السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

قررت كتابة هذه الكلمات لأنني اري ان الأمر في غاية الاهميه فالاسره هي أساس المجتمع فإن اصلحنا كل الأسر سنحصل بالتالي علي مجتمع سليم . وما دفعني ايضا لكتابة الموضوع ارتفاع نسبة الخلافات الأسريه والطلاق في امة يعد هذا ابغض الحلال إلي بارئها .

إن الحياة الزوجية كاطائر والزوجان هما جناحاه فلو اعتمد كل جناح علي الآخر ليحلق به عاليا دون ان يبذل هو الجهد لذلك فلن يتحرك الطائر من مكانه ابدا ، فنجاح الحياة الزوجيه هو مسؤلية الزوجين معا وبتعاونهما وتفاهمهما يستطيعان ان يحلقا إلي اعلي قمم السعادة .

أولا :-
أول قاعدة يجب ان يفهمها كلا الزوجان ان شريكه ليس بكامل لكي لا يخطيء او يخلو من العيوب فلا بد ان يكون متسامحا ، كما انه ليس دميه صممت خصيصا لتناسب اهوائه فلا بد من بعض الاختلاف في وجهات النظر والاهتمامات والميول وفي بعض الأحيان في العادات والتقاليد فعليه ان يراعي ويتفهم ذلك ويتصرف بحكمه حيال هذه الأمور .

ثاني قاعده يجب ان يعرف كل منهما ان عليه واجبات قبل ان يعرف ان لديه حقوق فعلي كل واحد ان يقوم بواجباته تجاه الآخر قبل ان يطالب الآخر بحقوقه ولا يكون من الذين يريدون ان يأخذوا دون ان يعطوا فشريكه ايضا ينتظر منه الكثير .

ثالث قاعده إذا قدر الله الخلاف بينهما لا يجب ان يشركا غيرهما فيه ويجب ان يسعيا لحل خلافاتهما بأنفسهما فإن الله جعل بينهما مودة ورحمة ستعينهما علي ذلك .

ثانيا :-
وصايا للزوج والزوجة ولنبدأ بالزوجه أولا :-

إعلمي اختي الفاضله انه بعد زواجك قد اصبح زوجك جنتك ونارك وان حقه عليك عظيم فقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم {لو كنت أمرا احدا ان يسجد لاحد لأمرت الزوجة ان تسجد لزوجها} رواه الترمزي .

لذا اختي فليكن رضاه وطاعته أول اهتماماتك فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم {المرأة إذا صلت خمسها وصامت شهرها واحصنت فرجها واطاعت زوجها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت} رواه ابن حبان .

وقال ايضا عندما سئل أي النساء خير {التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا امر ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره }رواه النسائي
هذا باستثناء ان تكون طاعته في معصية الله ، واحذري اختي الفاضله من مخالفة وعصيان زوجك فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم {اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤسهما عبد ابق من مواليه وامرأة عصت زوجها حتي ترجع} .‏

وعليك اختي الفاضله ان تنظري دوما لحسناته وتتجاوزي عن اخطائه و‎هفواته فحينها فقط ستسعدين فكما قلت هو ليس بكامل فامدحي الجميل من أفعاله وخصاله فإن ذلك سيسعده واستنكري القبيح منها لكن برفق لأن العنف عنك سيبعده وكوني بجانب زوجك دوما وفي كل الأحوال ،،إحفظي سره تنالي بره وليري منك دوما ما يسره ،، وكوني أنثي في كل احوالك و أدي ما عليك بدقة واطلبي ما تريدينه برقه وكوني جاهزة لإرضائه متي ما ارادك وفي كل حين .‏

اما اخي الزوج فإن لي معه حديث طويل .‏

والآن لننتقل إلي الزوج :-
اعلم اخي الفاضل انه بعد زواجك أصبحت زوجتك اسيره عندك فقد أعطاك الله حق القوامه عليها والزمها بطاعتك وارضائك كما جعلك راعي لها ومسؤل عنها أمامه لذا اخي فإن مسؤلية اسعادها وتقويمها عند الخطأ تقع علي عاتقك انت فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع {الا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا ان ياتين بفاحشه مبينه فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع ......} .

ولقد امرك الله عز وجل بمعاشرتها بالمعروف وللمعاشره بالمعروف تفسيرات عديده وجميله منها انها لا تعني عدم إيذائها بل الصبر علي اذاها اجل اخي فإن المرأة خلقت من ضلع اعوج فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم {استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وان اعوج شيء في الضلع اعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وان تركته لم يزل اعوج فاستوصوا بالنساء} وكما قلت للزوجه أقول لك ايضا اخي الزوج لا تنتظر من زوجتك الكمال وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم {لا يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضي منها اخر} .

وإليك بعض النصائح التي ستعينك علي التعامل مع الزوجه:-

أولاً: اخي ان المرأة تكره الشده والحزم في التعامل فإن هذا سيدفعها للنفور منك كما انها تكره الرجل اللين دائما فهذا يدفعها للشعور بعدم الأمان معه لما يظهره من ضعف فكن قواما بين ذلك اخي وتعلم متي تلين ومتي يجب ان تكون حازما فالشده ليست في كل شيء فكن حازما في الأمور التي تتعلق بالدين ولا بأس إن طاوعتها في أمور الدنيا .

ثانياً: إن طبيعة المرأة تختلف عن طبيعة الرجل فالمرأة رقيقه حساسه يمكن اسعادها بأبسط الأشياء كما يمكن لأبسط الأشياء ان تحزنها اشعرها باهتمامك بها و بأنها مميزه عندك إمدح مفاتنها و الجميل من خصالها ولا تتردد في شكرها علي أي مجهود بذلته لإرضاءك حتي وان كان تغيير في ترتيب المنزل انتقدها برفق وبأسلوب لين كن حليما ومتسامحا معها حين تخطيء إفعل ذلك اخي وستحصل علي نتيجه مدهشه .

ثالثاً: إن الزوجه تحب من زوجها ما يحبه منها وقد قال ابن عباس رضي الله عنه انني لاحب ان اتزين لزوجتي كما احب ان تتزين لي فكن في احسن حال وانت مع زوجتك واحذر اخي من ان تهتم بإشباع رغباتك فقط فهي ايضا لها رغباتها واحتياجاتها وقد يكون امامك ان طريق اخر وهو الزواج بأخري اما هي فليس أمامها إلا ابغض الحلال او الوقوع في الحرام والعياذ بالله فلا تكن انانيا .

اما رابعا وأخيرا اخي الكريم تختلف النساء عن بعضها البعض فحاول ان تفهم طبيعة زوجتك وكيفية التعامل معها .

ملتقى الشفاء الاسلامي