كما أنّ العناد دليل على التطور النفسي والعقلي للطفل .
يصبح العناد سلوكًا مرضيًّا عند الطفل، و مشكلة سلوكية تحتاج إلى علاج إذا زاد عن
حدّه .
تجدر الإشارة إلى أنّ العناد عند الاطفال سلوك مكتسب وليس سلوكًا فطريًّا كما يظن
البعض، أو أنه عادة يحملها الطفل في جيناته بالوراثة، فالطفل العنيد هو صناعة تربية
خاطئة في البيئة التي يعيش فيها .
كما أننا لا نستطيع أن نقضي نهائيا على عناد الطفل ، لأن العناد جزء من طبيعته،
وإذا أراد الوالدان القضاء على عناد الطفل فإنّهما يمسخان شخصيته ويدمرانها.
لذا، يتوجّب على الوالدين أن يدربا الطفل على ضبط سلوكه وانفعالاته وليس القضاء على
العناد بشكل نهائي.
تتنوّع أسباب العناد المرضي عند الأطفال ، ومنها على سبيل
المثال وليس الحصر:
- أساليب التربية الخاطئة مثل:
- السيطرة والتحكم بالطفل.
الحماية الزائدة والحب المبالغ فيه.
- استعمال العنف مع الطفل( القسوة والضرب والتحقير والتوبيخ)هذه الأساليب في
التعامل تصنع منه طفلا عنيدا
- الدلع الزائد وتلبية كل رغباته وتاليًا إن لم يحصل على ما يريد سيعاند لأنه لم
يتعلم الصبر.
- إهمال الطفل والانشغال عنه، ما يؤدي إلى أن يصير الطفل عنيدا حتى يلفت النظر إليه
- عدم الاتفاق على خطة تربوية موحدة بين الأم والأب في التعامل مع الطفل.
- الاستسلام لكثرة إلحاح الطفل وتلبية أوامره.
- تقليد شخصية أحد الوالدين فالطفل كائن يحب التقليد.
- الانتقام من الأب والأم بسبب المشاكل الأسرية التي تحصل أمام الطفل
- شعور الطفل بالغيرة بسبب مولود جديد في الأسرة.
- المراحل الانتقالية في حياة الطفل، لكل مرحلة عمرية خصائصها ويعاند فيها الطفل
حتى يثبت ذاته ويشعر بالاستقلال والحرية.
أهم النصائح للتعامل مع الطفل العنيد:
- تجنب ضرب الطفل العنيد لأن هذا الأسلوب يزيد من عناده .
- عدم تلبية طلبات الطفل كلها كي لا يلجأ للعناد ويستعمله وسيلة ضغط على الوالدين.
- اظهر للطفل الحزن لا الغضب من عناده، فالغضب يزيد من عناده، لكن شعوره بحزن
والديه يقلل من عناده.
- تفاعل معه، ولا تنفعل عليه فالانفعال يزيد المشكلة ولا يحلها
- تدريب الطفل على التعبير عن مشاعره بالحوار وليس بالعناد والصراخ.
- الابتعاد عن الأساليب التربوية الخاطئة مع الطفل .
- استخدام لغة الحب والحنان في الخطاب مع الطفل ،فهذا الأسلوب يضمن تجاوب الطفل.
- التخلص من أسلوب العناد عند الوالدين لأن الطفل يعدهم قدوة له ويقلدهم.
- بناء علاقة صداقة مع الطفل فهذا يشعره بالأمان ويبتعد عن أسلوب العناد.
- الابتعاد عن الخلافات الزوجية أمام الأبناء فأجمل هدية ممكن أن يقدمها الأباء
للأبناء هي تأمين جو أسري آمن بعيد عن المشاجرات والمشاحنات.
في الختام لا تنسوا الدعاء للأبناء بصلاح الحال، فسهام الدعاء لا تخطىء، ودعاء
الوالدين مجاب بإذن الله.
بقلم الدكتورة إيمان عنتر