الربو من الأمراض الشائعة في دولة الإمارات حالها في ذلك حال الكثير من الدول، حيث تقدر مصادر متخصصة في الأمراض الصدرية نسبة الإصابة بهذا المرض بالدولة بين 15 و19%، وللتعرف عن قرب على هذا المرض التقى«نور الصحة» الدكتور عمرو الاكيابي استشاري الأمراض الصدرية الذي عرف الربو بالمرض الرئوي سببه التهاب بالقصبات الهوائية يتميز من منظور المريض، بأعراض متباينة في الشدة، موضحاً أنه لا يشكو مريض الربو المعتدل من أعراض معظم السنة بينما يحتاج مريض الربو شديد الحدة إلى عدة أدوية يوميا وبانتظام تضمن عودة الأداء الوظيفي الرئوي إلى حاله.
وقال إن مرض الربو في أقسى مظاهره يشكل خطرا على حياة المريض مما يستدعي تكرار دخوله إلى المستشفى وتأثر حياته تأثرا بالغا وقد يفضي به إلى الموت.
وحول أسباب الإصابة بالربو أشار إلى أنه لا يوجد هناك سبب واحد سهل التحديد بل هناك عدة أسباب تتفاعل مع عدة عوامل تؤدي إلى مرض الربو منها استعداد الفرد للإصابة بالربو له أساس وراثي فإذا أصيب أحد الوالدين أو كلاهما بالربو يكون الولد أكثر عرضة للإصابة مقارنة بمن لا تاريخ له للمرض في عائلته.
كما لاحظ الأطباء منذ زمن أن التهابات فيروسية معينة لها علاقة بتطور مرض الربو عند الفرد المتأهب، فالفيروسات المولدة للربو هي نفسها التي تسبب بداية التهابات تنفسية نمطية بكل أعراضها لتنتهي بالمريض إلى حالة شبيهة بالربو، وتترافق حالة الربو مع الحساسية خاصة عند الأولاد والمراهقين، وتكون أكثر شيوعا لدى المصابين بفرط الحساسية والتهاب الأنف التحسسي والاكزيما.
عوامل بيئية
وحول ما اذا كانت الحساسيات (الارجيات) تتسبب في مرض الربو بين الدكتور عمرو الاكيابي أن الربو مرض يختلف عن الحساسية، غير أن تعايش الربو والحساسية في الفرد الواحد وارد في معظم الأحيان مما يزيد من احتمال تشخيص ربو في فرد يعاني من حساسيات مهمة، وقد تؤدي هذه الحساسيات كمستحث خارجي إلى تفاقم حالة الربو وتزايد أعراضه فمثلا إذا كان الطفل يعاني من الربو ويتحسس من القطط فان تعرضه للقطط سيثير أعرض الربو لديه أي أن تعرضه للقطط سيؤثر سلبا في الربو.
ولكنه لن يكون السبب، إضافة لذلك هناك عوامل بيئية أخرى محتملة في نشوء حالة الربو منها ما يرتبط بالبيئة الداخلية وتشمل رقائق الغبار المنزلي وسوس الغبار وشعر الحيوانات الأليفة والعفن ودخان السجائر وهناك عوامل ترتبط بالبيئة الخارجية وتشمل لقاح الأزهار وتلوث الهواء ورائحة الديزل وغيرها.
أعراض المرض
وحول أعراض الربو وفيما اذا كانت الأعراض متشابهة لدى كافة المصابين أكد الدكتور الاكيابي أن أعراض الربو تختلف من مريض إلى آخر وقد تتغير في المريض نفسه مع مرور الزمن، وأن كل مصاب بالربو هو حالة قائمة بحد ذاتها، غير أن للربو أعراضا نمطية تتضمن الإحساس بالتنفس وشعور بالانزعاج من التنفس وإحساس بالضغط وعدم الارتياح في الصدر وأزيز أو تنفس ضاج وسعال وتنفس شاق وانتاج المادة المخاطية وضيق تنفس عند بذل مجهود والأعراض الليلية مثل الاستيقاظ من النوم مع إحساس بضيق التنفس أو الأزيز.
وتعتبر أعراض الربو عرضية أي تحدث من حين لآخر: تظهر وتختفي أي ليست موجودة باستمرار، إذ ان الربو يظهر بأنواع مختلفة تتراوح بين الخفيفة وبالغة الشدة.
ويضيف الربو عادة ينقسم إلى أربعة أنواع هي الربو المستديم الشديد وغالبا ما تكون الأعراض متواصلة دون انقطاع وأعراض ليلية متكررة ونشاط بدني محدود، والربو المستديم والخفيف وتكون فيهما الأعراض النهارية أكثر من مرتين في الأسبوع واقل من مرة في اليوم والأعراض الليلية أكثر من مرتين في الشهر والربو المعتدل المتقطع واعرضه النهارية مرتين أو اقل في الأسبوع والأعراض الليلية مرتين أو اقل في الشهر.
