قضاء طرابلس
طرابلس أو طرابلس الشام هي مدينة لبنانية عاصمة محافظة الشمال تكنى بالفيحاء.
ثاني أكبر مدن لبنان بعد العاصمة بيروت. تاريخيًا نسب إليها اسم "طرابلس الشام" لتمييزها عن طرابلس الغرب، حيث كانت المدينة تابعة لما سمي بسورية الكبرى ما قبل 1948.
يحدها من الشمال قضاء المنية-الضنية، و من الشرق قضاء زغرتا، و من الجنوب قضاء الكورة.
تقع طرابلس على بعد 85 كيلومتر إلى الشمال من بيروت كما تبعد عن الحدود السورية نحو 40 كيلو مترًا. يمتزج فيها الحاضر بالتاريخ. وعرفت طرابلس منذ القدم بموقعها الجغرافي المميز لأنها صلة الوصل ما بين الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط والداخل السوري والعربي، مما جعلها مركزًا تجاريًا مهما على مستوى المنطقة ومنطقة الشمال.
مدينة طرابلس
تضم المدينة عددًا كبيرًا من البنى التاريخية والأثرية، ومتكاملة بأحيائها، وأسواقها، ودورها، وأزقتها المتعرجة الملتوية، والمسقوفة، ومعالمها، وتضم المدينة أكثر من 160 معلمًا، بين قلعة، وجامع، ومدرسة، وخان، وحمام، وسوق، وسبيل مياه، وكتابات، ونقوش، ورُنوك، وغيرها من المعالم التاريخية والفنية.
تربض مدينة طرابلس العاصمة الثانية للجمهورية اللبنانية فوق سهل، تغسل أطرافه الغربية مياه البحر الأبيض المتوسط، وتتفيأ بظلال سفوح جبال الأرز من جهة الشرق، ويشرف عليها من الشمال الشرقي جبل الفهود (تربل)، ويخترقها في الشرق نهر أبو علي المتدفق من الوادي المقدس قاديشا، وهو يفصل بين ربوتي (أبي سمراء)، و(قبة النصر).
يعود تاريخ طرابلس إلى ثلاثة 3500 عام، حيث أسسها الكنعانيون، وتعاقبت عليها الأمم والعهود من الكنعانيين حتى الانتداب الفرنسي، مرورًا بالرومان، والبيزنطيين، والعرب، والفرنجة، والمماليك، والعثمانيين.
تنقسم المدينة إلى قسمين القسم الأول هو الميناء والقسم الثاني هو المدينة نفسها إضافة إلى ضاحيتيها، البحصاص والبداوي، وشريطين ضيقين على امتداد شاطئ البحر، واحد باتجاه الشمال، والآخر باتجاه الجنوب. لتلامس مساحته 27 كيلومترا مربعا.
يبلغ عدد سكان طرابلس (الكبرى) القاطنين فيها حوالي 850 ألف نسمة تقريبًا، وتعتبر الكثافة السكانية فيه الأعلى على الإطلاق حيث تصل إلى 7086 شخصا في الكيلومتر الواحد.
يبلغ عدد سكان القضاء القاطنين فيه 250،000 نسمة تقريبا, أي ما يعادل 6 % من العدد الاجمالي لسكان لبنان, يتوزعون على ثلاث مدن و ثلاث بلديات، و تعتبر الكثافة السكانية فيه الأعلى على الاطلاق حيث تصل الى 7،086 شخصا في الكيلومتر الواحد.
مركز القضاء، مدينة طرابلس ثاني المدن اللبنانية بعد العاصمة بيروت من الناحيتين السكانية و الاقتصادية.
أصل التسمية
طرابلس هي تعريب لكلمة Τρίπολις) Tripolis) اليونانية ، والتي تعني المدن الثلاث. ويعود الاسم حيث أسس على أرضها أول اتحاد من نوعه في عالم ذلك الزمان، لثلاث من مدن فينيقيا القديمة: صور وصيدا وارواد،نشأت عنه مدينة فينيقية بثلاثة أحياء عمرانية وهي "محلاتا" و"مايزا" و"كايزا". شكلت تلك المدينة فيما بعد بأحيائها العمرانية الثلاثة النواة الأساسية التي قامت عليها طرابلس اليوم.
تؤكد المصادر التاريخية والتنقيبات الأثرية أن طرابلس كانت إحدى مدن الفينيقيين، حيث أسسوا فيها أول اتحاد لدويلات صيدا، وصور، وأرواد، وبذلك يمكن اعتبار طرابلس أول اتحاد أممي في التاريخ.
طرابلس العثمانية
دخلت طرابلس تحت السيادة العثمانية حين انتصر الأتراك على المماليك في مرج دابق سنة 922 هـ/ 1516 م. وأبقوا على النظام المتبع فيها بتعيين الكُفّال والنواب لبضع سنوات، إلى أن أصبحت تؤجر للإقطاعيين الذين ينيبون عنهم من يتولى حكمها وذلك اعتبارًا من سنة 928 هـ/ 1522 م.
قلعة طرابلس
أوجد العثمانيون عدة مناطق سكنية جديدة أحاطت بمدينة المماليك، فازدادت عمرانًا واتساعًا، وتضاعف عدد مساجدها ومدارسها وزواياها وتكاياها وحماماتها وخاناتها، حتى بلغ ما فيها 44 خانًا، وتجاورت المساجد والمدارس، بل تلاصقت، وكثر عددها بشكل يثير العجب، حتى أن المدرسة كانت تفصلها عن المدرسة القريبة منها مدرسة أخرى مجاورة، وبلغ عددها قبل ثلاثمائة سنة ونيف أكثر من ثلاثمائة وستين مسجدًا ومدرسة، على عدد أيام السنة. ومن المعالم العثمانية: تكية الدراويش المولوية، وحمام العظم (الجديد)، وجامع محمود بك السنجق، وجامع محمود لطفي الزعيم (المعلق)، والجامع الحميدي، وسبيل الباشا الوزير محمد باشا، وسبيل الزاهد، والتكية القادرية، وساعة التل. وأعادوا بناء القلعة والأبراج والحصون الساحلية والبوابات. واستعادت الميناء (طرابلس القديمة) دورها التجاري، فكثُرت فيها القنصليات الأوروبية، وأقيمت الوكالات والمخازن الضخام لاستيعاب المنتجات والبضائع الصادرة والواردة من القطن، والسكر، والصابون، والقماش، والفواكة، والثمار، والعطور، والجلود، والحبوب، وغيره.
خان الافرنج في طرابلس وهو شبيه بخان الافرنج في صيدا
يعتبر عهد الأتراك في طرابلس أطول العهود الإسلامية التي خضعت لسيادتها، حيث امتد حكمهم نحو نيف وأربعة قرون، باستثناء ثماني سنوات خضعت فيها للحكم المصري حين دخلها إبراهيم باشا ابن محمد علي الكبير سنة 1832 م. واتخذها قاعدة عسكرية أثناء حملته على بلاد الشام وأقام فيها. وعادت إلى الأتراك العثمانيين بعد جلاء المصريين عنها سنة 1840 م. ثم خضعت للانتداب الفرنسي سنة 1918 م. فكانت "ساعة التل" آخر ما تركه العثمانيون من آثار في طرابلس.
طرابلس المعاصرة
بقيت رائدة المدن الساحلية حتى عام 1920، عندما أصبحت كغيرها من المدن الساحلية جزءًا من دولة لبنان الكبير. ومع دولة الاستقلال 1943، أصبحت طرابلس العاصمة الثانية بعد مدينة بيروت، وأصبحت عاصمة محافظة لبنان الشمالي.
مناطق مدينة طرابلس
أبي سمراء، جبل محسن، قبة النصر،باب التبانة، السويقة والجسرين، الميناء، باب الرمل، ضهر المغر، البحصاص، المعرض، والزاهرية.، باب الحديد، الرمانة، النوري، التل وضاحيتيها: البحصاص والبداوي، المهاترة الظاهرية (معروفة بالزاهرية). المئتين بالإضافة إلى شريطين ضيقين على امتداد شاطئ البحر، واحد باتجاه الشمال، والآخر باتجاه الجنوب. وتدخل فيه القلمون
اسماء المساجد في طرابلس
تُعرف مدينة طرابلس بكثرة المساجد والتكايا والزوايا والمدارس الدينية التي يعود بناؤها لأيام المماليك والعثمانيين من بعدهم، حيث عماراتها المزخرفة وقناطرها المتناثرة. ويوجد في طرابلس العديد من الجوامع العريقة ومعظمها ذات طراز مملوكي ومنها:
الجامع المنصوري الكبير: يعد من أعظم المساجد الجامعة في طرابلس أسسه السلطان الأشرف خليل بن قلاوون في العام 1294 م. وهو أكبر وأقدم جوامع المماليك في طرابلس ولبنان على الإطلاق.
جامع العطار: من أكبر جوامع طرابلس وثالثها من حيث الأهمية بني في عصر المماليك. أسسه "بدر الدين بن العطار" أحد عطاري طرابلس الأثرياء سنة 1325 م على نفقته الخاصة فنسب إليه.
جامع البرطاسي: يعرف بجامع ومدرسة البرطاسي أو البرطاسية، وسمي نسبة إلى مؤسسة "عيسى بن عمر البرطاسي" عام 1310 م. وهو من أجمل الجوامع المملوكية.
