الإخوان المسلمون في العالم على أعتاب مرحلة تنظيمية جديدة -1

  محيط البوك الخبر

قسم الاخبار
  الإخوان المسلمون في العالم على أعتاب مرحلة تنظيمية جديدة -1     
 

الكاتب :    

 
 

 الزوار : 2219 |  الإضافة : 2009-11-13

 

الخطب المكتوبة والمقالات

 مقالات الاستاذ فادي شامية



تعيش حركة "الإخوان المسلمين" أجواء انتخابات داخلية، في مصر حيث "مكتب الإرشاد"، وفي عدد من دول العالم (من بينها لبنان). الحركة التي تأسست على يد الإمام الشهيد حسن البنا، عام 1928، بلغت حداً من التوسع جعلها محملةً بالكثير من المشاكل والتحديات المركزية والقُطرية،

"الإخوان المسلمون" في العالم على أعتاب مرحلة تنظيمية جديدة:

هموم قـُطرية تثير تباينات! 1/2

فادي شامية

اللواء- الجمعة,13 تشرين الثاني 2009 الموافق 25 ذو القعدة 1430 هـ

تعيش حركة "الإخوان المسلمين" أجواء انتخابات داخلية، في مصر حيث "مكتب الإرشاد"، وفي عدد من دول العالم (من بينها لبنان). الحركة التي تأسست على يد الإمام الشهيد حسن البنا، عام 1928، بلغت حداً من التوسع جعلها محملةً بالكثير من المشاكل والتحديات المركزية والقُطرية، إذ تنتشر الحركة اليوم، وبأسماء مختلفة، في أكثر من ثمانين بلداً حول العالم، من بينها كل الدول العربية والإسلامية تقريباً.

وتعتمد الحركة مبدأ ترك الحرية للتنظيمات الإخوانية في رسم سياساتها الداخلية ضمن "المنهج الإخواني"، وتحت شعار: "أهل مكة أدرى بشعابها"، الأمر الذي يظهر مقاربات مختلفة، بين الفروع الإخوانية في العالم، من العديد من القضايا المتشابهة، فضلاً عن تأثر هذه الفروع بمواقف المرشد العام، إذ في أحيان كثيرة لا تكون هذه المواقف متوافقة مع السياسة التي يرسمها "الإخوان" في بلدهم ( موقف "إخوان" سوريا من النظام في بلادهم، مقابل موقف "مكتب الإرشاد" وحركة "حماس" منه على سبيل المثال لا الحصر).

ومن المقرر أن تنهي الحركة الأم في مصر انتخاباتها الداخلية قبل نهاية العام الجاري، وأن تختار مرشداً جديداً لها، بعد استقالة المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف (تنتهي ولايته أساساً مع نهاية العام الجاري)، بسبب رفض أمين عام الجماعة محمود عزت، تصعيد القيادي البارز في الجماعة عصام العريان إلى عضوية "مكتب الإرشاد".

وليست "الخضة" المتعلقة برفض بعض أعضاء "مكتب الإرشاد" تصعيد عصام العريان إليه وما تبعها، هي الاستحقاق الوحيد أمام "الإخوان"، فثمة العديد من الملفات الكبرى التي يتعاطى معها "الإخوان" من زوايا مختلفة، لعل أهمها ما يأتي:

مشكلة الحوثيين في اليمن

يلتزم "التجمع اليمني للإصلاح" (إخوان مسلمون) موقف الحياد في الصراع الدائر بين الحكومة والحوثيين في صعدة. أسباب هذا الموقف تعود إلى موقف الرئيس علي عبد الله صالح منتصف تسعينيات القرن الماضي، حيث كان يغض الطرف عن نشاط حركة "الشباب المؤمن" -التي هي نواة حركة الحوثي- بهدف ضرب نفوذ "الإصلاح" في صعدة والحد من التغلغل الإخواني في عدد من المناطق بالمحافظات المجاورة. كما تخشى الحركة إن هي أخذت مواقف حادة ضد الحوثيين أن تقحم القبائل في الصراع، ما يعني حرباً أهلية في كل اليمن.

وقد انعكس هذا الموقف الحيادي على موقف "مكتب الإرشاد" عموماً من المشكلة، وعلى البيان الذي أصدرته الجماعة قبل أيام تحت عنوان: "نداء من الإخوان المسلمين إلى خادم الحرمين الشريفين لحقن دماء المسلمين"، دعته فيه إلى "وقف القتال فوراً لمنع إراقة الدماء الحرام" معتبرة أن من حق المملكة السعودية الدفاع عن أراضيها لكن "دور السعودية وملكها أكبر من ذلك بكثير".

وقد شكّل هذا البيان على وجه التحديد، مادة لنقاش داخلي بين "إخوان" الخليج، و"الإخوان" في اليمن ومصر، إذ اعتبر الخليجيون، أن البيان لم يكن موفقاً، وأن الحوثيين يشكلون خطراً حقيقياً، ليس على اليمن فحسب، بل على المملكة السعودية أيضاً، وأن الموضوع مرتبط بالمشروع الإيراني بوضوح، وأنه ليس من المناسب أن يبدو "الإخوان" وكأنهم يبررون لهذا المشروع أعماله، وأنه إذا كان لـ "الإخوان" اليمنيين رأيهم فيما يجري في بلادهم، إلا أن الموضوع تغيّر بعد الاعتداء على المملكة من قبل الحوثيين. (وكانت الصحف السعودية انتقدت بيان "الإخوان" واستنكرت عدم صدور أي بيان إدانة واضح للحوثيين من "الإخوان"، عند مهاجمتهم للأمن السعودي، ثم تسللهم إلى داخل الأراضي السعودية).

