مشاكل الدورة الشهرية
إذا كانت المرأة تواجه مشاكلَ في دوراتها الشهرية (الطمثية)، أو كانت تلك الدورات تؤثِّر سلباً في حياتها، فهناك الكثير من الدعم والحلول التي يمكن أن تساعدَها على تجاوز ذلك.
تكون الدورة الشهرية منتظمة عند معظم النساء، فتتكرَّر كل 28 يوماً، ويستمرُّ الطمث بين ثلاثة إلى سبعة أيَّام. ولكنَّ بعض النساء يواجهن مشاكلَ مع الدورة الشهرية.
من المفيد أنَّ تقومَ المرأة التي تواجه مشاكلَ في دورتها الشهرية بالاحتفاظ بسجل تُدوَّن فيه الأعراضُ التي عانت وتعاني منها في أثناء دورتها الشهرية، وذلك لإطلاع الطبيب عليها عندما تزوره لاستشارته.
آلام الدورة الشهرية
من الشائع حدوث بعض الألم في أثناء الدورة الشهرية. ينجم هذا الألمُ عن تقلُّصات الرحم لطرح دم الطمث.
قد تساعد التمارينُ الرياضية في التخفيف من شدَّة الآلام، كما يمكن للمرأة أن تتناول بعضَ مسكِّنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، والأفضل أن تستشير الطبيب عن الأنواع التي ينصح بها.
إذا كان الألم شديداً جداً بحيث إنَّه يؤثِّر في مجرى الحياة اليومية للمرأة، فلابدَّ لها من استشارة الطبيب. يمكن لأدوية منع الحمل الهرمونية أن تخفِّف من آلام الطمث أو الدورة الشهرية، مثل الحبوب المشتركة (المحتوية على هرموني البروجستيرون والإستروجين) ووسائل منع الحمل داخل الرحم (اللوالب)، واللصاقة الهرمونية، والحقن الهرمونية.
غزارة الدورة الشهرية
تتفاوت غزارة دم الطمث بين امرأة وأخرى بصورة طبيعية، ولكن إذا كانت المرأة تعاني من طمث غزير جداً يؤثِّر سلباً في حياتها، فلابدَّ لها من طلب المساعدة الطبية.
يجب على المرأة أن تخبر طبيبها عن النزف الذي تواجهه، وعن عدد المرات التي تضطر فيها إلى تبديل الفُوَط. سيقوم الطبيب بتحرِّي سبب النزف الغزير، وقد يحتاج إلى إجراء اختبارات وفحوص دموية.
يُنصَح باللجوء إلى عدد من المعالجات لآلام الطمث:
بعض أنواع أقراص منع الحمل الهرمونية، مثل الوسائل داخل الرحم (اللوالب)، أو الغرسات، أو الحقن، أو الحبوب الفموية المشتركة.
حمض الترانيكساميك.
مضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل البروفين).
البروجستيرون
في بعض الحالات، قد يتم اللجوء إلى العمل الجراحي إذا لم تكن المعالجات الدوائية مفيدة، أو عند وجود مشاكل في الرحم، مثل الأورام الليفية (أورام غير سرطانية). قد تتضمَّن الجراحة إزالةَ الأورام الليفية أو بطانة الرحم أو استئصال الرحم بالكامل.
الدورات الشهرية غير المنتظمة
تدوم فترة الطمث ما بين يومين إلى سبعة أيَّام، وتبلغ وسطياً خمسة أيام.
قد تعاني بعضُ النساء من دورات طمثية غير منتظمة، ونعني بذلك تبايناً في عدد الأيام بين الدورات الطمثية، وتبايناً في مقدر الدم النازف في كل دورة، وتبايناً في عدد أيَّام الطمث.
غياب الدورة الشهرية
قد يشير غياب الدورة الشهرية أو انقطاعُ الطمث إلى وجود مشكلة كامنة لدى المرأة، أو إلى نقص كبير في الوزن.
متلازمة ما قبل الدورة الشهرية
يُعتقد أنَّ متلازمة ما قبل الطمث (أو ماقبل الدورة الشهرية) على علاقة بتبدُّل مستويات الهرمونات خلال الدورة الطمثية. لا تعاني جميعُ النساء من متلازمة ما قبل الطمث، في حين تختلف نوعية وشدة الأعراض فيما بين النساء اللواتي يعانين منها.
تؤثِّر الحالات الشديدة من متلازمة ما قبل الطمث في حياة المرأة وعملها، وتعيقها عن القيام بواجباتها خلال الأيَّام التي تسبق حدوث الطمث.