طرق الوقاية
وحول طرق الوقاية شدد على أنه ما زال بحثا بالغ الأهمية، فالجميع من مرضى إلى اختصاصي ورئة وحساسية واختصاصي علة المناعة مهتمون بالتوصل إلى فهم الأسباب الأصلية للربو، لكن لغاية الآن لم تتوفر الوقاية الكاملة من نشوء الربو، حيث ان الربو مرض عائلي أي متوقع في بعض العائلات أكثر من غيرها لذا يكون الطفل المنتمي إلى عائلة مماثلة إمكانية اكبر لنشوء الربو.
وفي هذه الحالة يمكن للطبيب أن يقدم بعض الاقتراحات والنصائح التي قد تخفف من حدة الحساسية أو الربو في حال ظهوره تتعلق بغذاء الطفل ومحيطه فمثلا اقتصار الطفل على حليب أمه في الأشهر الستة الأولى على الأقل يؤدي إلى تأخير أو حتى تأجيل نشوء الحساسية والربو، كذلك فان تناول الطعام الجامد غير مستحب في طفل قابل للربو وكذلك في الطفل الدارج يجب الابتعاد عن الأطعمة الباعثة للحساسية.
وتتضمن الأطعمة المسؤولة عن معظم حالات الأرج الغذائي عند الأولاد حليب البقر والبيض والمكسرات والسمك. وقال إنه بتحديد أكثر هناك 90% من مجمل التفاعلات الارجية الغذائية سببها ثمانية أطعمة هي: حليب البقر والبيض والفستق ( ويعتبر من البقول لا من المكسرات ) والمكسرات مثل (الجوز والكاجو والبندق) والأسماك والمحار والصويا والقمح إضافة إلى الإرشادات الغذائية على أهمية خلو المنزل من التدخين 100% وقد ينصح البعض أيضا أن تخلو غرفة النوم من كل الأشياء القادرة على التقاط الغبار مثل الشراشف ودمى الحيوانات المحشوة والسجاد المفروش على كامل الأرض وغيرها.
ثورة الربو
وحول ما يعرف بأزمة الربو قال الدكتور الاكيابي إن الربو يشتد في فترات ويتراجع أو يهدأ في فترات أخرى، وثورة الربو هي فترة اشتداد المرض الناتجة عن تفاقم في التهاب الرئة، بتعبير آخر ثورة الربو هي فترة احتدام المرض، وبالتالي فان ظهور الأعراض الرئوية هي المؤشر على ثورة الربو، وأزمة الربو غالبا ما يصاحبها الأزيز( الصفير الحاد)، وهو صوت التنفس غير المألوف الذي يصدر عن مرور الهواء في الممرات الهوائية المتضيقة بسبب وجود المادة المخاطية العالقة في الممر الهوائي وهذا يعني أن الربو ناشط ويستوجب علاجا أقوى وأكثر فعالية..
ومن الأعراض الأخرى التي تصاحب الأزيز والسعال وازدياد إفراز الرئتين للمادة المخاطية وضيق تنفس والإحساس بالضغط أو الانزعاج في الصدر، وعند ظهور مثل هذه الأعراض يجب على المريض مراجعة اقرب مستشفى، لان عدم التعامل بجدية مع هذه الأعراض قد يؤدي إلى خطر تفاقم المرض وبالتالي تصبح حياة المريض مهددة بالموت.
وحول طرق تشخيص مرض الربو قال إن أكثر الاختبارات عونا على تشخيص الربو هي اختبارات الأداء الوظيفي للرئتين ويشار إليها بمختصر PET ويتم من خلالها قياس وظيفة الرئة وتستعمل في تشخيص وعلاج الربو تليها اختبارات الدم وتساعد في رسم صورة عامة عن صحة المريض وتقييم الوظيفة المناعية والحساسيات ودراسة الأشعة السينية وتضم صورة الصدر السينية التقليدية والتصوير المقطعي المحوسب عن البنية التشريحية للرئتين والممرات الهوائية الأساسية إضافة إلى دراسات أكثر تخصصا في مجال الربو إن لزم الأمر مثل اختبار وخزة الإبرة.
وحول الأدوية المستخدمة في علاج الربو تنقسم إلى قسمين: أدوية ضابطة طويلة الأمد ومنها مستنشقات الستيروئيد ومحورات اللوكوترين الفموية وشادات بيتا 2 الطويلة الأمد والعلاجات الناشئة ومحصرات الغلوبولين المناعي E. والقسم الثاني هي الأدوية سريعة المفعول ومنها شادات بيتا 2 القصيرة الأمد المستنشقة والستيرويدات الفموية في دفعات للإنقاذ ومثيلبريدنيزولون وبريدنيزون وبريدنيزولون.
وقال مريض الربو يمكن ان يعيش حياة طبيعية في حال التزامه بأخذ الأدوية التي يصفها لها الطبيب وأحب إن انوه هنا إلى أن الكثير من المرضى يتخوفون من الأدوية التي يتم استنشاقها عن طريق الفم بسبب احتوائها على نسبة من الكورتيزون، وهذا غير صحيح على الإطلاق لان نسبة الكورتيزون التي تحتويها هذه البخاخات هي نسبة قليلة ولا تؤثر على الجسم خاصة إذا تم وصفها من قبل طبيب مختص.
دبي ـ عماد عبد الحميد