فكل أنواع الطعام الذى نأكله ، لابد أن يمر بمراحل عدة تسمى بالهضم .. وهى تبدأ في الفم .. حيث يخلط الطعام باللعاب لكي يتكسر إلي سكريات بسيطة بفعل الأنزيمات .. ويمر الطعام إلى المعدة عبر المريء .. وفى المعدة يتكسر الطعام إلى عناصر أبسط بفعل الحامض المعدي والأنزيمات الأخرى الموجودة في المعدة .. ثم يمر الطعام بعد ذلك إلي الأمعاء الدقيقة لكي تتم عملية امتصاص مواد الطعام من خلال الشعيرات الدموية الموجودة بالجدران الداخلية للأمعاء الدقيقة .. ثم يتجه الطعام بعد ذلك إلي الأمعاء الغليظة لكي يجفف ، ويخرج مع الفضلات إلى خارج الجسم كفضلات ؛ ويعاد امتصاص السوائل .
وهذه العملية تأخذ من أثنى عشر إلي أربعة عشر ساعة تقريبا .
والغرض من هضم الطعام ، هو تكسيره إلى مكونات يسهل استهلاكها لملايين الخلايا في الجسم .
فالبروتين والنشويات والدهون كلها تمد الجسم بالطاقة أو ( الوقود ) اللازم لتشغيل كل أعضاء الجسم لأداء وظائفه من تنفس وتفكير ومشى إلى آخر ذلك من الوظائف الحيوية لاستمرار الحياة .
وإن الفيتامينات في هذا الصدد تعمل بالتعاون مع الأنزيمات المخلقة في الكبد لكي تساعد على إتمام عمليات التمثيل الغذائي وتحويل الطعام المهضوم إلي طاقة.
ومن خلال قيامنا بالأعمال اليومية من أنشطة مختلفة .. فإن أجسامنا تتعرض إلى عديد من الكيماويات التى تحفز النشاط السرطاني داخل الجسم ؛ وهذه الكيماويات قد تكون في الطعام الذي نأكله أو الماء الذي نشربه أو الهواء الذي نستنشقه.
وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك وهى كثيرة :
إن بعض الطرق لطبخ اللحم .. مثل شى اللحم على الفحم .. قد تخلق مركبات ( هيدروكربونية ) والتى من المعلوم أنها تحفز النشاط السرطاني داخل الجسم .
( الأفلاتوكسين ) .. وهذا على الأخص مسبب سرطاني قوى لكبد الإنسان وهو ينتج بفعل بعض الفطريات التي تنمو على الفول السودانى والخضراوات والفاكهة نتيجة للتلوث ، والمواد الملوثة كثيرة .. وهذه أيضا قد تكون مثيرات سرطانية ؛
وهناك طرق عدة لعمل تلك المثيرات السرطانية داخل أجسامنا . فهي قد تبدأ نمو السرطان بفعل تدميرها لخلايا الجسم ؛ أو أنها توفر ظروف مثالية لنمو الخلايا بطرق سرطانية داخل الجسم .. وأن عديد من الفيتامينات والأملاح المعدنية وبعض الكيماوية النافعة قد وجد أنها تحمى الجسم ضد السرطان وذلك بإفراز بعض الأنزيمات التي توقف عمل الخلايا السرطانية قبل أن تبدأ نشاطها داخل الجسم. ولذلك فإنها تسمى الواقيات (PROTECTORS)
ومن بين تلك الواقيات ما يعرف باسم (مضادات التأكسد ANTIOXIDANTS) وتلك تمنع جزئ الأكسجين الغير ثابت والذي يسمى علميا باسم (الجذور الحرة FREE RADICALS) .. وهذا النـوع من الأكسجين لديه القدرة على تدمير الخلايا الطبيعية في أجسامنا ؛
وإذا دمرت الخلايا داخل الجسم فإنها تصبح مرتعا للنشاط السرطاني والواقيات تلك .. تفعل الكثير بخلاف تقديم الحماية للجسم ضد السرطان فهي تفسد عمل بعض العمليات الكيميائية داخل الجسم والتي تؤدى في النهاية لحدوث بعض الأمراض مثل : روماتزم المفاصل والذئبة الحمراء والصدفية وغيرها ، والبعض الأخر من تلك الواقيات يساعد الجسم على ضبط مستوى السكر في الدم وبالتالي يمنع حدوث مرض السكري وأمراض ارتفاع ضغط الدم وبالتالي أمراض القلب ، وبعض تلك الواقيات قد يساعد على تقوية الجهاز المناعي للجسم ضد الأمراض الأخرى مجتمعة .