الصرع وأنواعه :
1. الجنون ، اللمم ، المس ، الطيف
2. أنواع الصرع ( صرع الإغماء )
3. الفرق بين الصرعين العضوي والروحي
الجنون ، اللمم ، المس ، الطيف
- الجنون : اختلال القوة المميزة بين الأمور الحسنة والقبيحة المدركة للعواقب، بأن لا تظهر آثارها وتتعطل أفعالها، إما لنقصان جبل عليه دماغه في أَصْل الخلقة ، وإما لخروج مزاج الدماغ عن الاعتدال بسبب خلط أو آفة ، وإما لاستيلاء الشَّيطان عليه وإلقاء الخيالات الفاسدة إليه بحيثُ يفرح ويفزع من غير ما يَصْلح سبباً . " حاشية رد المحتار- كتاب الطلاق".
- اللَّمَمُ: الجُنُون ُ، وصِغارُ الذنُوبِ. والمَلْمومُ: المَجْنُونُ، وأصابَتْه من الجِنِّ لَمَّةٌ، أي: مَسٌّ ؛ والعينُ اللاَّمَّةُ: المُصِيبةُ بسوءٍ. أخرج أبو داود والحاكم عن عائشة قالت: «كَانَتْ جَمِيلَةُ امْرَأَةُ أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ وَكَانَ امْرَأً بِهِ لَمَمٌ فَإِذَا اشْتَدَّ لَمَمُهُ ظَاهَرَ مِنِ امْرَأَتِهِ» .
- المس : يقال: مَسِسْتُ الشيء أمَسّه مَسّاً ، إذا لَمسْتَه بيدك ، ثم استُعير للأخْذِ والضرب لأنهما باليد ، واستعير للجماع لأنه لمْسٌ ، وللجنون كأنّ الجِنّ مَسّتْه. يقال: به مَسّ من جُنونٍ " انظر النهاية في غريب الحديث والأثر".
- الطيف : يقال قد أصَابَ هذا الغلامَ لَمَمٌ أو طَيْفٌ من الجن ، أي عَرَض له عارِضٌ منهم .
وأصْلُ الطيْف: الجُنُونُ.
ثم استُعْمِل في الغَضب، ومَسّ الشيطان ووسْوسَته.
ويقال له طائف، وقد قُرىء بهما قوله تعـالى: إنّ الّذين اتّقَوْا إذا مسّهُمْ طيْفٌ مِنَ الشّيطانِ - يقال طاف يَطِيف ويَطُوف طيْفاً وطوْفاً، فهو طائِف، ثم سُمّي بالمَصْدر , ومنه طيْفُ الخيَال الذي يَرَاه النائمُ .
فهذه كلمات مترادفة المعنى في مفهومها ، ويتلخص تعريفها بان شيطاناً من الجن قد تسـلط على عقل أو قلب أو جسد الإنسي، ويقول بعض العوام أن إنسان به ضرر أو معه تابعه أو معه قرينه أو فيه زار يعنون أنه مصاب بمس من الجن بسبب أو آخر.
وعندما تطلق كلمة الصرع عند البعض في هذه الايام فهي تعني الاغماء الذي يحصل لبعض الناس والذي من بعض صفاته تشنج الاعضاء وخروج الزبد في بعض الاحيان..الخ .
يقول ابن القيم : لو كشف الغطاء لرأيت أكثر النفوس البشرية صرعى مع هذه الارواح الخبيثة ، وهي في أسرها وقبضتها تسوقها حيث شاءت ولا يمكن الامتناع عنها ولا مخالفتها ومنها الصرع الاعظم الذي لا يفيق صاحبه الا عند المفارقة والمعاينة فهناك يتحقق أنه مصروع حقيقة" زاد المعاد الجزء الثالث".
وقد تطلق كلمة الصرع على من يصاب بالجنون والتخبط بالقول والفعل بسبب المس في أوقات متفرقة .
