يقول تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [آل عمران: 6]. فالله تعالى يصوّر الجنين في بطن أمه من الصورة التي قدَّرها له، ولا يمكن لأحد أن يتدخل في سير العمليات الدقيقة التي تحدث أثناء تطور الجنين. وعلى الرغم من التطور الطبي الكبير إلا أن أي تدخل من الإنسان يؤدي إلى تشوه الجنين كما يحدث في محاولات الاستنساخ البشرية الفاشلة.
ولكن بين الفترة والأخرى نرى حالات غريبة تستدعي التفكير والتأمل لإدراك عظمة الخالق تبارك وتعالى، فقد سجلت امرأة من كاليفورنيا ثاني أغرب حالة ولادة من نوعها، عندما وضعت ثمانية توائم أحياء، مما أدهش الأطباء الذين كانوا يتوقعون وجود سبعة توائم فقط في رحم المرأة.
وتراوحت أوزان التوائم الثمانية، من بينهم ستة ذكور، بين 800 غرام و1.5 كيلوغرام، وهم بصحة جيدة في الحاضنات الصناعية، بعد أن تمت الولادة بواسطة عملية قيصرية، وفقاً لما ذكره الأطباء في مستشفى "قيصر" بمدينة بيلفلاور في ولاية كاليفورنيا.
ورغم أن ثلاثة من التوائم مازالوا بحاجة إلى التنفس الصناعي، إلا أنه لم يلاحظ على الثمانية وجود أي مشكلات خطيرة. وبدأت المرأة الحامل تعاني من الآلام وهي في الأسبوع الثالث والعشرين، حيث أدخلت المستشفى لتلقي العلاج، وبقيت فيه مدة سبعة أسابيع، حيث أخضعت للراحة في السرير.
وخلال وجودها في المستشفى أشرف عليها طاقم من 46 طبيباً وممرضاً وممرضة، ظلوا على أهبة الاستعداد لحالة الوضع، التي تمت قبل تسعة أسابيع من موعدها المقرر. وقال الدكتور هارولد هنري، رئيس قسم الأطفال الرضع في المستشفى، إن معرفة العدد الحقيقي للتوائم كان صعباً بوجود هذا العدد منهم داخل الرحم. وأضاف قائلاً: "من السهل الوقوع بالخطأ عندما تتوقع أن هناك سبعة توائم."
وقال الأطباء إن الأسبوع الأول، وتحديداً الأيام الثلاثة الأولى، سيكون حاسماً بالنسبة للتوائم الثمانية. وأكدوا أن حالة الأم "جيدة جداً"، وهي تشعر بالإثارة والدهشة بسبب هؤلاء الرضع الثمانية. وكانت أول حالة ولادة لثمانية توائم في الولايات المتحدة قد تمت في العام 1998، في مدينة هيوستن بولاية تكساس، غير أن أحد هذه التوائم توفي بعد أيام من ولادته، فيما يحتفل السبعة الباقون بعيد ميلادهم العاشر هذه الأيام.
أنجبت ثمانية توائم فأثارت جدلا أخلاقيا
مع تكشف المزيد من المعلومات عن الأم التي أنجبت التوائم الثمانية، أخذ جدل أخلاقي في التزايد حول إمكانية تورط مركز التلقيح الصناعي في قضية أخلاقية، وخصوصاً أن الأم لديها ستة أطفال غيرهم، فيما قال والد الأم إن ابنته كانت تهدف إلى الحصول على طفل آخر، ولم تتوقع ثمانية توائم.
ولم يعرف بعد كيف انتهت الأم بثمانية أجنة، إذ قالت والدة الأم في تصريح لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن ابنتها حصلت على علاج التلقيح الصناعي، وتمت زراعة الأجنة. وتقول أستاذة أخلاقيات علم الأحياء في كلية الطب بجامعة كينتاكي، سارا روزينتال: "إذا حصلت الأم على التلقيح الصناعي، فهذا يثير قضايا أخلاقية بأن زراعة ثمانية أجنة يعتبر أمراً غير مسؤول وغير أخلاقي.. إنه أمر ما كان ينبغي أن يحدث."
ويقول الأطباء إن ولادة عدد كبير من التوائم يعرض حياة المرأة للخطر، وكذلك للمواليد، مثل النزيف الدماغي، والمشاكل الصحية في الأمعاء وتأخر النمو وإعاقات تعلم أبدية. وفي أوروبا، وتحديداً في ألمانيا وإيطاليا، لا يسمح بزراعة أكثر من ثلاثة أجنة في المرة الواحدة، كما يقول الأستاذ روبرت جورج، من جامعة برينستون.
الجدل الآخر الذي أثير حول هذه المسألة هو صحة الأم العقلية. فهي باختيارها التخصيب الصناعي، وهي قادرة على الإنجاب أصلاً، إنما يعكس قلقاً حول مدى سلامة عقلها. كذلك أثيرت قضية أن الأم لديها ستة أطفال وهي غير متزوجة، وبالتالي فإن البحث عن إنجاب أطفال آخرين أمر مثير للتساؤل.
على أن التساؤل الأكبر يثار حول الأطباء الذين أشرفوا على تخصيب المرأة صناعياً، وعدم طرحهم لأي أسئلة، سواء شخصية أو صحية، وكذلك عدم إخضاع الأم لتحقيق حول سبب رغبتها في إنجاب المزيد من الأطفال. وكانت هذه المرأة قد سجلت ثاني أغرب حالة ولادة من نوعها، عندما وضعت ثمانية توائم أحياء، مما أدهش الأطباء الذين كانوا يتوقعون وجود سبعة توائم فقط في رحم المرأة.
تعليق
تصوَّروا يا أحبتي أن الأطباء في أمريكا لا يعلمون عدد التوائم في بطن المرأة على الرغم من تطور الطب! ولذلك يقول تعالى: (اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) [الرعد: 8-9]. حيث يؤكد العلماء أن معرفة عدد الأجنة بدقة عملية صعبة عندما يكون العدد كبيراً.
ولكن قد يندهش الأطباء ويسمون هذه الحالة "معجزة للطبيعة" ولكننا كمسلمين نعتبرها معجزة إلهية لندرك قدرة الخالق تبارك وتعالى، فهو القائل: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) [الشورى: 49-50].
وهنا نتذكر هذه الآيات الكريمات: يقول تعالى: (قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 47]. ويقول تعالى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [القصص: 68]. ويقول تعالى: (وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) [الحج: 5]. ونود أن نقول إن لجوء الناس للتلقيح الاصطناعي وابتعادهم عن فطرة الله تعالى يؤدي دائماً إلى نتائج خطيرة، ولاحظوا معي كيف أن العلماء عاجزون عن التحكم بسير العمليات في رحم المرأة على الرغم من التطور الطبي الكبير، فكيف يدعي الملحدون أن الطبيعة العمياء وبمجرد المصادفة تخلق طفلاً سميعاً بصيراً؟