الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :
بداية : هذه الخلطة تنسب للشيخ " محمد بن إبراهيم الرومي " ، وهو من معبري الأحلام المشهورين ، وقد ثبتت عنه هذه الوصفة بصوته في شريط " الرؤى الخرجية " – في الدقيقة 35 فما بعدها – وقد سماها " الوصفة الذهبية " ! ، وطريقة استعمالها كما سبق في السؤال ، وقد ذكر أنها تستخدم لعلاج ( السحر , العين , المس , العقم , البهاق , الاكتئاب ، الشلل , الهموم ، الغموم ، وجميع الأمراض ، ولا تستعملها الحامل ، ولا من به جروح ظاهرة ) .
واشترط أن يتم التصدق في كل يوم تستعمل فيه العلاج ، ولو بريال واحد ، واشترط عدم وجود تماثيل في البيت ، وعدم وجود صور معلقة ، أو خادمة كافرة – لمن يسكن في جزيرة العرب -.
وقد كان للشيخ مقابلة خاصة وقد تبرأ من كل ما نسب اليه من استخدامات خلطة الرومي فقال :
ليس لي علاقة بما يسمى بـ«خلطة الرومي» التي تجاوزت الحدود!!
نبّه الدكتور محمد بن إبراهيم الرومي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود بالرياض -سابقاً- ومفسر الرؤى المعروف، إلى المحاذير الشرعية والاجتماعية التي يقوم بها بعض الأدعياء والمتعالمين الذين دخلوا في مجال الرقية، بحثاً عن المال وحباً للشهرة، وكذلك بعض العطارين الذين استغلوا حاجة الناس للاستشفاء، بعد أن روج لهم المنتفعون شركاؤهم في النصب والاحتيال بالتمثيل على أنه قد تم لهم الشفاء من كثير من الأمراض المستعصية، بل وتوظيف كل وسيلة من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، تجلب لهم الناس طالبي الشفاء، ومثل ذلك الزج باسمي بما يسمى «خلطة الرومي» وبيعها في داخل المملكة وخارجها، وأنا بريء منها براءة الذئب من دم يوسف، مجدداً التوكيد على عدم علاقته بأيّ عملٍ تجاري تقدّمه محلات العطارة، ويروّج له في وسائل التواصل الاجتماعي عمّا يسمى بـ»خلطة الرومي» التي تجاوزت الحدود، ويدّعي فيها المتاجرون بأنها تشفي كل الأمراض.
فتارة يتم الترويج بعبارة (خلطة الرومي لمسح آثار السحر المرشوش على الأعتاب، وآخرون بـ(شوفوا «الله» ثم خلطة الرومي وش سوّت بالجني اللي برحمها)، وتارة بـ(جديد.. خلطة الشيخ الرومي لعلاج العين والسحر)!! حتى أن البعض أظهر بواسطة فيديو بمسمّى (خلطة الرومي شرح بالفيديو لعلاج الأمراض الروحيّة)!!
وبيّن دكتور الرومي أنّ ما ينسب إليه من قول مستمد من الكتاب والسّنّة صحيح، وهو مثبت في محاضرات سجّلت في شرائط صوتية منذ أكثر من عشرين سنة، أما ما يباع في الأسواق فلا علاقة لي به، وإنما زج به بعض التجار باسمي على بعض الوصفات للترويج لبضائعهم، وسواء وافقت ما ذكرته أم لم توافقه فلا علاقة لي بها!
مشدداً على أهمية التقصّي والتأكّد من قبل المرضى قبل الذهاب إلى بعض مدّعي الرقية الشرعية، والعلاج التي دخلها الكثيرون من المدّعين أو من المشعوذين الذي يتلبّسون باسم الدين، أو من يستغلون الناس مادياً.
ثانياً:
وما يحدث مع الأخت السائلة من كونه لم يأتها أحد يخطبها : يحتمل أن يكون ذلك مجرد ابتلاء من رب العالمين ليرى صبرها فيكتب لها أجر الصابرين ، ويحتمل أن يكون ذلك لأسباب مادية تتعلق بعدم معرفة الناس بها ، أو لغير ذلك من الأسباب ؛ فنوصيها بالصبر والاحتساب ، ودعاء الله تعالى أن يرزقها زوجاً صالحاً ، وذرية طيبة ، وفي هذه الحالة : لا قيمة للرقية المذكورة ، ولا لغيرها من الرقى في جلب الخطاب ، أو غير ذلك ، فإنها لا تغير من قدر الله شيئا ؛ فإنها كالدواء لمرض السحر ؛ فإذا لم يكن ثمة سحر ولا حسد : فأي شيء تداوي ؟!
وأما إذا كانت هناك أمارات تدل على أنها قد سحرت لأجل أن يبتعد عنه الخطاب ، أو أصابها عائن بعينه ، وحسدها حاسد : فلا بأس من أن تتداوى من ذلك البلاء ، ولا بأس بأن ترقي نفسها ، أو يرقيها غيرها ، بما يعرف من الأقوال والأفعال ، ما لم تكن شركا . وأفضل ذلك ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرقى الصالحة النافعة .
وإن كانت تعرف من أصابها بعين : أخذت غِسله ، وهو الماء النازل من وضوئه أو غسل أعضائه ، وترشه على نفسها .
ثالثاً:
أما بخصوص الوصفة الوارد ذكرها في السؤال : فلا يظهر ما يمنع من استعمالها ، وإن كان في التقييد باستعمالها بين العصر والمغرب نظر .
وقد سئل الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين – رحمه الله – عن هذه الرقية :
أحد الإخوة المعروفين بتأويل الرؤى ، رأى أنه ينفع لعلاج السحر أن يؤخذ كيلو من السدر المطحون ، وكيلو من الملح الخشن ( الصخري ) المطحون ، وكيلو من الشبه المطحونة ، ويخلط خلطاً جيداً ، ثم يوزع على سبعة أكياس ، بحيث يتم استخدام كل يوم كيس من السبعة أجزاء ، يوضع في جالون ماء يقارب خمسة لترات ، وتخض جيداً ، ويغتسل بها المسحور لمدة سبعة أيام ، بحيث يكون استخدام الكمية لتلك الأيام المذكورة ، وقد جرب ذلك الأمر فنفع مع بعض الحالات ، ولم ينفع مع البعض الآخر ، فهل يجوز استخدام ذلك ؟ .
أفتونا مأجورين ، وجزاكم الله خيراً .
فأجاب رحمه الله :
لا بأس باستخدام هذا الدواء على وجه التجربة ؛ فإن هذه الأدوية لا محظور في استخدامها على الصفة المذكورة ، ولا تدخل في الشعوذة ، ولا الأعمال الشيطانية ، وحيث إنها قد جربت ونفعت : فنرى أنه لا بأس باستخدامها في علاج السحر ونحوه ، والله أعلم .