حكي أن الحجاج خرج يوما متنزها فلما فرغ من نزهته صرف عنه أصحابه وانفرد بنفسه ، فإذا هو بشيخ من بني عجل فقال : من أين أيها الشيخ ؟ قال من هذه القرية ، قال كيف ترون عمالكم ؟ قال شر عمال ، يظلمون الناس ، ويستحلون أموالهم ، قال : فكيف قولك في الحجاج ؟ قال: ذاك ما ولي العراق شر منه قبحه الله ، وقبح من استعمله ، قال أتعرف من أنا ؟ قال: لا، قال أنا الحجاج ، قال: جعلت فداك أو تعرف من أنا ؟ قال: لا ، قال أنا مجنون بني عجل أصرع في كل يوم مرتين ، قال : فضحك الحجاج منه وأمر له بصلة .
أنواع الصرع ( صرع الإغماء ) :
صرع الاخـلاط : هو عبارة عن نشاط كهربائي وتهيج في بعض خلايا المخ يحصل بين الحين والاخر، وهذا الصرع يمكن التعرف عليه عن طريق تخطيط المخ أو رسم الدماغ بالكومبيوتر لوجود بؤر صرعية في المخ في الغالب ، ويمكن معالجته عند الاطباء.
صرع الارواح الخبيثة :
وهو عبارة عن تسلط الشيطان على مخ المصروع واحداث بعض الارتباك في توليد وتوصيل وضخ الكهربية من المخ الى باقي أعضاء الجسم فيحدث الصرع حسب تحكم الشيطان في جوارح الإنسان الجزئى والكلي، وعلاج هذا النوع من الصرع يكون بنفس علاج المس وقد يحتاج ان يعالج المصاب وقت النوبة لاحتمال ان يكون المس من نوع المس العارض.
عن عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ أَصْبِرُ فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا.
وفي رواية عن البزار أنها قالت: " إني أخاف الخبيث أن يجردني ، فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها "
الشرح:
قوله: (هذه المرأة السوداء) عن عطاء بن أبي رباح في هذا الحديث " فأراني حبشية صفراء عظيمة فقال: هذه سعيرة الأسدية". وقيل أن أم زفر هذه كانت ماشطة لخديجة بنت خويلد وأنها عمرت حتى رآها عطاء بن أبي رباح رحمهما الله تعالى.
الجني يصرع سعدية حتى الموت
يقول الشيخ أبو بكر الجزائري: كان لي أخت أكبر مني تدعى( سعدية ) وكنا يوما ونحن صغار نطلع عراجين التمر من أسفل البيت إلى سطحه بواسطة حبل يربط به القنو ( العرجون ) ونسحبه إلى السطح ونحن فوقه فحصل أن أختي سعدية جرت الحبل فضعفت عنه فغلبها فوقعت على الأرض على أحد الجنون فكأنها بوقعها عليه آذته أذى شديدا فانتقم منها فكان يأتيها عند نومها في كل أسبوع مرتين أو ثلاثا أو أكثر فيخنقها فترفس المسكينة برجلها وتضطرب كالشاة المذبوحة ، ولا يتركها إلا بعد أن تصبح أشبه بميته ونطق مرة على لسانها مصرحا بأنه يفعل بها هكذا لأنها آذته يوم كذا في مكان كذا .. وما زال يأتيها ويعذبها بصرعه يأتيها عند النوم فقط حتى قتلها بعد نحو عشر سنوات من العذاب الذي لا يطاق فصرعها ليلة على عادته فما زالت ترفس برجلها وتضطرب حتى ماتت غفر الله لها ورحمها آمين . هذه القصة من كتاب عقيدة المؤمن 230
الفرق بين الصرعين العضوي والروحي :