تتضمَّن الأعراض ما يلي:
تقلُّبات في المزاج.
حدَّة في الطباع.
اكتئاب.
صُداع.
حس انتفاخ في البطن.
آلام صدرية.
قد تزداد الأعراضُ سوءاً خلال النصف الثاني من الدورة الطمثية، ومن ثم تتلاشى وتزول بعدَ بدء الدورة الطمثية التالية.
قد تستفيد بعضُ النساء من النصائح الصحِّية العامة، مثل اتباع نظام غذائي متوازن، والتقليل ما أمكن من تناول الكافيين، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام للمحافظة على الرشاقة. كما قد تفيد المعالجةُ السلوكية المعرفية، حيث يقوم المعالج النفسي بمساعدة المرأة على اكتشاف السلوكيات السلبية لديها، وإرشادها إلى الإستراتيجيات التي تساعد على تغييرها.
قد يفيد تناولُ الفيتامينات أو اتِّباع بعض طرائق الطب البديل في التخفيف من آثار متلازمة ما قبل الطمث، ولكنَّنا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث في هذا الصدد للوصول إلى دليل علمي قاطع. تشير الأبحاثُ التي بين يدينا اليوم إلى فائدة قد تحقِّقها بعض النساء اللواتي يعانين من هذه المتلازمة عند تناولهن المغنزيوم ونبتة الآجنوس كاستوس (كف مريم) Agnus Castus.
قد تتداخل بعض المعالجات البديلة مع الأدوية التقليدية، ولذا من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء بأي منها.
تتضمَّن المعالجات الأخرى ما يلي:
حبوب منع الحمل المشتركة (المحتوية على البروجستيرون والإستروجين).
أنواع محدَّدة من مضادَّات الاكتئاب: مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية SSRI ، أو مثبطات استرداد السيروتونين والنورأدرينالين SNRI.
قد تكون المرأة مصابة بحالة نفسية معيَّنة، فلا تزول الأعراض بعد انتهاء الدورة الطمثية، ويدلُّ ذلك على أنَّ متلازمة ما قبل الطمث ليست المسؤولة عن تلك الأعراض، وفي مثل تلك الحالة قد يفيد علاجُ الحالة النفسية في تحسُّن الحالة.
الانتباذ البطاني الرحمي (هجرة البطانة الرحمية، البطانة الرحمية المهاجرة)
في هذه الحالة، تظهر خلايا البطانة الرحمية في أماكن أخرى من الجسم، وغالباً ما يكون ذلك في الناحية البطنية، بما في ذلك الحوض والمبيضان وقناتا فالوب (البوقان الرَّحميَّان).
تحث الهرمونات في أثناء الدورة الطمثية أحدَ المبيضين على تحرير بويضة، كما تحث تلك الهرمونات بطانةَ الرحم على أن تصبح أكثر سماكة. إذا لم يتم تلقيح البويضة، فإن بطانة الرحم تتوسف وتنزف وتُطرح خارج الجسم بشكل طمث. وهذا ما يحدث في حالة الخلايا المنتبذة أو المهاجرة في أماكن أخرى من الجسم، حيث تتوسَّف وتنزف، ممَّا يسبب التهاباً وألماً والتصاقاتٍ في أماكن وجودها.
لا تظهر الأعراضُ لدى جميع النساء، ولكن الأعراض العامة لذلك تشتمل على ما يلي:
دورات طمثية غزيرة أو مؤلمة أو غير منتظمة.
ألم في أثناء الجماع أو بعدَه.
عقم.
صعوبة في التبرُّز.
قد تختلط هذه الأعراضُ مع أعراض لحالات أخرى، ووحده تنظير البطن القادر على إرشادنا إلى التشخيص التفريقي بينها (تنظير البطن هو إجراء جراحي يسمح للجرَّاح بالنظر داخل البطن عن طريق كاميرا صغيرة).
تتضمَّن الخيارات العلاجية:
المسكِّنات الألمية.
المعالجات الهرمونية، مثل البروجستوجين.
وسائل منع الحمل الهرمونية، مثل الحبوب المشتركة، واللصاقات الهرمونية، ووسائل منع الحمل داخل الرحم.
الأدوية التي تسبِّب توقفاً مؤقَّتاً وعكوساً في الدورة الطمثية، عن طريق كبح الجسم عن إفراز الإستروجين.
يمكن للجرَّاح في الحالات الشديدة أن يجري عملية استئصال لبطانة الرحم أو المبيضين أو الرحم كله.
تعاني بعضُ النساء المصابات بانتباذ بطانة الرحم، وليس جميعهن، من صعوبة في حدوث الحمل.