فاجتمعت الخصومة في الجلسة التالية، فسألتهم إذا كانا قد تراجعا عن الطلاق فأكد الطرفان الإصرار على الطلاق.
فأجلت الجلسة وهما في قمة الإنزعاج يريدان إنهاء حياتهما الزوجية بأسرع ما يمكن.
وبالرغم من تذمرهم أجلت القضية عدة مرات.
ثم عقدت جلسة وطلبت من الرجل أن يجلس على كرسي وامامه طاولة وأن يكتب عشر حسنات لزوجته.. حسنات فقط ، وهذا شرط حتى احكم بطلاقهما..
قلت له لن أقرأ ما ستكتب..
أنتما فقط ستقرأن فاكتب دون خجل.
وبعد إنتهاء الزوج من الكتابة طلبت من الزوجه أن تقرأ بسرها ما كتبه زوجها.
فبدأت الزوجه تقرأ وتنظر في وجه زوجها وبدأت الإبتسامة ترتسم على وجهها وبدأت تزداد الإبتسامة وهي تنظر في عين زوجها.
تارة تلقي نظره جريئة وتارة تنظر نظرة خجل وترمي ببصرها غضا لقدميه.
والزوج دائم النظر وابتسامته مستدامة..
ثم طلبت من الزوجة أن تكتب عشر حسنات لزوجها، فكتبت عشر حسنات، ولما انتهت بدأ الزوج يقرأ ويبتسم ويمعن النظر بزوجته وهي تارة تنظر في عينيه وتارة للأرض.
يقول القاضي: ولم يكن سواي وسواهما في القاعة فخرجت لدقيقتين.
ولما عدت سمعت همسا يعاتب حبا قد كان.
فطلبت منهما عدم التكلم معي وأن يخرجا سويا (ويا حبذا لو ذهبا لتناول طعام الغداء في مطعم ما) ثم يعودان لي غدا وأنا سأنطق بالحكم الذي تريدانه.
فوافقا وخرجا..
وعادا من الغد ويداهما متعانقتان ووجهيهما مبتسمين.
فقلت لهما: هل أثبت الطلاق؟.
قالا بصوت واحد: لا.. نحن عدنا لبعضنا بالأمس وأنتهت كل المشاكل بيننا بما استعدناه من الحب الذي بيننا ...
يقول القاضي: وإلى الآن لا أعلم لا أنا ولا أنتم ماذا كتبا...
فدائما إذا اختلفتما .. فلينظر كل واحد منكما لحسنات الآخر , افتحوا صفحة جديدة .. وسوف يجعل الله من بعد عسر يسرا , ان ابغض الحلال عند الله الطلاق ..
صلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..