الذي به صرع من الجن يعاني في الغالب من أعراض المس ويمكن الكشف عليه بقراءة الرقية الشرعية ، وسؤاله عن أعرض المس في اليقضة والمنام ، والذي به صرع من الجن لا يستفيد من علاج الأطباء إلا من باب الاستدراج والمكر من الجني. وأذكر أنه جائني رجلاً في العقد الرابع من عمره وكان مصاباً بالصرع منذ طفولته حتى أنه كان كثيراً ما يتعالج من تهتك في أعصاب كتفه من شدة الإهتزاز والتخبط وقت صرعه ، وكان يتعالج عند الأطباء ويخف صرعه إذا ما استخدم الحبوب الخاصة بعلاج الصرع حتى أنه لا يكاد أن يصرع الا بالشهر مرة واحدة أو مرتين ، وعندما قرأت عليه الرقية الشرعية ظهر عليه الجان وصرعه أكثر من عشرة مرات في ساعة واحدة إنتقاما وحتى لا يعود للرقية مرة أخرى ، وكان يتوقف صرعه بمجرد أن أضغط بأصابعي على مؤخرة رأسه ، مع العلم أن الفحوصات الطبية تشير الى أنه مصاب بالصرع الطبي ؛ أما الذي به صرع طبي فإنه يستجيب لعلاج الأطباء وتتحسن حالته إذا ما داوم على تعاطي بعض الأدوية في الغالب ، ومن الملاحظ أن الذي به صرع طبي لا يستطيع أن يحرك أي عضو من جسده بإرادته وقت الصرع لأنه لا يعي شيئا ويكون في فترة من الإغماء وعدم الإدراك والتميز التي قد تدوم إلى نصف ساعة . وبعض من به صرع طبي يخرج من فمه الزبد وقت الصرع وربما كان مخلوطا بالدم بسبب عض اللسان أحيانا ، وتتشنج أطرافه الأربعة ، ويحصل له انقلاب في العينين ويكون بياض عينيه ناصعا ، ويحصل له التواء في الوجه ، وهذا ما يسميه الأطباء بالصرع التشنجي .
يذكر صاحب كتاب رى الظمآن في عالم السحر والجان أن من أعراض صرع الأخلاط.
- اصفرار الوجه وربما يميل للزرقة .
- شخوص العينين ويغلب عليها اللون الأبيض.
- يخرج زبد من الفم وأحيانا يكون الزبد مخلوطا بالدم لقرص اللسان بالأسنان.
- يسكت عن الكلام .
- تحرك الفكان وقد يعض المرء لسانه .
- تتصلب الأطراف .
- يتلو الإغماء عادة فترة فقد الإدراك وهي تدوم حوالي نصف ساعة .
- متى ثاب المصروع إلى رشده بعد انتهاء النوبة ينام إذا ترك وشأنه ولكن إذا استيقظ كان شديد التهيج لمدة ساعة أو أكثر أ.هـ.
خروج الزبد من الفم يحصل أيضا لمن به مس من الجن ولكن يحصل خروج الزبد عندما يُصرع الجني الصارع وذلك ببركة الرقية والذكر والدعاء ، أما في حالة أن يصرع الجني الإنسان فلا يخرج زبد من فم المصروع ، والله أعلم . وصرع الجن يكون على أشكال فمنه ما يخنق المريض أو يضغط على قلبه أو يجعله يتخبط ومنه ما يفقده الوعي ويجعله كالنائم ، فإذا كان صرع الجني يسبب أذى للمصروع كالخنق والتخبط فينبغي أن يقرأ عليه بنية أن يصرف الله عنه ذلك الشيطان ، أما إذا كان صرع الجني لا يسبب للمصرع أي ضرر كأن يفقده الوعي ويجعله كالنائم فينبغي أن يُعدل من وضع المصروع بحيث يسهل عليه التنفس وتستقيم أعضاؤه وأطرافه ثم تتبع إحدى الخطوات التي سوف أذكرها في مبحث صرف الجان إذا حضر .
تحكم الشيطان في جوارح الإنسان :
يقول الشيخ عبد الخالق العطار: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ويتنقل من خلال هذه المجاري في العروق والأوردة والشرايين إلى أي مكان يريد داخل جسد ابن آدم ، ولقد مكن الله سبحانه وتعالى هذا الشيطان من معرفة وظائف أجهزة وخلايا الإنسان ، فإذا ما أراد الشيطان أن يعطل أو يضعف جارحة من الجوارح فأنه يفعل ما يلي:
تمركز الشيطان في المخ : ويتحكم في خلايا المخ فيحدث في الإنسان اختلالات في التفكير والاستنباط والتصور والتخيل ، وعندها يفقد الإنسان ملكة التذكر والتفكر والتدبر وتلقي وإرسال المعلومات.
تمركز الشيطان في المخيخ : ويحدث اختلالات في توليد وضخ وتوصيل الكهربية في المخ بسائر أعضاء وأجهز الإنسان فيحدث الصرع الكلى أو العضوي، فكل جهاز من أجهزة الجسم يعمل بهدوء واستقرار وانتظام مادام المخ ينتج ويولد ويضخ ويرسل ويوصل إلى كل عضو وكل جهاز كمية الكهرباء اللازمة لحياة وحيوية وحركة ونشاط العضو، وأي خلل في هذه العملية يحدث ارتباكا في أجهزة الجسم، فإذا لم تصل الكهربية بالكلية إلى عضو من الأعضاء يصاب ذلك العضو بالشلل التام ويفقد القدرة على أداء وظيفته بالكلية ، إذا وصلت الكهربية إلى العضو ولكن بكمية أقل من المعدل المطلوب فان العضو يصاب بالعجز الجزئي ، فلو كان الجهاز المصاب بهذه الحالة الساقين أو القدمين فسوف يفقدان القدرة على حمل الجسم والسير والمشي وتجد المريض لا تكاد تحمله قدماه ويتوكأ على غيره ويفقد لبعض الوقت القدرة على السير والمشي العادي ، بل قد لا يستطيع مجرد الوقوف . ومثل الساقين والقدمين الذراعان واليدان والأصابع ، فإذا قلت كمية الكهربية التي تصل إلى هذه الأعضاء تفقد القدرة على أداء وظائفها فقد لا يستطيع المريض حمل شيء خفيف بل قد لا يستطيع رفع يديه والسلام بهما.
وكذلك الحال بالنسبة للسان والكلام ، تجد المريض لا يكاد ينطق أو يتكلم أو يحرك لسانه وينطق بصعوبة بالغة . ومثل اللسان العينان ، فإذا قلت الكمية الواصلة من المخ إلى العينين لا يكاد يبصر إلا بصعوبة بالغة ومثل العينين أجهزة الجسم الأخرى.
والفرض الثالث أن ينتج المخ الكهربية اللازمة للجسم وضخها للأعضاء عبر الوصلات الكهربية التي تصل المخ بسائر أجهزة الجسم ولكن في هذه الحالة ينتج المخ ويرسل كمية من الكهربية أكثر من المعدل المطلوب لحياة العضو وحيويته وحركته ، وهنا يحصل للعضو ما يسمى بالصرع فإذا عمت هذه الحالة التي هي زيادة كمية الكهربية الصادرة من المخ إلى سائر أعضاء الجسم بالكامل فان الإنسان يصاب بالصرع التام لجميع الجسم فتتصلب أعضاء الجسم ، وتتخشب وترتعد وتتشنج .
وقد تزيد كمية الكهربية الصادرة من المخ إلى عضو واحد فقط أو أكثر من أعضاء الجسم ، وهنا يصاب هذا العضو أو هذه الأعضاء بالتصلب والتشنج .
يتمركز الشيطان في الوصلات : يتمركز الشيطان في هذه الحالة في الوصلات الكهربية بين المخ أو المخيخ وباقي أعضاء الجسم وغالبا ما يكون في العمود الفقري وعلى سبيل المثال يستقر الشيطان في حالات الشلل (النصفي السفلي ) في الفقرات القطنية من العمود الفقري .
تمركز الشيطان في العضو المصاب : في هذه الحالة يبتعد الشيطان كلية عن عقل الإنسان ويتمركز في جهاز من أجهزة جسم الإنسان كالعينين أو الأذنين أو اليدين أو الرجلين أو الجهاز التناسلي ...الخ