غازات الأمعاء، هي عبارة عن الناتج الطبيعي لعملية الهضم. حيث يبدأ الإنسان بإخراجها بعد فترة قصيرة جداً من الولادة ويستمر بإخراجه حتى بعد أن يموت. وتتكون معظم غازات الأمعاء من مزيج من الغازات عديمة الرائحة الموجودة في البيئة، والتي تشمل على غاز النيتروجين، والأكسجين، وثاني أكسيد الكربون، والهيدروجين، وأحياناً غاز الميثان. ولكن التركيب العام لهذه الغازات يختلف من شخص لأخر، حسب التركيبة الكيميائية للجسم، ونظام التغذية، أما مصادر هذه الغازات فهي:
1- الهواء - الذي نبلعه أثناء تناول الطعام، والشراب، ومضغ العلكة، والتدخين ويتسبب في دخول غازات النيتروجين، والأكسجين، وثاني أكسيد الكربون.
2- التفاعلات الكيميائية في المعدة - تكون نوعاً من غاز ثاني أكسيد الكربون.
3- البكتيريا الموجودة في الأمعاء الغليظة - تقوم بإنتاج غازي الهيدروجين والميثان. وهذه البكتيريا تعيش على أجزاء الطعام التي لم تهضم جيدا وتطلق الغازات أثناء القيام بعملية تسمى التخمر.
ما الذي يسبب رائحة لهذه الغازات؟
ان أكثر الروائح المؤذية غالباً ما تحتوي على مركبات الكبريت والتي تنتج عن أطعمة غنية بالكبريت مثل القرنبيط، والبيض، واللحوم. على الرغم من أن بعض الأغذية التي تحتوي على نسبة اقل من الكبريت مثل البقول يمكن أن تسبب كمية كبيرة من الغازات، ولكن بدرجة شبه عديمة من الرائحة.
ما الذي يسبب الصوت عند إخراج هذه الغازات؟
يؤثر انفجار غازات الأمعاء على عضلة فتحة الشرج التي تصدر ذبذبات تكون هي الصوت الذي تحدثه الغازات عند خروجها. وتتحكم كمية الغاز، وقوة انفجاره، بالإضافة إلى قوة مقاومة عضلة فتحة الشرج لإخراجه في مدى ارتفاع صوت انطلاق الغاز خارج الأمعاء.
ما هي أنواع الطعام التي تسبب الغازات؟
تعتبر المشروبات الغازية المصدر الرئيسي لتكون غازات الأمعاء. وكذلك مجموعة الكربوهيدارت بشكل عام لأنها تحتوي على أنواع من السكر غير قابلة للهضم ، بالإضافة إلى النشا والألياف. على سبيل المثال:
1-الرافينوز - سكر موجود في أنواع البقول، والملفوف، وملفوف بروكسل، والبروكلي، والاسبراغوس \"الهليون\"، والحبوب الكاملة.
2-اللاكتوز - يوجد في منتجات الحليب والألبان مثل الجبن، والمثلجات، بالإضافة إلى بعض أنواع الخبز، والحبوب، ومرق توابل السلطة، والتي تحتوي على سكر اللاكتوز. وبينما يستطيع بعض الأشخاص هضم اللاكتوز دون مشاكل، يعاني البعض الأخر من المشاكل لعدم قدرتهم على إفراز إنزيم لاكتاز، الذي يقسم اللاكتوز إلى أجزاء قابلة للهضم. ومن دون هذا الإنزيم، تساهم منتجات الحليب والألبان بإنتاج كميات كبيرة من الغاز في الأمعاء. ويعاني معظم سكان إفريقيا، واسيا، والسكان أمريكا الأصليون من نقص في إنزيم لاكتاز.
3-الفريكتوز - يوجد في البصل، والخرشوف، والأجاص، والقمح، وبعض المشروبات، والأطعمة الجاهزة التي تسبب حتماً عسر الهضم.
4- السوربيتول - والذي يعتبر صعب الهضم يوجد في التفاح، والأجاص، والدراق، والخوخ، وبعض الأطعمة الخالية من السكر، والحلويات، والعلكة.
أما الأرز فيعتبر من الأغذية التي تمتصها الأمعاء الدقيقة بشكل كامل، وهكذا لا يصل النشا الموجود في الأرز إلى الأمعاء الغليظة أبدا، ولا يتسنى للبكتيريا تكسير هذا النشا إلى جزيئات وتكوين الغازات. بينما تسبب النشويات الموجودة في البطاطا، والذرة، والمعكرونة، والقمح الغازات.
