السيرة النبوية الكاملة >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  في ظلال السيرة النبوية >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  صحيح السيرة النبوية >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  السيرة النبوية المستوى الأول >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  السيرة النبوية للأطفال والناشئة >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  تحميل كتاب تربية الاولاد في الاسلام >> كتب الأسرة والمرأة المسلمة  🌾  انشودة عشاق الشهادة >> اناشيد ابراهيم الاحمد  🌾  اقوى آيه مجربة لفك عقد السحر والحسد >> الرقية الشرعية والأذكار  🌾  انشودة قائد الأمة >> الاناشيد الاسلامية  🌾  انشودة جبل بلادي >> أناشيد فرقة الوعد اللبنانية  🌾 

حبيبة رسول الله

  محيط البوك المادة

القسم الاسلامي علوم القرآن والحديث والفقه
  حبيبة رسول الله     
 

الكاتب : الشيخ محمد حسان    

 
 

 الزوار : 19321 |  الإضافة : 2010-03-12

 

علوم القرآن والحديث والفقه


 

فحياكم الله جميعا أيها الأخوة وأيتها الأخوات الفاضلات ، وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلا ، وأسأل الله الكريم – جل وعلا – الذي جمعنا في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته ،

 
حبيبة رسول الله

إن الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102



{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } النساء1



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً {70 } يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } [الأحزاب71،70 ].



أما بعد :

فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .

ثم أما بعد ..

فحياكم الله جميعا أيها الأخوة وأيتها الأخوات الفاضلات ، وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلا ، وأسأل الله الكريم – جل وعلا – الذي جمعنا في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته ، أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفي صلى الله عليه وسلم في جنته ودار مقامته ، إنه ولي ذلك ومولاه ..



أحبتي في الله :

أم المؤمنين حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم :

هذا هو عنوان لقائنا مع حضراتكم، في هذا اليوم الكريم المبارك ولن أحدد الموضوع بمجموعة من المحاور أو العناصر، كعادتي، وإنما سأجعل الأمر لله – سبحانه وتعالى – فأسأل الله – سبحانه – أن يجعل رزقنا موفورا، إنه ولي ذلك والقادر عليه .



أيها الأحبة: إن الصراع بين الحق والباطل قديم بقدم الحياة على ظهر الأرض ، إن الصراع بين الحق والباطل قديم بقدم الحياة على ظهر الأرض، ولا زال الإسلام العظيم، منذ بزغ فجره، واستفاض نوره، وإلى يومنا هذا مستهدفاً من قبل أعدائه أعداء الطهر والفضيلة الذين ما تركوا سبيلا من السبل إلا وسلكوه ، لاستئصال شأفة المسلمين وللكيد لهذا الإسلام والدين العظيم.



الذي دفعني لاختيار هذا الموضوع .



مقال منحط سافل لكاتب نكرة ، منحط مرتد سافل ، وأنا أحكم عليه بأولى كلماتي بالردة وأنا أعي ما أقول تماماً ، لأن من اتهم أم المؤمنين عائشة بالزنا ، فقد كفر بإجماع المسلمين ، فهذا كاتب نكرة منحط كلب وقح – في مقال على أربع صفحات في مجلة تدعى ((مجلة المنبر)) تصدر في دولة الكويت .



يكتب هذا المنحط السافل ، هذا المقال العفن ، القذر ، الذي يتهم فيه أم المؤمنين حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالساقطة والمتسكعة بل يُعَنْوِنُون لمقاله العفن القذر : أم المتسكعين ونصدم حين نقرأ المقال ، فنرى أن الوقح السافل ، يصف أم المؤمنين عائشة حبيبة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم بهذا العنوان القذر العفن ، بأم المتسكعين إلى هذا الحد .

نعم ! أعلم أن الحرب على الأصول والثوابت معلنه منذ أمد بعيد ، أعلم أن الحرب على الأصول والثوابت معلنه منذ أمد بعيد ، ولكنني ما تصورت أبدا أن تنتقل الحرب في هذه المرحلة إلى هذه الصورة العلنية السافرة الوقحة الفاضحة ، أمام هذه الآلاف المؤلفة أمام مليار وثلث من المسلمين ، تُعلن الحرب على أصول دينهم ، وأركان الدين وثوابته بهذه الصورة الفاضحة الجريئة .



يقول هذا النكرة المرتد الخبيث يقول: هل عرفتم لماذا تبرأت من ماما عائشة ؟ لماذا تبرأت من ماما عائشة ؟ ثم يقول هذا الوقح ، لأنه اكتشف أن تسكعها كان من العيار الثقيل ، ثم يقول الخبيث بأن عائشة – رضي الله عنها وأرضاها – يقول : كانت عائشة تعقد جلسات الطرب والأنس واللهو البريء ، والغير بريء .

ثم يقول بأنه لا يشرفه أن تكون عائشة أماً له ، ومن أنت أيها السافل لنشرف نحن بأن ننسب إليك أم المؤمنين ؟ من أنت وأمثالك أيها الأقذار الأنجاس ؟



يخرج علينا في الأسبوع الماضي سافل على شاشة قناة الجزيرة ، ليتهم عمرو بن العاص – رضي الله عنه – بأنه كان شخصية حقيرة ، ويخرج علينا سافل منحط ، طوال شهر رمضان في فضائية خبيثة ، لينال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جميعا ، وعلى رأسهم خالد بن الوليد .



ثم يخرج هذا السافل لينال من عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ويتهم عمر بالشذوذ الجنسي ثم يتهم أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – ويقول : كانت تجعل لنفسها غطاءً شرعياً في اصطياد الرجال والشباب ، وإدخالهم عليها في بدء الأمر ، ثم تركت هذا الأمر ومارست تسكعها بشكل علني سافر .



يُتهم شبابنا بعد ذلك بالتطرف والإرهاب والجنون ؟! ولو رد عالم من علماء الأمة عن أطهر وأشرف الخلق بعد الرسل والأنبياء يتهم هذا العالم حينئذ بأنه رأس الإرهاب ، ورأس التطرف ورأس للجمود والرجعية .

أتحداك أيها السافل القذر أن تنال من ممثلة ساقطة أو من ممثلة هابطة فضلاً عن أن تنال وزيراً من الوزراء ، أو أمير من الأمراء ، أو رئيساً من الرؤساء .



صار أصحاب رسول رب الأرض والسماوات حائطاً مائلاً لكل كلب عاوٍ يريد أن تفتح له صفحات الجرائد والمجلات ، ويريد أن تفسح له الفضائيات الساعات الطوال .



لكن أنت وأمثالك أيها الكلب العاوي أنت وأمثالك ، كمثل ذبابة حقيرة سقطت على نخلة تمر عملاقة ، فلما أرادت الذبابة الحقيرة أن تطير وتنصرف قالت لنخلة التمر العملاقة: تماسكي أيتها النخلة ، لأني راحلة عنك ، فقالت لها نخلة التمر العملاقة: انصرفي أيتها الذبابة الحقيرة فهل شعرت بك حينما سقطت عليّ لأستعد وأنت راحلة عني.



هل يضر السماء أن تمتد إليها يد شلاء؟! هل يضر السماء نبح الكلاب؟! لا، والله.



مَثلِك أيها السافل المرتد أنت وأمثالك كأمثال الطحالب الحقيرة القذرة العفنة على سطح ماء تجوبه البواخر العملاقة، لا تعطل هذه الطحالب سيرها، ولا تنال من قوتها، مثلك أيها العاوي كمثل تراب نجس مع سماء في أفق بعيد بعيد بعيد، أين الثرى من الثريا؟ وأين الأرض من كواكب الجوزاء .



والله لولا أن ربنا – جل وعلا – قد نقل إلينا قول الكفر على ألسنة الكافرين ما تجرأت أن أنقل كلمة واحدة من هذه الكلمات العفنة الخبيثة، التي نقلها هذا المنحط القذر السافل ، وقبلها قال سافل منهم: إن مجتمع الصحابة كان مجتمعا منحلاً مشغولاً بالرذائل، والهوس الجنسي، ولم تكن التجاوزات الجنسية مقصورة على مشاهير الصحابة، بل تعدتهم إلى صحابيات معروفات، كان هذا يغمز في عائشة.



لكن هذا السافل صرّح: ولم تكن التجاوزات الجنسية مقصورة على مشاهير الصحابة، بل تعدتهم إلى صحابيات معروفات، ولما كان التقاء الذكر بالأنثى والأنثى بالذكر طقساً يومياً من الطقوس الاجتماعية المعتادة في مجتمع يثرب، فقد اضطر محمد رفعاً للحرج أن يبيح لأصحابه أن يمروا في المساجد وهم جُنب.



