متلازمة توريت (Tourette syndrome) أو (Tourette's Disorder)
غالباً ما تبدأ متلازمة توريت والعَرّات عند سن السابعة، وهي ناجمة عن عدم توازن في الدماغ.
وممكن ان تبدأ في سن 2 – 8 سنوات، فيما يمكن أن تبدأ العرّات الصوتية بالظهور في سن سنتين، مع إنها تظهر في العادة بعد سنوات من بدء ظهور العرّات الحركية. وتبلغ العرّات، بوجه عام، ذروتها في سن 12عاما.
تشخيص هذه الحالة يشبه الشعور بالحصول على حكم بالسجن المؤبّد، وبالأخص على والدَي الطفل المُصاب.
ولكن الحقيقة هي أن معظم المُصابين يشفون أو يتعلمون التعامل مع الأعراض في المستقبل.
ما هي متلازمة توريت؟
تنتمي متلازمة توريت إلى مجموعة من التشخيصات تُسمى التأخرات الوظيفية العصبية النفسية، أي أن الدماغ لا يؤدي وظيفته على النحو المطلوب. وفي هذه الحالة تكون الأعراض على شكل عرّات (خَلْجات) حركية ولفظية. العرّات هي حركة شبيهة بالمنعكس، كالغمز بالعينين أو نفضة الكتفين أو لمس الأشياء. كما يمكن أن تكون أصواتاً، كالسعال أو النحنحة أو الصفير.
يربط كثيرون ما بين العَرّات وتلفُّظ كلمات نابية وتعليقات غير ملائمة. وهي تُسمّى ألفاظ البذاءات، ولا تصيب إلا عدداً قليلاً ممن لديهم متلازمة توريت.
تنشأ العَرّات غالباً في الطفولة بين سن الخامسة والسابعة، ولكنها لا تعني بالضرورة أن الطفل سوف يُصاب بمتلازمة توريت. وقد تكون العرّات مؤقتة ولا تتطلب العلاج. ويُشترط للحصول على تشخيص متلازمة توريت أن تبقى العرّات لمدة لا تقل عن سنة كاملة وأن تستمر لمدة 3 أشهر دون انقطاع. وغالباً ما يُصاب الصبيان بهذا المرض، وهو وراثي.
كيف يؤثِّر ذلك على الحياة؟
قد تكون متلازمة توريت مُزعجة أكثر للأطفال الذين بدأوا لتوّهم في المدرسة. وإضافة إلى العَرّات، من الشائع حدوث: صعوبات في التركيز وفرط النشاط وعُسر القراءة. وقد يتفاوت المرض كثيراً ويتراوح من فترات صعبة تظهر فيها العَرّات بوضوح إلى فترات أخرى بالكاد تظهر فيها العَرّات. وعادةً ما يكون الكَرْب (الإجهاد النفسي) عاملاً مسبباً لها.
تقلّ الأعراض أو تختفي مع التقدّم بالعمر، في معظم الحالات. وإن لم يكن الأمر كذلك، فإن الكثيرين يتعلمون التحكُّم بالعرّات لدرجة أن الآخرين لا يلاحظونها، وبعد ذلك يطلقون لها العنان في البيت. ويستطيع معظم المُصابين أن يعيشوا حياة اجتماعية جيدة على الرغم من هذا المرض. وهناك دور مهم جداً لمدى تفهُّم الآخرين لهذه الحالة.
من الشائع لدى المُصابين بمتلازمة توريت أن يكونوا مندفعين أو أن تكون لديهم متلازمة الوسواس القهري أو القلق (الحصر النفسي) أو الاكتئاب. ولا يؤثر هذا المرض على الذكاء أو الموهبة. وكانت هناك مناقشات حول ما إن كان هناك ارتباط ما بين متلازمة توريت والموهبة الموسيقية، كما في حالة موزارت مثلاً.
هل ينبغي عليّ أن أطلب المساعدة؟
إذا اكتشفت أن الطفل منزعج من العَرّات لفترة طويلة من الزمن، فينبغي أن تطلب المساعدة. وقد يكون من الصعب أن تكتشف بنفسك ما هو السبب وراء سلوك الطفل. وكلما حصل الطفل على تشخيص بوقت أبكر، كان من الأسهل عليه أن يتعامل مع المرض أثناء نشأته. وبفضل المعلومات والمزيد من المعرفة، يدرك الأشخاص المحيطون بالشخص المُصاب أنه لا يتحكّم بسلوكه بمحض إرادته.
استناداً إلى عمر الطفل، يمكنك الاتصال إما بالمستوصف، أو بالرعاية الصحية المدرسية، أو بعيادة الطب النفسي للأطفال واليافعين BUP))، أو بمركز رعاية الطفولة.
ولكي يكون التشخيص ممكناً، يجب أن يستبعد الطبيب الأسباب الأخرى المسببة للعرّات، وأن يتوصّل إلى أن المُصاب يُعاني من عرّات حركية ولفظية على حدّ سواء.
أسباب وعوامل خطر متلازمة توريت:
تتولد متلازمة توريت، على ما يبدو، نتيجة لعامل وراثيّ (جينيّ).
أي إن وجود جين أو مُوَرِّثَة (Gene) معين، أو تركيبة من عدد من الجينات، يزيد من خطر ظهور متلازمة توريت. إلا انه لم يتم التعرف، بعد، على هذا الجين أو على تركيبة الجينات.
