سرقة الذهب

  محيط البوك سؤال الفتوى

  طباعة  
سرقة الذهب

 الكاتب : الشيخ محمود أحمد سمهون

 

 الزوار : 10613|  الإضافة : 2009-06-06

 

 السلام عليكم ورحمة الله

 
فوسوس لها الشيطان وقامت بأخذ ذّهب أختها من دون علمها وبيعه وسد القرض، بعد أسبوع فقدت أختها الذهب وتم تحليف جميع أفراد عائلتها على المصحف الشريف وكانت هي منهم، فحلفت وهي في نيتها أن اليمين باطل ولكنها تلفظت بما ليس في نيتها...

السؤال:

لي صديقة، كانت تدرس في الجامعة وكان لها صديقة سيئة الخلق فأقنعتها أنها في ورطة مالية وأسرتها، وطلبت منها أن تأخذ قرض باسم صديقتي، ولكن النقود تأخذها وستقوم بسده بالتقسيط، فوافقت صديقتي، وأخذت القرض وأعطتها النقود. في اليوم التالي لم تأتي إلى الجامعة ومر أسابيع ولم تأتي ولم تتصل حتى. قامت صديقتي بالاتصال عليها على الرقم التي أعطتها إياها وكان رقم شخص ثاني، قمنا بالسؤال عنها فأخبرونا بعض الناس أنها سافرت وتركت صديقتي لتسد القرض.


صديقتي كانت في ورطة لأنه لا يعلم أحد من عائلتها بذلك ولا تعلم كيف ستسد القرض، فوسوس لها الشيطان وقامت بأخذ ذّهب أختها من دون علمها وبيعه وسد القرض، بعد أسبوع فقدت أختها الذهب وتم تحليف جميع أفراد عائلتها على المصحف الشريف وكانت هي منهم، فحلفت وهي في نيتها أن اليمين باطل ولكنها تلفظت بما ليس في نيتها.


هي الآن تابت وضميرها يعذها وليست مرتاحة في حياتها و تريد أن تسأل لو أنها تريد ترجيع ذهب آخر عوضا عنه و ما الحكم في ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن ولاه...

السائل الكريم الأخت متمنية الفردوس، لا بدّ قبل الإجابة على السؤال أن تُعلم زميلتك بأنّ الله تبارك وتعالى لم يحرّم على الناس إلاّ ما يستطيعون تركه، ولم يوجب عليهم شيئاً لا يستطيعون فعله، لذا فإن الشيطان قد يوهم بأنه لا يمكن للمسلم أن يتوب، ولكن على المسلم أن لا يلتفت لما عند الشيطان وليعلم أن باب التوبة مفتوح.


فالحل الوحيد لهذا الفعل العودة إلى الله سبحانه وتعالى، والتوبة، قال الله تعالى ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر 53]، قال أحد العلماء: «باب التوبة دائماً مفتوح يدخل منه كل من استيقظ ضميره وأراد العودة والمآب، لا يصد عنه قاصد ولا يغلق في وجه لاجئ، أياً كان وأياً ما ارتكب من الآثام»، كما وأنه ليس من البر أن يترك الإنسان طاعة الله سبحانه وتعالى بمجرد أنه ارتكب إثماً من الآثام، أو معصية من المعاصي، ولكن ينبغي على الإنسان المسلم أن يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى من خلال العبادات راجياً منه سبحانه وتعالى المغفرة، والثبات على الإيمان، والتثبيت من عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى...


وللتوبة الصادقة شروط، لا تصح ولا تقبل إلا بها وهي كالتالي:

1ـ الإقلاع عن الذنب: فلا تتصور صحة التوبة مع الإقامة على المعاصي حال التوبة، فإن الإقلاع عن الذنب شرط أساسي للتوبة المقبولة، فالذي يرجع إلى الله وهو مقيم على الذنب لا يعد تائباً، وفي قوله تعالى ﴿وتوبوا﴾، إشارة إلى معنى الإقلاع عن المعصية، لأن النفس المتعلقة بالمعصية قلما تخلص في إقبالها على عمل الخير لذلك كان على التائب أن يجاهد نفسه فيقتلع جذور المعاصي من قلبه، حتى تصبح نفسه قوية على الخير مقبلة عليه نافرة عن الشر متغلبة عليه بإذن الله سبحانه وتعالى.


2- العزم على عدم العود: وذلك بأن يعاهد الله سبحانه وتعالى أن لا يعود إلى مثل هذا الذنب، ويسأل من الله الثبات على الطاعة، وترك المنكرات.


3- الندم على ما فات: الندم ركن من أركان التوبة لا تتم إلا به ولا تتصور التوبة إلا من نادم خائف وجل مشفق على نفسه مما حصل منه وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيمة الندم فقال: «النَّدَمُ تَوْبَةٌ» [رواه ابن ماجه في سننه].


4- أن تكون قبل بلوغ الروح الحلقوم: بأن ستعجل بالتوبة قبل أن يموت الإنسان، لأن الله تعالى قال: ﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ [النساء 18].


5- وإن كان الذنب حقاً لآدمي أعاده له أو تحلله منه: فهذا الشرط الخامس من شروط التوبة، وهو إذا كان الذنب في حق الآدمي.


فعلى السائل الكريم أختي الكريمة، بعد أن عرفت شروط التوبة الأربعة السابقة، أن تخبري زميلتك بالشرط الخامس والمهم، وهو التحلل من الذنب، وذلك بإعادة الذهب، وطلب المسامحة، وإذا كان الأمر صعباً عليها، فلتوكل أحداً من أصدقائها، أو أهلها، ويردوا الحق إلى صاحبه، كما وعليها أن تعود إلى الله سبحانه وتعالى بالصلاة والذكر والدعاء.


فمتى توافرت هذه الشروط، فالتوبة مقبولة إن شاء الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [الفرقان70].


والله تعالى أعلم، وستذكرون ما أقول لكم، وأفوض أمري إلى الله، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.

الشيخ محمود أحمد سمهون

إمام وخطيب مجمع مسجد الحاج بهاء الدين الحريري - لبنان



 
          تابع أيضا : مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


5 + 8 =

/300
القرآن كاملاً بالزعفران لعلاج السحر والمس والعين

بمناسبة شهر رمضان المبارك 

مع كل نسختين من القرآن بالزعفران

نسخة مجاناً  >>>  أطلبه الآن

  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع