و"ما قبل السكري" (Prediabetes) حالة تعني أن مستوى سكر الدم لدى المصاب أقل من تشخيصه بالإصابة بداء السكري، لكنه في الوقت نفسه أعلى من المستوى الطبيعي. وعند عدم التعامل معها فإن الشخص سوف يصاب بالسكري من النوع الثاني خلال ١٠ سنوات أو أقل.
والسكري من النوع الثاني مرض مزمن يحدث بسبب حدوث مقاومة لهرمون الإنسولين -المسؤول عن إدخال الغلوكوز للخلايا- مما يقود إلى تراكمه وارتفاعه في الدم، ويؤدي لمضاعفات كبيرة على صحة المريض.
وخطورة حالة "ما قبل السكري" تأتي من أنها تؤدي عادة -إذا لم يتم التعامل معها بشكل ملائم- للإصابة بداء السكري من النوع الثاني، مما يعرض الشخص لمضاعفاته مثل العمى وبتر الأطراف وأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول والسكتة الدماغية.
والمستوى الطبيعي لسكر الدم في فحص سكر الصوم (مستوى السكر في الدم بعد ٨ ساعات من الصيام) هو أقل من ١٠٠ ملليغرام لكل ديسيلتر، أما في حالة ما قبل السكري يكون من مئة إلى 125 ملليغراما لكل ديسيلتر، أما عندما يكون 126 ملليغراما لكل ديسيلتر فيشخص الشخص بأنه مصاب بالسكري.
الحد من تطور الحالة
وقال الدكتور روميو لسي إن إن (CNN) "نبحث عن طرق آمنة وفعالة للحد من تطور حالة ما قبل السكري إلى مرض السكري من النوع الثاني".
وشملت الدراسة 51 شخصا يعانون من ارتفاع نسبة السكر في الدم، وامتدت على مدار 12 أسبوعا.
وتم توزيع المشاركين في مجموعتين، تلقت الأولى مكملات القرفة، بواقع 500 ملليغرام من القرفة ٣ مرات يوميا. في حين تلقت المجموعة الثانية دواء وهميا placebo.
وأظهرت النتائج انخفاض مستويات السكر في الدم لدى المجموعة التي تلقت مكملات القرفة لمدة 12 أسبوعا.
وقال الباحثون إنه يجب أن تتناول دراسات أطول وأكبر تأثيرات القرفة.
ومع أنه ليس واضحا كيفية تأثير القرفة، ولكن قد تكون تعمل عبر زيادة حساسية الخلايا لهرمون الإنسولين، مما يساعده على القيام بعمله وإدخال الغلوكوز من مجرى الدم إلى الخلايا، وبالتالي خفضه وعدم ارتفاعه.
والإنسولين هو هرمون يساعد الجسم على استخدام الغلوكوز للحصول على الطاقة، وتنتجه خلايا بيتا في البنكرياس.
والبنكرياس هو عضو يقع بين المعدة والعمود الفقري. ويفرز البنكرياس الإنسولين إلى مجرى الدم بعد تناول الشخص للطعام، وذلك استجابة لارتفاع السكر في مجرى الدم.
فوائد القرفة
على صعيد آخر فإن للقرفة العديد من الفوائد، منها:
غنية بمضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من الأضرار التي تسببها الجذور الحرة، وهي مواد تنتج في الجسم وتلعب دورا في تطور الشيخوخة والسرطان.
تتميز بخصائص مضادة للالتهاب.
قد تقلل القرفة من خطر الإصابة بأمراض القلب، إذ تقلل من مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية.
قد تتقلل خطر السرطان، وذلك بناء على دراسات
أجريت على الحيوانات.
ختاما نؤكد هنا أن القرفة ليست علاجا للسكري أو أي مرض، وهي ليست بديلا عن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، وتناول العلاجات التي يصفها الطبيب.
استشر طبيبك واسأله فيما إذا كانت القرفة قد تساعدك بما يتلاءم مع وضعك الصحي.
المصدر : الجزيرة + سي إن إن + مواقع إلكترونية