السؤال:
أفتوني جزاكم الله خيراً...
ما حكم عمل الكاوافيره إذا كانت لا تعمل ما هو حرام كالنمص والتشقير والوصل فقط عمل مكياج وتسريحه وهل المال الذي اكسبه حرام؟ أفتوني جزاكم الله خيراً
الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعـد:
إذا كان الحال كما ورد في السؤال فإنه يجوز للمرأة أن تعمل فيما يسمى بالكوافير، وذلك بتصفيف الشعر للمحجبات، ويجوز للمرأة أن تمارس مهمة تزيين الزوجة لزوجها، والعرائس لأزواجهن، وذلك لما رواه الطبري أن امرأة أبي إسحاق دخلت على عائشة رضي الله عنها، وكانت شابة جميلة يعجبها الجمال، فقالت: "المرأة تتحف جبينها لزوجها؟ فقالت رضي الله عنها: "أميطي عنك الأذى ما استطعت"، فمثل هذه الأعمال لا مانع من أن تقوم بها المرأة.
وبالنسبة لتصفيف شعر غير المحجبات، فإنه ينبغي على المرأة المسلمة العاملة بالكوافير أن تتجنبه فالذي أخشى أن تكون الأخت السائلة ممن يشيعون الفتنة بين المؤمنين... كما ولا يجوز أن تعملي تجميلاً أو مكياجاً لامرأة تدخل المحل سافرة، لأنها ستخرج أكثر جمالاً أو تجملاً مما كانت عليه، وسوف تجذب الأنظار، فتكونين شريكة معها في الإثم بسبب الإعانة عليه، لكن لو دخلت بعباءتها لتخرج متغطية بها وتذهب إلى بيتها فلا شيء حينئذ...
وإليك بعض الضوابط أختي الكريمة في مثل هكذا مهنة:
1 - أن يتحقق في المكان خلوه من المحاذير الشرعية، بأن يخلو المكان من وجود الرجال، لأنه مخصص للنساء وتتكشف فيه العورات في الغالب.
2 - ألا يكون في المكان أو يرتاده بشكل ثابت من عُرف بسوء السمعة.
3 - ألا يعرض مجلات أو تسجيلات فيديو وغيره مما هو مخل بالآداب والخلق، وبشكل عام يتحاشى كل ما هو محظور في الشرع.
4- وينبغي أن يصحب هذا كله التوجيه الإسلامي بأن هذه الزينة لا تحل إلا للزوج أو الصديقات والأهل، ووجوب إزالة ما يحول دون وصول الماء إذا أرادت المرأة أداء عبادة الصلاة. وأما بالنسبة لحف الوجه فلا شيء فيه، وكذا يجوز أيضاً حف الساقين والساعدين، شريطة ألا يكون فيه كشف لعورة المرأة وهي فيما بين السرة والركبة...والله تعالى أعلم
الشيخ محمود أحمد سمهون
إمام مسجد الحاج بهاء الدين الحريري - لبنان