بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعــــــــــــــــــــد
الأخ الكريم / ..........
اعلم رحمنى الله وإياك
أن عسل النحل نعمة من نعم الله على عباده ، وجاء فى ذلك قوله تعالى { يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) } سورة النحل ،
وتحدث العلماء قديما وحديثا فى معنى الشفاء الموجود فيه ، وقد أفاض الإمام ابن القيم فى كتابه "زاد المعاد" فى خصائص العسل ومميزاته . أما الزكاة فيه فقد اختلف العلماء هل فى العسل زكاة أم لا ــ والأصح أنه لازكاة فيه ــ فقال المالكية أنه لا زكاة فيه وإن كان مطعوما مقتاتا ، والشافعية على قولين ، ففى المذهب القديم أن فيه زكاة ، وفى المذهب الجديد قطعوا بأنه لا زكاة فى العسل ، وقال الأحناف بوجوب الزكاة فيه قليله وكثيره ، لأن النصاب عندهم ليس بشرط ،
وقال محمد بن الحسن : لا شىء فيه حتى يبلغ ثمانية أفراق ، والفرق ستة وثلاثون رطلا عراقيا ، وقال أبو يوسف : فى كل عشرة أزقاق زق ، متمسكا بما رواه الترمذى عن ابن عمر قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم "فى العسل فى كل عشرة أزق زق " هذا الحديث صححه شيخنا العلامة الألبانى ، وقال الترمذى والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم ،
قال الأحوذى فى شرح الترمذى : ( زق )
بكسر الزاي مفرد الأزق وهو ظرف من جلد يجعل فيه السمن والعسل .
قوله : ( وفي الباب عن أبي هريرة وأبي سيارة المتعي وعبد الله بن عمرو )
أما حديث أبي هريرة فأخرجه عبد الرزاق عنه قال : كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن أن يؤخذ من العسل العشر ، وفي إسناده عبد الله بن محرر قال البخاري في تاريخه : عبد الله متروك ولا يصح في زكاة العسل شيء ، كذا في فتح الباري .
انتهى
وبه يقول أحمد وإسحاق . وقال بعض أهل العلم : ليس فى العسل شىء .
قال ابن المنذر : ليس فى وجوب الصدقة فى العسل خبر يثبت ولا إجماع ، فلا زكاة فيه ، وهو قول الجمهور .
والذى قال بالزكاة فيه أحمد و أبو حنيفة وأصحابه .
والخلاصة : أن جمهور العلماء وإن كانوا لا يوجبون الزكاة فى عسل النحل ، لعدم وقوفهم على الدليل الصحيح أو جعلهم حديث الترمذى واهيا ، وها قد صحح شيخنا الألبانى حديث الترمذى فى الزكاة فى العسل وتحديد نصابه فى كل عشرة أزق زق . فهى زكاة عشرية وعلى هذا فإن صحة سند المتن دليل على وجوب النص ، وعليه فزكاة العسل زكاة عشرية يجب إخراج العشر هذا والله أعلى وأعلم .
بارك الله فيك