آه ! والله إن القلب لينزف ، والله إن القلب لنزف دماً ، بدل الدمع ، أين عمر أين عمر ؟! ليُعلِّم هؤلاء الساقطون الأدب ، أين أبو بكر ؟! فنحن أمام ردة ، ولا أبا بكر لها، أين أجد الله ، ليقام على أمثال هؤلاء المرتدين عن دين الله .



أقولها بملء فمي : فقد أجمع علماء الأمة من علماء أهل السنة على كفر من سب عائشة – رضي الله عنها – وأتهمها بالفاحشة ، لأنه مكذب لصريح القرآن الكريم .



عائشة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عائشة التي ولدت في الإسلام، ولدت في الإسلام لم تستنشق أبداً ابداً هواء الشرك، ولم تتنفس أبداً هواء الكفر قط نشأت في بيت أبي بكر الصديق، بعد ما دخل الإسلام، ودخلت أمها كذلك الإسلام فترعرعت عائشة في بيت صديق الأمة الأكبر ، ونشأت عائشة في بيت صديق الأمة الأطهر في بيت الصديقية، تربت على يدي أبي بكر – رضي الله عنه – ثم انتقلت في سن مبكرة من بيت الصديق، إلى بيت النبوة ، إلى بيت النبوة ليواصل النبي صلى الله عليه وسلم تربية عائشة، وليسقيها بمداد الطهر، لتقف عائشة وحدها خلفه في ليلتها لتسمع القرآن غضاً طرياً، من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم.



والله لقد رآها النبي صلى الله عليه وسلم زوجاً له قبل أن يتزوجها، والحديث في الصحيحين من حديثها – رضي الله عنها – من حديث أمنا الصديقة بنت الصديق، العفيفة بنت العفيف، الحبيبة بنت الحبيب، الرقيقة حبيبة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ورفيقته في جنة رب العالمين كما في صحيح البخاري وغيره الصديقة عائشة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أريتك في المنام ثلاث ليال، أريتك في المنام ثلاث ليال جاء بك الملك في سرقة من حرير)) .



سرقة: بفتح السين والراء والقاف أي قطعة من حرير ((ويقول لي الملك هذه زوجتك )).. قال: (( فأكشف فأراك أنت ثلاث ليال )) يقول النبي صلى الله عليه وسلم: فقلت: ((إن بك من عند الله يمضه))(1).



أي: يمضه الله – عز وجل – (( إن بك من عند الله يمضه )). أي: إن كان ربنا – جل وعلا – قدّر ذلك فسيكون ما قدّر – تبارك وتعالى .

بل أعلن النبي صلى الله عليه وسلم حبه لعائشة – رضي الله عنها – بل هي أحب نسائه إليه بعد خديجة رضي الله عنهن جميعا، وأعلن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وعلمت الأمة ذلك، حب النبي لعائشة.



وأنا أسأل : هل يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا طيباً ؟! والله ما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الطيب.



روى البخاري ومسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أي الناس أحب إليك ؟ قال ((عائشة)) هكذا هكذا – أي الناس أحب إليك ؟ قال ((عائشة)) ، فقال عمرو : من الرجال ؟ قال : ((أبوها)) ([1]).

قال الإمام الذهبي في كتابه المانع ((سير أعلام النبلاء)): وهذا خبر صحيح ثابت رغم أنوف الروافض ، فلقد أحب النبي صلى الله عليه وسلم من الأمة أبا بكر – رضي الله عنه – وأحب النبي عائشة.

قال : وما كلن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحب إلا طيباً فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حرياً أن يكون بغيضاً لله ولرسوله .

فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حرياً أن يكون بغيضا لله ولرسوله .



الله سبحانه يحب رسوله ويحب ما يحبه رسوله ، ورسولنا يحب الصديق رضي الله عنه – ويحب عائشة – رضي الله عنها – فمن أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليحب الصديق، وليحب ابنته الحصَان الرَزان الطاهرة الصديقة المبرأة من فوق سبع سماوات .



تعلم الدنيا كلها حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة ، بل لقد علم المسلمون من الصحابة ذلك فكانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة تقرباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإرضاءً له .



يمر النبي صلى الله عليه وسلم على نسائه ، وفي يوم عائشة ، من أراد من الصحابة أن يقدم هديثة للحبيب صلى الله عليه وسلم يتحرى يوم عائشة وهو يريد بذلك أن يطيب خاطر وقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدبت الغيرة في قلوب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث في الصحيحين من حديث عائشة – رضي الله عنها – فاجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنهن – اجتمعن وقلن لأم سلمة: يا أم سلمة إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة ، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة, فكلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيثما كان أو حيثما دار.



تقول أم سلمة – رضي الله عنها - : فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعرض عني قالت: حتى جاءني الثانية أي في نوبتها الثانية، بعد تسع ليال قالت: فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعرض عني قالت: حتى جاءني الثالثة بعد تسع ليال أخرى، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة: (( يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، لا تؤذيني في عائشة، فوالله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها ))(1) .



يا الله ! يا الله ! (( فوالله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها )) مَنقبِة من الله جل جلاله – كرامة من الله – جل وعلا – لعائشة، ومنقبة عظيمة لعائشة (( فوالله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها )) .

فلما رأى نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن أن أم سلمة لم تستطع إقناع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك أرسلن إليه حبيبة قلبه فاطمة بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث في الصحيحين، فذهبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله إن نساءك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، إن نساءك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، - أي في عائشة: اسمع ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لحبه لحبيبته لشبيهة أبيها لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها – قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة : (( ألست تحببين ما أحب ؟ )) قالت: بلى يا رسول الله يعني أحب ما تحب فقال لها: (( فأحبي هذه )) (2) يعني: فأحبي عائشة (( ألست تحببين ما أحب ؟ )) قالت : بلى يا رسول الله يعني أحب ما تحب فقال لها : (( فأحبي هذه )) وأشار إلى عائشة ، هذه مكانة عائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .



بل أنا أرى أن أعظم وأطهر وأشرف وأجل منقبة لأم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – ذلكم المنقبة أو تلكم المنقبة ، التى لا تمحوها الأيام والأعوام وكيف تمحى وقد جعلها ربنا جل جلاله قرآناً يُتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

تلكم المنقبة العظيمة التي برأَّ الله – عز وجل – بها عائشة من فوق سبع سماوات حينما تناولها قديماً قادة هؤلاء المنافقين في النفاق وأساتذة هؤلاء الصغار في النفاق ، حين تولى كبارهم في النفاق هذه الفرية العظيمة فاتهموا أم المؤمنين عائشة بالزنا ، إي والله بالزنا : { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ{2} وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [ العنكبوت/3،2] قال سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} [البقرة/214] .



تحكي أم المؤمنين عائشة (1) أن القرعة قد وقعت عليها في غزوة بني المصطلق، فخرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا السفر، وبعد كلام طويل قالت: تخلفت عن الجيش لقضاء حاجتها فلما عادت وتحسست صدرها فقدت عقدها، قد انفرط فعادت إلى الموضع التي كانت تقضي فيها حاجتها ، لتبحث عن عقدها.



وأرجو أن تتصورا امرأة عفيفة طاهرة فاضلة في جيش جرار من الرجال تريد أن تقضي حاجتها في صحراء مترامية، أرجو أن تتصور المسافة التي ستقطعها هذه العفيفة الطاهرة لتبتعد عن كل الأعين، وعادت فوجدت الجيش قد رحل، وكانت تحمل في الهودج وتنزل وهي في الهودج وكانت خفيفة اللحم، خفيفة الوزن لا فارق بين أن تكون فيه وبين ألا تكون فيه ، فالرجال يحملون الهودج ويضعونه وينزلونه ، وهكذا فلما لم تجد الجيش ، جلست في مكانها إن فقدوها أن يرجعوا إليها ، فغلبتها عيناها فنامت .



وكان صفوان ابن المعطل السلمي – رضي الله عنه – كان وراء الجيش بأمر وتكليف رسول الله صلى الله عليه وسلم له، فلما رأى سواد إنسان، اقترب فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، تقول عائشة: فاستيقظت من نومي على استرجعاه أي على قوله: إنا لله وإنا إليه راجعون، تقول: فلما رآني عرفني، وكان يراني قبل الحجاب، كان يراني قبل الحجاب أي قبل نزول آية الحجاب، تقول: فأناخ راحلته، فركبتها والله ما سمعت منه كلمة غير استرجعاه، أي غير قوله: إنا لله وإنا إليه راجعون قالت: فأدركنا الجيش في نحر الظهيرة أي في وقت شدة الحر، في وسط النهار. وفي غير رواية الصحيحين: نظر الخبيث رأس النفاق عبد الله ابن أبي ابن سلول وقال: من هذه ؟ قالوا: أم المؤمنين عائشة، قال: ومن هذا ؟ قالوا: صفوان بن المعطل السلمي، فقال الخبيث الوقح: امرأة نبيك تبيت مع رجل حتى الصباح ثم جاء يقود لها الراحلة ، والله ما نجت منه وما نجا منها.



يا للعفن ! يا للنفاق ! يا للقذارة ! هكذا بسهولة ، تقذف البريئة الحَصان الرزَان بسهولة يُقذف رسول الله صلى الله عليه وسلم .

آه من الكلمات ! وآه من اللسان ! إن ترك الألسنة تلقي التهم جزافاً دون بينة أو دليل ، يترك المجال فسيحاً لكل من شاء أن يقول ما شاء في أي وقت شاء ، ثم يمضي بعد ذلك آمناً مطمئناً ، وإذا كل ما فيها في هذا الجو الملبد ، في هذا الجو الملبد بالغيبة والقذف ، إذا كل فرد فيها متهم أو مهدد بالاتهام في أي لحظة من اللحظات وهذه حالة القلق والشك والريبة لا يمكن أن تطاق أبدا بأي حال من الأحوال {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق/18] .



قال سبحانه : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ{7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ }

قال سبحانه : {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [الأنبياء/47] .



يقول الخبيث المنافق هذه القولة وتتلقف عصابات النفاق في المدينة المطهرة هذه القولة الآثمة العفنة الشريرة !! ويذل في الهاوية بعض المسلمين ، هذه الكارثة ، هذه الكارثة ، أن يذل في هذا الإفك بعض المسلمين وأن يردد بعض المسلمين شائعات قذرة عفنة خطيرة دون بينة أو دليل .



فكّر ألف مرة قبل أن تنطق مرة فإن الكلام خطير ، وإن اللسان خطير فبكلمة تدخل دين الله ، وبكلمة تخرج من دين الله ، وبكلمة تستحل فرج امرأة ، وبكلمة تحرم عليك هذه المرأة ، وبكلمة تسعد أسرة ، وبكلمة تذبح أسرة ، وبكلمة تفرق الأحبة ، وبكلمة تجمع الأحبة ، الكلمة خطيرة .



رٌميت عائشة – رضي الله عنها – رُمي رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرضه ، رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهر الطاهر الذي فاضت طهارته على العالمين يرمى في طهارته وهو الطاهر الذي فاضت طهارته على العالمين ، في صيانة حرمته ، وهو القائم على صيانة كل الحرمات في أمته ، وفي من ؟ في عائشة في حبيبة قلبه ، في أم المؤمنين ، في الصديقة بنت الصديق ، العتيقة بنت العتيق الحبيبة بنت الحبيب الحصَان الرزَان ، يٌرمى في عائشة .



وها هي أم المؤمنين زوج سيد المرسلين ، ترمى في أغلى ما تعتز به أي فتاة ترمى في شرفها تُتًهم بالخيانة ، ترمي بالفاحشة تتهم بالزنا ، وهي الزهرة التي تفتحت في بستان الصدق ، ثم اكتمل نموها في بيت النبوة وسقيت بمداد الوحي على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وها هو الصديق صديق الأمة الأكبر، الرجل الطاهر الفاضل الذي بدأ تربية عائشة في بيت الصديقية، يرمى بهذا فيبكي، ويحطم الألم فؤاده، ويمزق الحزن كبده، ويقول : والله ما رمينا بهذا في الجاهلية أفنرمى به في الإسلام ؟.

أفنرمى به في الإسلام ؟



وصفوان بن المعطل الصحابي الجليل يُرمى في عقيدته ، في دينه ، في دينه يوم يتهم بخيانته لنبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي من ؟ في عائشة ، في أم المؤمنين الحصَان الرزَان ترجع إلى المدينة ، وتمكث شهراً كاملاً وهي مريضة لا تعلم عن قول أهل الإفك أي شيء لا تعلم شيئاً فهي حَصان رزَان ، لا تلتفت إلى مثل هذه الوقاحات أبداً وخرجت يوماً مع أم مسطح فأخبرتها أم مسطح بما يقوله الناس في المدينة قالت عائشة : وأنا والله لا يريبني شيئا في وجعي إلا أنني لم أكن أرى اللطف الذي أعهده من رسول الله فكان يدخل ويسلم ويقول : (( كيف تيكم ؟ )) وأنا لا أعلم شيئاً ، فلما عرفت استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأذن لها في أن تذهب إلى بيت الصديق – رضي الله عنه – فأذن لها النبي صلى الله عليه وسلم .



ويشاء ربك – جل وعلا – أن يمضي شهراً كامل لا ينزل فيه على المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الآمر آية واحدة ، ويشاء ربك لحِكَم يعلمها – جل وتعالى – ألا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رؤيا واحدة ليبريء بها أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – يمضي شهراً كامل يحطم الألم فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحطم الحزن ويفتت كبده صلى الله عليه وسلم .

وبعد شهر كامل يذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر – رضي الله عنه – وعائشة التي ذهبت والله ما ذهبت لتسوثق من هذا الكلام في هذا الموضوع الجلل ، فتقول لأمها : ما الذي يتحدث به الناس ؟ فتقول أمها : هوني عليك يا ابنتي تقول : سبحان الله أو تحدث الناس فعلاً بهذا أو تحدث الناس بهذا ؟قالت : فلم يرقأ لي دمع فلم ينقطع لي دمع ولم تكتحل عيناي بنوم ، وظن أهلي وأبواي أن البكاء فالق كبدي . وهي على الفراش تبكي دخلت عليها امرأة من الأنصار تبكي لبكائي وأمها تبكي ، والصديق يتألم ويحطمه الألم .



وفجأة دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم وجلس إلى جوار عائشة ، فشهد وحمد الله وأثنى عليه، ثم التفت إلى عائشة وقال: ((يا عائشة إنه قد بلغني عنك كذا كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله – عز وجل – وإن كنت قد ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إن أذنب واعترف بذنبه وتاب إلى الله ، تاب الله عليه )) قالت : فقلص دمعي.



وأنا أرجو أن تتصوروا أنتم حالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول لعائشة هذه الكلمات : ((فإن كنت بريئة فسيبرئك الله – عز وجل – وإن كنت قد ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إن أذنب واعترف بذنبه وتاب إلى الله ، تاب الله عليه )) .

تقول فقلص دمعي ، جف الدمع وقلت لأمي : يا أمي أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلمي أنت ، فقالت أمها : والله يا ابنتي ما أدري ماذا أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت إلى الصديق وقلت : يا أبي أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الصديق : والله يا ابنتي ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

قالت : فقلت : والله لا أرى لي ولكم مثلا إلا كما قال أبو يوسف : { َصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } [يوسف/18] .



قالت : والله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا رام أحد في الدار مجلسه أي ما فارق أحد مجلسه الذي كان يجلس فيه ، حتى أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من البُرَحَاء من الشدة مما ينزل عليه من الوحي حتى أنه ليتحدر مثل الجمان – أي : يتصبب عرقا كحبات اللؤلؤ ، من ثقل الوحي الذي يتنزل عليه – فلما سري عن رسول الله سري عنه وهو يبتسم ، وكانت أول كلمة نطق بها المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد ما التفت إلى عائشة فقال : (( أبشري يا عائشة فلقد برأك الله – عز وجل )) فقالت أمها : قومي يا عائشة قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحمديه قالت عائشة : لا لا والله لا أقوم إليه ، بل لا أحمد إلا الله – عز وجل – الذي أنزل براءتي من فوق سبع سماوات .



وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم على أمنا – رضي الله عنها – قرآنا شرفها الله به ، وقرأ الرسول قرآنا كرمها الله بها ولا زال وسوف يزال يتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها { إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ{11} لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ{12} لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ{13} وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ{14} إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ{15} وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ{16} يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{17} وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{18} إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ{19} وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [النور/11-20]



فازدادت بهذه البراءة مكانتها في قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم بل في قلوب المؤمنين ، بل في قلوب المؤمنين الصادقين ، أي شرف !! هي نفسها تقول : والله لشأني في نفسي كان أحقر من أن ينزل فيّ وحي يتلى ، والله لشأني في نفسي كان أحقر من أن ينزل فيّ وحي يتلى ، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤيا فيبرئني الله بها فقط .



انظروا إلى تواضع أم المؤمنين – رضي الله عنها – انظروا إلى صفاء نفسها ، وإلى صدق سريرتها ، وإلى إخلاص قلبها ، ما قالت : إنها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنها أم المؤمنين كيف يقول الناس هذا لا ، لا ، لا ، والله لشأني في نفسي كان أحقر من أن ينزل فيّ وحي يتلى ، والله لشأني في نفسي كان أحقر من أن ينزل فيّ وحي يتلى ، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤيا فيبرئني الله بها . زادت مكانتها في قلبه .

بل الأعجب يا أخي إذا علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الأخير استأذن نساءه ألا يدور عليهن كعادته ، وأن يمكث أيام مرضه كلها في بيت عائشة إي والله والحديث في الصحيحين([2]) .



هل تتصور هذا ، أنا أرجو أن تتخيل مدى الحب من الحبيب الطاهر للحبيبة الطاهرة أم المؤمنين عائشة ، استأذن النبي نساءه في أن يمرّض في بيت عائشة فأذن له لما يعلمنه من حبه لها فأذنَّ له .

تقول : منّ الله علىّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات في بيتي وفي يومي إي والله في بيتي ، وفي يومي يعني ليس في يوم زوجة أخرى ، مات في بيتي وفي يومي ، اسمع وعلى سحري ونحري ، ورأسه على سحري ونحري ، يعني رأس النبي صلى الله عليه وسلم في صدرها .

الله ! مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه في صدر عائشة تقول : وجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من أيام الدنيا ، وأول يوم من أيام الآخرة .

ماذا تريدون بعد ذلك أيها المسلمون ، يجمع الله بين ريقها وبين ريق المصطفى صلى الله عليه وسلم بالسواك الذي أخذته وقضمته ، ومضغته وطيَّبته ودفعته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستاك به كأجود ما استاك به من قبل ، فجمع الله بين ريق المصطفى صلى الله عليه وسلم وريق عائشة في آخر يوم من أيام الدنيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أول يوم من أيام الآخرة ([3]).

لا يتسع الوقت للحديث عن زهدها ، ولا يتسع الوقت للحديث عن عبادتها ولا يتسع الوقت لا عن علمها ولا عن فقهها ولا عن أدبها .



فهي فقيهة الفقهاء ، معلمة العلماء ، أديبة الأدباء ، بليغة البلغاء فصيحة الفصحاء ما سألها الصحابة عن حديث قط إلا وقد وجدوا عندها علما منه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ملأت الدنيا علما ، وروت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من ألفي حديث وروى عنها كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي معلمة العلماء ، وفقيهة الفقهاء ومؤدبة الأدباء ، وبليغة البلغاء وفصيحة الفصحاء – رضي الله عنها وأرضاها .



وهي التي قالت حينما شكي إليها من بعض السفلة الذين يتناولون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قولتها الجميلة قالت: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مضوا وماتوا فانقطع عنهم العمل ، فأبى الله أن يقطع عنهم الأجر.

نعم ! ماتوا ، انقطع عملهم ، لكن الأجر لا ينقطع بعواء ونباح هؤلاء السفلة الكلاب ، الذين يتناولون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين زكاهم الله وعدلهم الله وطهرهم الله ، واصطفاهم الله ، واختارهم يوم اختار رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم .



قال عبد الله بن مسعود : إن الله تعالى نظر في قلوب العباد ، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد ، فجعله واصطفاه لرسالته ونبوته ، ثم نظر الله في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم ، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه .

أكمل ما تبقى بعد جلسة الاستراحة في عجالة سريعة وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ....



الخطبة الثانية :



الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صلّ وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين ..
أما بعد ..

فيا أيها الأحبة : قال الحافظ الكبير أبو زرعة – رحمه الله تعالى : إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم بأنه زنديق .



وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم حق والقرآن حق ، وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله حق والذي نقل إلينا كل ذلك هم الصحابة ، فهؤلاء يريدون أن يهدموا الصحابة ، ليبطلوا القرآن والسنة.



هذه هي العلة من حافظ كبير كأبي زرعة هؤلاء يريدون أن يهدموا الصحابة ليبطلوا القرآن والسنة ، ولكن هيهات هيهات هيهات .



فمنذ أن بزغ الإسلام وهو يحارب ، أين من حاربوه ؟ إلى مزابل التاريخ ، إلى جهنم وبئس المصير ، من مات منهم على الكفر والعناد والإسلام شامخ ، وسيظل الإسلام شامخا ، فنحن لا نخاف على الإسلام من أمثال هؤلاء السفلة المنحطين الأنجاس ، وإنما نخشى على المسلمين في زمان الفتن ، فتن الشبهات في زمان الإنترنت .

