العلاج بزيت الضرو وفوائده النادرة

ومن بين هذه الكنوز المنسية يبرز زيت الضرو، المعروف في المغرب العربي خاصة، والذي يحمل أسراراً طبية وعلاجية قلّما تحدث عنها الطب الحديث. فما هو هذا الزيت؟ وما هي فوائده؟ وكيف يمكن استخدامه بأمان؟

ما هو زيت الضرو؟
زيت الضرو يُستخرج من ثمار أو أوراق شجرة "الضرو"، والتي تُعرف أيضاً باسم المصطكى البرّي أو البيستاشيا البرية (Pistacia lentiscus). تنمو هذه الشجرة في مناطق البحر المتوسط، خصوصاً في الجزائر وتونس والمغرب، ويتميز الزيت المستخرج منها برائحة قوية ونفاذة ولون مائل إلى الأخضر الداكن.

فوائد زيت الضرو النادرة:

1. علاج البواسير والتهابات الشرج
من أقدم استخدامات زيت الضرو في المغرب، دهن منطقة الشرج بزيت الضرو لتهدئة الالتهاب وتقليل الانتفاخ والنزيف الناتج عن البواسير. يعمل كمضاد للالتهاب ويساعد على ترميم الأنسجة.

2. تسكين آلام المفاصل والروماتيزم
بفضل خصائصه المضادة للالتهاب، يُستخدم زيت الضرو موضعياً لتخفيف آلام المفاصل والظهر، خاصة عند كبار السن. يُمزج أحياناً مع زيت الزيتون أو زيت النعناع لفعالية أكبر.

3. علاج الحروق والجروح الجلدية
يُستخدم في الطب الشعبي لتهدئة الحروق السطحية، وكمطهر للجروح، حيث يساعد على منع العدوى وتسريع التئام الجلد.

4. صحة الجهاز التنفسي
يُستخدم في التبخير لعلاج أمراض الصدر مثل الربو والسعال المزمن. تُضاف بضع قطرات منه في الماء الساخن ويستنشق البخار.

5. تجميل البشرة ومحاربة التجاعيد
يعمل على تنعيم الجلد الجاف والمتهيج، وله خصائص مضادة للأكسدة تحمي من شيخوخة الجلد. يستخدم في وصفات طبيعية لتغذية البشرة وإعادة نضارتها.

طريقة الاستخدام:
موضعياً: يُدهن بكمية صغيرة على المكان المراد علاجه، مرة إلى مرتين يومياً.

تبخيراً: 3–5 قطرات في ماء مغلي للاستنشاق.

خلطات تجميلية: يُمزج مع زيوت طبيعية أخرى حسب الحاجة.

تحذيرات مهمة:
لا يُستخدم داخلياً (لا يُشرب).
يجب اختبار كمية صغيرة على الجلد لتجنب التحسس.
يُحفظ في مكان بارد ومظلم للحفاظ على خصائصه العلاجية.

خلاصة:
زيت الضرو من الكنوز الطبيعية التي قلّ الحديث عنها رغم فعاليته في علاج العديد من المشاكل الصحية، لا سيما الجلدية والتنفسية. وإذا ما تم استخدامه بالشكل الصحيح، يمكن أن يكون علاجاً فعالاً وآمناً بعيداً عن الكيماويات الضارة.

لمسة إيمانية:
قال رسول الله ﷺ:
"إن الله لم يُنزل داءً إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله" رواه أحمد.

فلعل في زيت الضرو دواءً لِما عجزت عنه الأدوية الحديثة، فسبحان من جعل في الطبيعة شفاءً وراحة.