الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :
لم يثبت في فضل سورة النّور في الرّقية فضلٌ محدَّدٌ، ولكنّها تدخل في عموم
الخيريّة والبركة في التحصين بالقرآن الكريم، وقد ركّز العديد من أهل العلم
والرّقاة الذين جمعوا العديد من الآيات القرآنية الكريمة وقالوا بنفعها في باب
العلاج والرقية على الآية الخامسة والثلاثين من سورة النّور، وهي قوله -تعالى
(اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا
مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ
يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ
يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ
يَهْدِي اللَّـهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ
وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، [النور:35]
فيُشرع الاستشفاء بها مع باقي آيات
الرقية الشرعية.
- اما سورة الملك فقد ثبت في فضلها حديث: أن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك. رواه الترمذي.
- وأما الواقعة فقد ورد فيها حديث رواه البيهقي بسند ضعيف عن ابن مسعود مرفوعا: من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا.
- أما سورة الحاقة فلا نعلم فيها إلا حديثا يذكره بعض المفسرين وهو حديث: من قرأ سورة الحاقة حاسبه الله تعالى حسابا يسيرا. ولكن هذا الحديث ذكر المناوي أنه حديث موضوع.
- وأما سورة النور فقد نوه الله تعالى بها في قوله في بدايتها: سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. {النور: 1}.
وروى البيهقي في الشعب أن عمر رضي الله عنه كتب إلى عماله: تعلموا سورة براءة وعلموا نساءكم سورة النور.
قال الشيخ الألباني في الضعيف: رجاله ثقات غير شيخ البيهقي فلم أعرفه.
هناك سور يستحب قراءتها في الرقية
يُستحبّ للمسلم أن يرقي نفسه بما ثبت نفعه في السنة النبوية الشريفة، والسور
والآيات القرآنية الكريمة التي ثبت فيها الفضل في التحصين والرقية هي:
سورة الفاتحة.
سورة البقرة.
آية الكرسي.
آخر آيتين من سورة البقرة.
سورة الإخلاص والمعوّذتين -الفلق والنّاس.
وبالتّأكيد هذا لا يمنع الرقية والتحصين بغيرها من السور والآيات الكريمة -كما
أوضحنا في بداية المقال-، لأنّ القرآن الكريم شفاءٌ كلّه، قال -تعالى-: (يَا
أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي
الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)، [يونس:57] وقد جمع الرّقاة وأهل
العلم العديد من الآيات القرآنية الكريمة التي نفعت الكثير في العلاج والتحصين بإذن
الله، والشّفاء كلّه لا يكون إلا بإرادة الله -سبحانه- القادر على كلّ شيء.