فأنا أذكر المسلمين جميعا بالتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله الله صلى الله عليه وسلم وبالجلوس بين أيدي علماء أهل السنة الربانيين المتحققين بالعلم الشرعي ، وأحذر المسلمين أن يأخذوا شيئا من الدين من هذه الصحف أو الجرائد أو المجلات ، أو أن يأخذوا من بعض المشبوهين من بعض الفضائيات ، ممن لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ، وأن يراجعوا الربانيين من علماء أهل السنة وألا يتكلم مسلم وألا يخطو مسلم على طريق الإسلام خطوة إلا بعد أن يراجع العلماء ، وإلا بعد أن يسأل أهل الفضل والعلم .

واحرصوا على مجالس العلم ، ولا تضيعوها، ابذلوا من أجل الجلوس فيها الأوقات، بل الأموال بل واصحبوا معكم النساء والأولاد، والأطفال لمجالس العلماء الربانيين ، لحلقات العلم.

وأذكر نفسي وإخوتي بأن يعلموا نساءهم وبناتهم وأولادهم حب الرسول صلى الله عليه وسلم وحب الصحابة ، وأن يبينوا لهم مكانة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

يا أخي اشتر كتابا من كتب السيرة للأطفال ، واجلس كل ليلة نصف ساعة ، اقرأ على أولادك سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم سيرة أصحابه – رضي الله عنهم – اجتهد في أن تملأ قلب امرأتك ، وقلوب أولادك بحب الصحابة – رضي الله عنهم – جميعا .

أيها الأفاضل : إن الحرب شرسة ، ولا مخرج لنا ، ولا فرار لنا من الله إلا إليه سبحانه ، ففروا إلى الله ، ففروا إلى الله بالتمسك بالكتاب والسنة ، بالاعتصام بالله .

بالحرص على مجالس العلم ، بالتربية بتربية الأولاد على القرآن والسنة والفضيلة بالذب عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

بكل ما أوتيت من قوة، عبر مجلة، عبر جريدة، عبر شريط، خذ هذا الشريط اليوم، خذ هذا الشريط اليوم، اطبع منه مائة نسخة ألف نسخة من مالك الخاص، ووزعه على السيارات على الميكروباصات في البيوت، في المنازل، في المحلات، ليعرف الناس قدر هؤلاء الأطهار وليعرف الناس أيضا حجم الحرب الشرسة، التي تعلن الآن على الثوابت والأركان والأصول.

لا تكن سلبياً، بل قدم شيئا لدين الله تبارك - وتعالى – لا عذر لك إن لم تفعل أي شيء ولو بهذا الشريط فقط، اسمعه أسمعه لأسرتك أسمعه لأهلك، أسمعه لغيرك، وأسمع غيره من الأشرطة لإخواننا الأفاضل، من أهل العلم من علماء أهل السنة، فإن الحرب شرسة.




 
          تابع أيضا : مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 9 تعليق

Abou Salah

2020-12-20

خطبة جمعة مكتوبة مؤثرة جدا

جمال الحاطى

2015-10-05

أحسنت يا فضيله الشيخ

غانم خلاف

2012-06-16

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم معا نعبر الصراط

جنى

2012-03-06

إذآ سسمحتم أريد خطبة عن سوريآ تكون قوية .. وشكراً الخطبة جدآ رآئعة وإشتقت رؤية حبيبنآ .. صلى الله عليه وسلم .. :)

محمود777

2011-12-28

جزاك الله خيرا ياشيخ حسان

احمد فاروق

2011-07-16

جزيتم الخير كلة

عادل العامرى

2011-05-08

اعجبنى كثيرا

صالح

2011-02-05

جزاكم الله كل خير

eslam mohamed

2010-12-23

بارك اللة لكم

[ 1 ]
  محيط البوك إضافة تعليق


6 + 1 =

/300
  محيط البوك روابط ذات صلة

المادة السابق
المواد المتشابهة المادة التالي
  صورة البلوك راديو الشفاء للرقية

راديو الشفاء للرقية الشرعية

راديو الشفاء للرقية مباشر

  صورة البلوك جديد الاناشيد الاسلامية

  صورة البلوك جديد القرآن الكريم

  صورة البلوك جديد الكتب