نبات الغار علاج لاضطرابات الجهاز التنفسي والهضمي
نبات شجري يتراوح ارتفاعه ما بين مترين إلى عشرة أمتار ذو ساق أجرد واللحاء ناعم أسود اللون وخشبه أصفر باهت له فروع منتصبة. أوراقه خضراء قاتمة لماعة من الأعلى متموجة الأطراف متبادلة والنبات دائم الخضرة.
الأزهار تتجمع على هيئة عناقيد في ابط الأوراق ذات لون أبيض مصفر. الثمرة عنبة تشبه ثمرة الكرز سوداء اللون عند النضج يوجد بكل ثمرة بذرة واحدة. رائحة النبات عطرية والطعم عطري مميز.
يعرف النبات بعدة أسماء شعبية مثل الرند، دفنة، لورة، وعصا موسى
يعرف علمياً باسم Laurus nobilis.
الموطن الأصلي لنبات الغار:
يعتبر الموطن الأصلي لنبات الغار بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط وينبت في سواحل الشام والغور والجبال الساحلية.
الأجزاء المستعملة: من نبات الغار؟الأجزاء المستعملة الأوراق والثمار.
المحتويات الكيميائية لأوراق وثمار الغار:
بالنسبة للأوراق فهي تحتوي على زيت طيار وأهم مركبات هذا الزيت مركب السينيول كما تحتوي على مركبات سيسكوتربينية وكذلك قلويدات ايزوكوينولية.
أما الثمار فتحتوي على زيت طيار وأهم مركبات هذا الزيت: السينيول، والفاوبيتا باينين، وسترال وميثايل سناميت. كما تحتوي على سسكوتربينات لاكتونية ودهون ومواد عفصية ومواد مرة.
ماذا قال الأقدمون عن الغار؟
من الأساطير والخرافات التي قيلت عن الغار أن أوراقه تعتبر منذ القدم رمزاً للانتصار وكانت الشجرة محترمة جداً عند اليونانيين وروى أن "اسقليموس" كان في يده قضيب منها لا يفارقه وكان الحكماء يلبسون على رؤوسهم أكاليل من الغار ويشرفونه ويرفعون قدره.
وروى القدماء عنه بعض الأساطير منها أن حامل جزء منه ينال الجاه والقبول وقضاء الحوائج، وإذا تبخرت به الفتاة العازبة قبل طلوع شمس يوم الأربعاء تزوجت، وان جعل في بضاعة بيعت، ومن توكأ على عصى منه أحد بصره وقويت همته، وان اغتسل به في الحمام ازال التعسر، وابطل السحر.
وكان المصريون القدماء يضعون من أوراق الغار الذي كانوا يسمونه آنذاك باللغة الفرعونية "باعرت" وبالقبطية "أوريتا" كانوا يضعون من أوراقه أكاليل ونظراً لتقدير الفراعنة لهذا النبات أصبح بعد ذلك رمزاً للنصر والفخر عند الاغريق الذين كانوا يتوجون باغصانه الأبطال والشعراء والتصق اسم هذا النبات بأحد الهتهم "أبو لون" ولذلك اطلقوا على ثماره "ثمار أبو لون".
وقد استخدمه الفراعنة حيث استخدموا أوراقه وزيته في علاج بعض الأمراض وخاصة الروماتزم والجروح والقروح وجاء ضمن دهان لعلاج الصداع.
وقد قال ابن سينا في الغار
"ينفع أوجاع العصب كلها وزيته يحلل الاعياء والصداع ويزيل أوجاع الأذن ويدر الحيض ويتخذ منه لعوق بالعسل لقروح الرئة وإذا طبخ ورقه ينفع من أمراض المثانة والرحم.. والشراب منه للإسهال وإذا شرب من قشره مقدار معين فتت الحصى".
وقال أبو بكر الرازي: "يعالج مغص الامعاء بحب الغار اليابس ومن كان يشكو من القولون فيأخذ الثوم مع ورق الغار الطري أو حب الغار فيسكن الألم".
وقال ابن البيطار: "الغار حبة على شكل البندق الصغير ينقع مع خبز وسويق للأورام الحادة، وينفع من القشعريرة مروخاً ودهاناً".
وقال داود الانطاكي: "الغار مر الطعم طيب الرائحة يجعل بين التين فيطيبه ويمنع تولد الدود فيه، والغار حار يابس في الثانية وحبه في الثالثة كالزيتون مستأصل لأنواع الصداع والربو وضيق التنفس والسعال المزمن والرياح الغليظة والمغص والقولون والطحال وجميع أمراض الكبد والكلى والحصى شراباً بالعسل ويذهب الصرع وأوجاع الظهر والمفاصل وعرق النسا والنقرس".
وقد كتب الطبيب الاغريقي دسقورديس في القرن الميلادي الأول ان لحاء الغار يفتت حصى الكلى ويفيد لأمراض الكبد. وكانت تستخدم لزقة من الأوراق لتفريج قرصات الزنابير والنحل.
ماذا قال عنه الطب الحديث؟
يستخدم الغار بشكل رئيسي لعلاج اضطرابات الجهاز التنفسي والهضمي وتلطيف أوجاع المفاصل ويعتبر مقويا للمعدة ومنبها للشهية وإفراز العصارات الهضمية وعندما تستخدم أوراقه في الطهي تحض أوراق الغار على الهضم وامتصاص الغذاء.
كما يساعد على تفكيك الطعام الغليظ مثل اللحم. كما يستخدم الغار للحث على بدء دورات الحيض. وتستخدم الأوراق بكثرة في أوروبا لعمل الحساء وفي الطهي فيطيب نكهة الأكل، يعتبر الغار قاتلا للبكتيريا وذلك لاحتوائه على الزيت الطيار وكذلك يستخدم في علاج كثير من الأمراض الجلدية وكذلك في قرصات بعض الحشرات مثل النحل والدبور والبعوض والبق وخلاف ذلك.
ويستخدم الزيت الطيار في تحضير المراهم والصابون وذلك كمطهر للجلد. كما يستخدم على نطاق واسع في الطب البيطري.