جامع الأويسي: حمل اسم مشيّده "محي الدين الأويسي" الذي بناه عام 865 هـ. وفيه ضريح لمحمود بك السنجق، صاحب المسجد المعروف باسمه في التبّانة.
جامع التوبة: بني في عصر المماليك على يد السلطان الناصر محمد بن قلاوون نحو عام 1315 م. وجُدد في عهد ((بني سيفا)) أمراء طرابلس في العصر العثماني عام 1612 م.
جامع طينال: أجمل وأفخم جوامع طرابلس ولبنان، بناه الأمير سيف الدين طينال الأشرفي الحاجب عام 1336 م. وهو يضاهي أجمل جوامع القاهرة ودمشق.
إضافة إلى ما ذكر من مساجد هناك عشرات أخرى تزخر بها طرابلس ومنها:
جامع السيد عبد الواحد المكناسي المغربي الطراز،
مسجد البهاء، جامع شرف الدين الذي أسسه حاكم طرابلس العثماني،
جامع الحميدي نسبةً للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني الذي جدده،
مسجد الحُجَيْجيّة وهو من بقايا الأبنية الصليبية،
جامع أرغون شاه بناه الأمير المملوكي أرغون الإبراهيمي،
جامع الطحام المملوكي، جامع المعلق العثماني.
الكنائس في طرابلس وحي النصارى
حي النصارى في طرابلس يشكل مجمعًا أثريًا مسيحيًا حيث تتجمع عدة كنائس، أقدمها كنيسة مار نقولا للروم الأرثوذكس التي كانت في الأساس مصبغةً لأسرة طرابلسية مسلمة تنازلت عنها وحُولت إلى كنيسة عُرفت بكنيسة السبعة، وجرى تأسيسها عام 1809 م.
وبقرب كنيسة مار نقولا أقيمت كنيسة مار جاورجيوس للروم الأرثوذكس بين عامي 1862 و1873 م. وكنيسة مار ميخائيل للموارنة، وقد بُنيت عام 1889 م. تقابلها كنيسة صغيرة للاتين مُلحَقة بمدرسة الطليان. وعلى مقربة من شارع الكنائس هناك كنيسة مار يوسف للسُريان الكاثوليك، وكانت في الأسساس للفرنسيسكان، وبُنيت في القرن 19 م.
إضافة إلى ما ذكر عثر بجوار الجامع الأويسي على آثار كنيسة من عهد الصليبيين. ويشكل المسيحيين حوالي 5% من سكان المدينة، وتصل عدد المسيحيين في طرابلس مع القبة ما يقارب 30,000 مواطن، وتشير المصادر إلى هجرة العائلات المسيحية الطرابلسية من المدينة إلى الضواحي أو بيروت. ويضم المجتمع المسيحي حوالي 35 كنيسة في طرابلس.
مرفأ طرابلس
مرفأ طرابلس يعتبر البوابة الأساسية لدخول البضائع إلى منطقة الشرق الأوسط وعرف تاريخيًا بهذه الأهمية لقربه من الداخل السوري من دون عقبات جغرافية.
ساحل البحر في طرابلس
اشهر الحلوايات في طرابلس
كما تشتهر مدينة طرابلس بغنى آثارها وكثرة مساجدها والتكايا والزوايا فيها هي أيضًا تشتهر بصناعة الحلويات التي ذاع صيتها في كل أرجاء الوطن وتعدى الحدود والجغرافيا حتى أضحت الحلويات ملازمة لعراقة طرابلس وأصالتها الموصولة عبر تاريخها القديم العابق بالتراث.
ومن أبرز الأنواع التي تعرف بها المدينة:
الفيصلية، تاج الملك، الكلاج، حلاوة الجبن، ميرامار، بقلاوة، برمة، عش البلبل، كول وشكور، بسمة، وبصمة، حلاوة الشميسة، بلورية، إضافة إلى أنواع الكنافة والفروكة.
التعليم وجامعات طرابلس محافظة الشمال
في مجال التربية والتعليم تضم طرابلس وضواحيها عددًا كبيرًا من المدارس والجامعات من مختلف المستويات، حكومية وخاصة.
الجامعات الموجودة داخل طرابلس وفي ضواحيها:
- الجامعة اللبنانية - فرع شمال لبنان
-جامعة القديس يوسف (اليسوعية) - فرع شمال لبنان
- جامعة المدينة (المنار سابقا)
-جامعة بيروت العربية في طرابلس
- جامعة الجنان
- جامعة البلمند (في قلحات بقضاءالكورة، قرب حدود المدينة)
- جامعة سيدة اللويزة - فرع شمال لبنان (في برسا بقضاءالكورة قرب حدود المدينة)
- جامعة طرابلس
- جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا - فرع شمال لبنان (في القلمون، عند حدود المدينة)
شبكة الشفاء العالمية