في معرض ردهم على أسئلة تفصيلية يطرحها عليهم الطبيب تتعلق بالتاريخ الطبي لأفراد العائلة، يُفاجَأ الكثير من الآباء لأطفال يعانون من متلازمة توريت حين يكتشفون احتمال إصابة آخرين من أبناء العائلة، أيضا، بأعراض متلازمة توريت.
من الأسباب الأخرى التي يمكن أن تزيد من خطر ظهور العرّات، أو ظهور أعراض أخرى لمتلازمة توريت:
1- إذا عانت الأمّ خلال فترة الحمل، من حالات الغثيان والقيء المتكررة والحادة (خلال الثلث الأول من فترة الحمل)،
2- إذا عانت الكثير من الضغط النفسي والتوتر،
3- إذا تناولت كميات كبيرة من القهوة،
4- إذا دخّنت السجائر أو تناولت مشروبات كحولية خلال فترة الحمل
5- إذا حصل نقص في تزويد الأكسجين، أو الدم، أثناء عملية الولادة
6- إذا كان وزن المولود منخفضا جدا مع علامات إصابة دماغية، أو على ورم في جزء من الدماغ
7- إذا كان وزن المولود أقل من وزن توأم مماثل
8- إذا كانت قيمة حَرَزُ أَبْغار (لتقييم المولود فور ولادته - Apgar score) متدنية
9-إذا كانت هنالك اضطرابات عصبية نفسيّة (Neuropsychiatric) متعلقة بالمناعة الذاتية عند الأولاد وترتبط بالالتهابات العِقدِيّة (نوع من الجراثيم – Streptococcus). هذه الاضطرابات يمكن أن تؤثر في ظهور عرّات.
تشخيص متلازمة توريت
يستطيع الطبيب تشخيص متلازمة توريت استنادا إلى مراجعة التاريخ الطبي للطفل واستنادا على العلامات التي يصفها الوالدان أو أحد المعالِجين لهذا الطفل.
قد يستطيع الطفل كبت، إخفاء أو وقف هذه العرّات عند زيارة الطبيب، لذلك من المفضل اصطحاب شريط فيديو يوضح طبيعة هذه العرات وقت حصولها.
لكن الطبيب يستطيع تشخيص وجود متلازمة توريت، حتى لو لم يشاهد شريط فيديو يوثق طبيعة العرّات ودون أن يشاهد هذه العرّات بنفسه.
يحتاج الطبيب إلى معرفة ما إذا كانت العرّات تسبب للطفل مشاكل اجتماعية أو مشاكل تعليمية. وقد تحتاج مهمة التشخيص، أيضا، إلى إجراء فحص نفسي للطفل وإلى تشخيص الصعوبات التي يواجهها في التعلم.
وكما في العديد من الأمراض الأخرى, ليست ثمة فحوصات دماغية أو فحوص دم يمكن بواسطتها الجزم، بالتأكيد، بأن شخصا ما مصاب بمتلازمة توريت. ويتم، في بعض الحالات، إجراء تَخْطيط كَهْرَبِيَّةِ الدِّماغ (EEG)، تَصْويرٌ مَقْطَعِيٌّ مُحَوسَبCT) Computed tomography) وفوحصات دم لتشخيص أمراض أخرى.
كما يمكن، أيضا، إجراء الاختبارات اللازمة لتشخيص اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD - Attention - Deficit Hyperactivity Disorder) أو مرض الوسواس القهري (Obsessive Compulsive Disorder). هذه المشكلات والحالات من الممكن ان تظهر بالتزامن مع ظهور وتطور متلازمة توريت. وإضافة إلى ذلك، يحتاج الطبيب أحيانا إلى معرفة ما إذا كانت هنالك علامات لمشاكل أخرى يكون الطفل، جرّاءها، معرضا للإصابة بالخوف أو الاكتئاب.
كيف يكون علاج متلازمة توريت:
يتركز علاج متلازمة توريت في زيادة القدرة على "التأقلم" مع العرّات لدى الطفل والمحيطين به.
معظم حالات متلازمة توريت تكون خفيفة ولا تتطلب معالجة دوائية.
تعليم وإرشاد الأهل، الطفل والأشخاص المحيطين به (المعلمون في المدرسة، مثلا) بشأن متلازمة توريت، يساعد الطفل كثيرا في التقدم، فضلا عن خلق بيئة داعمة، في البيت والمدرسة، تتقبل هذه العرّات بتفهم.
وقد تكون الاستشارة مفيدة وناجعة في حالات معينة، منها حين يكون الطفل مصابا بمرض آخر عدا المتلازمة. عندما تؤثر العرّات على الطفل بشكل كبير من المفضل التفكير بالعلاج الدوائي أو التغيير السلوكي. قد تقل هذه العرات وقد تخف حدتها، لكن ليس ثمة علاج شاف لمتلازمة توريت حتى اليوم.
العلاج :
- من المهم أيضاً الإشارة إلى أن متلازمة توريت ليست مشكلة تتعلق بالصحة العقلية ، لكن هذا لا يعني أن العلاج النفسي لا يمكن أن يساعد الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت.
يعاني العديد من الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت من التشنجات اللاإرادية المتكررة أو المطولة عند الإجهاد أو القلق ، ويمكن أن يساعد العلاج ، بما في ذلك تدريب اليقظة وتقنيات الاسترخاء ، مرضى متلازمة توريت على التكيف بشكل أفضل يمكن أن يساعد العلاج أيضًا الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت في التعامل بشكل أفضل مع التوتر والوصمة الاجتماعية التي يمكن أن تأتي مع المتلازمة.
كتبه : شبكة الشفاء العالمية - القسم الطبي
المراجع : مواقع من مصادر متخصصة مختلفة .