كما تسبب الألياف الموجودة في البقول، والشعير، والبازيلاء، ومعظم الفواكه أنواع مختلفة من غازات الأمعاء. وفي الدراسة التي أجريت على مجموعة من الأشخاص، عانى الأشخاص الذين تكونت معظم وجباتهم من اللحوم والبقول من 10 مرات ضعف الكمية الطبيعية من غازات الأمعاء.
هل يعاني بعض الأشخاص من الغازات أكثر من غيرهم؟
نعم. ينتج الشخص البالغ ما يعادل 1 إلى 3 باينت من غازات الأمعاء يومياً، ويخرج هذه الغازات بمعدل 14 إلى 23 مرة يومياً. بينما يخرج النباتيون، والأشخاص الذين يكثرون من المشروبات الغازية، والأشخاص الذين يمضغون العلكة بشكل مستمر أكثر من هذا المعدل، كذلك الأشخاص الذين يأكلون أطعمة تسبب الغازات.
هل منع خروج غازات الأمعاء يسبب الأذى؟
على الأرجح كلا. فعندما تقوم بمنع الغازات من الخروج، فأنها تعود إلى القنوات المعوية التي جاءت منها. أما إذا احتبست الغازات في منطقة ينحني فيها القولون بشكل حاد- في الجزء العلوي الأيمن والعلوي الأيسر من المعدة- فيمكن أن يسبب ذلك الألم. ويزول هذا الألم بمجرد السماح للغازات بالخروج. وهذا ما يجب أن تقوم به في النهاية، لأن الجسم لا يستطيع أن يمتص هذه الغازات.
ماذا تفعل لإنقاص غازات الأمعاء؟
يكمن حل هذه المشكلة عن طريق تغيير النظام الغذائي، وتجنب بلع الهواء، واستعمال الأدوية الخاصة.
تغيير النظام الغذائي
إذا كنت تعاني من نقص إنزيم اللاكتاز الضروري لهضم الحليب، يمكن أن ينصحك طبيبك بتجنب تناول الأطعمة الغنية بالحليب واستبدالها بمكملات الكالسيوم. أو يمكنك أن تقلل من كمية الأطعمة التي تسبب الغازات لأسبوع أو أكثر، فإذا شعرت بالراحة، تخلص من هذه الأطعمة وهكذا ستحل جميع مشاكلك.
بلع كميات اقل من الهواء
لتجنب بلع كميات كبيرة من الهواء، لا تقم بلعق الحلوى لفترة طويلة، وكذلك مضغ العلكة، كما يجب أن تتجنب المشروبات الغازية قدر الإمكان. ولا تستعمل القشة البلاستيكية في الشرب لأنها تساهم في زيادة كمية الهواء الذي تبلعه. وبالطبع توقف عن التدخين.
الأدوية الخاصة بغازات الأمعاء
يمكن استعمال الأدوية التي تحتوي على مضادات الأكسدة، مثل السيمثيكون، وهو عامل رغوي يقوم بجمع فقاعات الغاز معاً ولكنه لا يؤثر على غازات الأمعاء، بل يساعد على التخلص من الغازات الزائدة. كما يمكنك استعمال إنزيم اللاكتاز بالنسبة للأشخاص الذين ينقصهم هذا الإنزيم، للتخلص من الغازات التي تسببها منتجات الألبان. كذلك يمكن تناول إنزيم ألفا- غلاكتوسايدز، الذي يخفف من الغازات التي تحفزها البقول والمواد الغنية بالكربوهيدرات التي تحتوي على سكر الرافينوز.
بشكل عام لا تعتبر غازات الأمعاء دليلاً على وجود مشكلة . ولكن يجب أن تراجع الطبيب في حالة أصبحت هذه الغازات مزعجة للغاية وصاحبتها أعراض مثل الإسهال، أو الغثيان، أو الإمساك، أو فقدان الوزن، أو الحرقة أثناء الإخراج. فقد يكون سبب هذه الغازات وجود خلل في عملية الهضم مثل أمراض البطن، أو التهاب الغشاء المخاطي للمعدة، أو التهاب معوي، أو التهاب الأمعاء المزمن.
تسبب غازات الأمعاء بحد ذاتها شعوراً غير مريحاً وإحراجا في بعض الأحيان، ولكنها مؤشر على عمل الجهاز الهضمي الطبيعي. إذا كنت تعاني من غازات الأمعاء بشكل دائم، لماذا لا تحاول أن تغيير نظامك الغذائي. قم باستشارة طبيبك إذا أصبحت هذه الغازات أمراً مزمناً ورافقتها أعراض مزعجة ومؤلمة مثل الغثيان، والإسهال أو الإمساك. وتذكر بأنك أنت من يتحكم بما يدخل جوفك وبالتالي ما يخرج منها.