسيدات بعد صلاة العصر وفى المساء للرجال ، وكان ثمرة ذلك أن أسلم على يديه خمس سيدات أصبحت واحدة منهن داعية إسلامية ،
ووهبت نفسها لنشر رسالة الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة .وفى عام 2001 وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية ، اختارته وزارة الأوقاف رئيسا لبعثتها إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإحياء ليالى رمضان هناك ،وكان فى كل عام يقرأ الليلة الأولى من رمضان فى مسجد الإمام آية الله الخومينى الذى يتسع لخمسة ملايين مصل ،وعلى مدى السنوات الثلاث تعلق الإيرانيون بصوت الشيخ الطاروطى ،ونظرا لإعجابهم الشديد بقوة صوته قاموا بتسجيل إحدى الليالى القرآنية له على شريط كاست يستمع له فيه خمسة ملايين من أفراد الشعب الإيرانى .
وهكذا صار للشيخ الطاروطى جمهوره الخاص فى إيران ،ووجدت قاعدة عريضه منه تأخذ بطريقته وبمدرسته فى التلاوة ،ليكون الشيخ الطاروطى بذلك صاحب مدرسة قرآنية بإيران إلى جانب مدرسة الشيخ عبد الباسط ومدرسة الشيخ محمد رفعت ،،مما دفع الرئيس الإيرانى السابق رافسنجانى إلى منحه وسام التكريم الإيرانى أمام حشد كبير من الشعب الإيرانى .
الشهادة الفخرية
ولأنه صار أحد عمالقة القرآن الكريم فى عالمنا المعاصر منحته الجامعة الإسلامية البنورية فى باكستان الدكتوراه الفخرية ،تقديرا لدوره فى خدمة القرآن الكريم ليكون بذلك ثانى قارئ يحصل عليها بعد الشيخ عبد الباسط عبدالصمد .
وأخيرا وعن المصحف المرتل يقول الشيخ الطاروطى :ليس لدى أى مانع من تسجيل المصحف المرتل للإذاعة ،إذا ما طلب منى ولكنى سأقوم بصفة شخصية عن طريق إحدى شركات الكاسيت بتسجيل مصحف مرتل بالاستعانة بأحد علماء القراءات وأعضاء لجنة اختبار القراء بالإذاعة لإجازته من الأزهر الشريف وسأقدمه هدية للإذاعة المصرية .