الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن خروج الودي والمذي من المرأة أو الرجل يوجب الوضوء، وهذا بإجماع العلماء.
وأما خروج المني بشهوة من الرجل أو المرأة يقظةً فهو يوجب الاغتسال، وكذلك خروج المني من الرجل أو المرأة في النوم وهو الاحتلام يوجب الغسل.
فإذا ما استيقظ الرجل أو المرأة ووجد آثار المني فيجب عليه الاغتسال، سواء رأى في المنام شيئًا أو لم يَرَ، ولكن لو رأى الشخص في المنام شيئًا ثم استيقظ من نومه ولم يجد أثرًا للمني فلا يجب عليه الغسل .
فقد أخرج الإمام مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: جاءت أمُّ سُليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة من غسلٍ إذا احتلمت؟! فقال: نعم، إذا رأت الماء. أي المني.
أما صفة مني المرأة فهو أصفر رقيق، وقد يبيضُّ لزيادة القوتِ، وله خاصيتان يعرف بواحدةٍ منهما. إحداهما: أن رائحته كرائحة مني الرجل، ورائحة مني الرجل كرائحة طَلْع النخل، ورائحة الطلع قريبة من رائحة العجين.
وقال بعض العلماء: إنه إذا يبس فإن رائحته كرائحة البول.
والخاصية الثانية: التلذذ بخروجه وفتور شهوتها عقب خروجه. قالوا: ويجب الغسل بخروج المني بأي صفة وحالٍ كان.
وأما المذي: فهو ماءٌ أبيض رقيق لزج يخرج عند الشهوة الصغيرة لا بدفق، ولا يأتي بعده فتور، وربما لا يحس الإنسان بخروجه.
فالفرق بينه وبين المني أن المني يخرج بشهوة، بينما المذي لا يخرج بشهوة، بل عند الشهوة، كأن تلمسين زوجك أو يلمسك.
وأن المني: في الغالب يخرج بتدفق، بينما المذي لا يخرج بتدفق بل قد لا يحس الإنسان بخروجه. والمني يصاب الإنسان بعد خروجه بفتور، بينما المذي لا يصاب الإنسان بعد خروجه بفتور.
والمذي نجس يجب غسله من الثياب، ويجب غسل الفرج من آثاره، وكذلك يجب غسل ما أصاب البدن منه، بينما المني الراجح أنه طاهر ولكن يستحب غسله.
وأما الودي: فهو ماء أبيض ثخين كدر يخرج بعد البول أو مع البول وهو نجس، وسبب خروجه حمل شيء ثقيل أو التعب والإرهاق، وهو يخرج من غير شهوة.
والفرق بينه وبين المذي أن المذي يخرج عند الشهوة والودي لا يخرج عند الشهوة ولا بشهوة، وهو نجس ويوجب الوضوء فقط.
والله أعلم.