معضلة الإخوان المزمنة في سوريا

يعيش تنظيم "الإخوان المسلمين" في سورية، منذ سبعينيات القرن الماضي، محنة كبيرة تتمثل قمتها في صدور القانون 49/1980 الذي يحكم بالإعدام على كل من ينتمي، ولو بالشبهة، إلى هذا التنظيم، ما خلّف آلاف الأسر المنكوبة، في سورية وفي الخارج، ما زالت تعيش محنة الاعتقال أو الإبعاد أو التشريد أو الحرمان من الحقوق المدنية.

في 5/4/2009، أعلن "الإخوان المسلمون" في سورية انفصالهم عن "جبهة الخلاص الوطني"، التي تأسست في 17/3/2006 في بروكسل، من شخصيات وتنظيمات سورية، عربية وكردية معارضة، تصدّر فيها مكونان رئيسان؛ "الإخوان المسلمون" في سوريا، والنائب السابق لرئيس الجمهورية السورية عبد الحليم خدام، وذلك بعد نحو شهرين ونصف على إعلان الأخير انشقاقه عن النظام السوري.

وبُعيد إعلان التحالف الجديد بين "الإخوان" وخدام، تلقى "الإخوان السوريون" انتقادات من مكتب الإرشاد في مصر، ومن فصائل إخوانية أخرى، لا سيما؛ "حماس" و"الإخوان الأردنيون"، إذ اعتبر هؤلاء أن هذا التحالف يتساوق مع الرغبات الأميركية، وظلت المسألة محل تباين، إلى أن وقعت الحرب على غزة، فاضطر مراقب "الإخوان" في سوريا (مقيم في بريطانيا) علي صدرالدين البيانوني إلى إعلان "التوقف عن أي نشاط معارض للنظام السوري"، معتبراً أن "هذه الهدنة جاءت في سياق الأحداث والظروف التي فرضها العدوان الصهيوني الذي يتعرض له إخوتنا في قطاع غزة، توفيراً لكل الجهود للمعركة الأساسية".

كان يأمل "الإخوان السوريون" أن تجد هذه "الخطوة الكبيرة"، صدى لدى النظام في دمشق، سواء من تلقاء نفسه، أو بناءً على الوساطات، التي تولاها على الفور عدد من التنظيمات والشخصيات "الإخوانية"، كان آخرهم الإسلاميون الأتراك. لكن الأزمة لم تحل، فأعلن "الإخوان السوريون" انتهاء الهدنة مع النظام من جهة، وبدأوا بمطالبة "مكتب الإرشاد" والتنظيمات "الإخوانية" في العالم، ولا سيما "حماس"، أخذ موقف لمناصرتهم إزاء محنتهم.

وفي هذا الإطار تسرّب إلى الإعلام نص الرسالة التي أرسلها البيانوني إلى "مكتب الإرشاد" تحت عنوان: "إهابة ورجاء"، طالب فيها بمقاطعة التنظيمات "الإخوانية" في العالم لمؤتمر الأحزاب العربية الأخير، بسبب انعقاده في دمشق (11- 13 تشرين ثاني الجاري)، مؤكداً على الشعور "بالألم البالغ، لأيّ علاقة بين النظام السوريّ وأيّ تنظيمٍ إخوانيّ أو إسلاميّ أو أيّ شخصية إسلامية، دون مراعاة لأوضاع إخوانهم المضطهدين في سورية".

خلافات "الإخوان" في الأردن

تزايدت في الآونة الأخيرة الخلافات بين قيادات جماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن، فالتبايات كانت قائمة أساساً، لكنها تفاقمت بشدة عندما تسرّب للإعلام تقرير داخلي حول طريقة تعاطي "الإخوان" مع الدولة (المشاركة البرلمانية، المشاركة في الوزارة، الدخول في مجلس الأعيان...)، ما أدى إلى حل المكتب السياسي، وإعادة هيكلة المكتب الإعلامي، وتقديم استقالات جماعية من المكتب التنفيذي، تبع ذلك ولادة ما أطلق عليه اسم التيار الإصلاحي، الذي تقاذف الاتهامات الإعلامية مع باقي القيادات "الإخوانية".

وقد زاد الطين بلة عودة الحديث عن الانقسام بين "الإخوان" من أصول فلسطينية و"الإخوان" من أصول أردنية، وبين من يريد تبني برنامج "حماس" في الأردن، وبين من يريد أن يعطي للشأن الأردني الداخلي مساحة أوسع في خطاب وبرامج الجماعة، وبين صقور وحمائم، وغير ذلك من التسميات التي أطلقها الإعلام.

وبغض النظر عن صحة توصيف الصحف الأردنية لجذر الخلاف، فإن الثابت أن الجماعة في الأردن تعصف بها أزمة حادة، وأنها على شفير الانشقاق ما لم يجر تدارك الوضع، خصوصاً أن الخلافات انتقلت إلى القواعد.

غداً: مشكلات "إخوان" الجزائر والعراق وإيران


 
          تابع أيضا : مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


2 + 8 =

/300
  صورة البلوك ملتقى الشفاء الاسلامي
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع