ويبدأ التقرير بالتذكير بأن أديان العالم تحتوي في العادة على مظاهر اختلاف بين المركز القديم والأطراف، فالجامعات الكاثوليكية في الولايات المتحدة تختلف عن أديرة الفاتيكان، وممارسو التأمل البوذي على شواطئ كاليفورنيا لا يتقيدون بصرامة معابد تايلند والتيبت، أما في الإسلام فيبدو أن هذا الاختلاف قد يؤدي إلى الإعدام.
وتضيف المجلة أن 80 عالما وداعية على الأقل، ومعظمهم من الناطقين باللغة الإنجليزية، وقعوا على العريضة الموجهة للسلطات السعودية، بمبادرة من الداعية الباكستاني الأصل فراز رباني (45 عاما)، الذي تعلم في الأردن وسوريا قبل أن يهاجر إلى كندا.
وتلفت المجلة إلى أن قائمة الموقعين على العريضة لم تبدأ بأعضاء جماعة الإخوان المسلمين أو مؤيديها، بل بعلماء تقليديين يحظون باحترام في الغرب لأنهم ينددون بالإرهاب، وتقول إنهم لا يتدخلون في سياسة السعودية بالعادة، مما يجعل توقيعهم هذا سلوكا نادرا.
وتساءل التقرير عن الشجاعة التي تمتع بها الموقعون لتحدي السعودية، مشيرا إلى أن كل المساجد والمعاهد الإسلامية في الغرب تسعى للحصول على التمويل السعودي، مما يدفعها غالبا لتجنب أي نقد لسياستها.
ويعتقد واضعو التقرير أنه لولا وجود هؤلاء العلماء الموقعين في الغرب لما تمتعوا بحرية انتقاد السعودية، حيث تضم قائمة الموقعين عددا كبيرا من العلماء الذين يميلون لفكر الإخوان المسلمين، وعلماء تقليديين لا يهتمون بالسياسة في العادة، ومجموعة من السلفيين بمن فيهم المرتبطون بالسعودية، وبينهم أيضا جهاديون، إضافة إلى بعض المتعاطفين الليبراليين وغير المسلمين وعالم شيعي واحد.
وتنقل مجلة إيكونوميست عن عبد الله العودة نجل سلمان العودة، وهو باحث في جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة، قوله إن سلطات السعودية تريد إخبار الغرب أنها وحدها التي تتمتع بالشرعية للتحدث عن الإسلام، ولذلك نظمت مؤخرا مؤتمرا بعنوان "الإسلام المعتدل". لذا فإن العريضة ستحرج هذه السلطات.
كما تنقل المجلة عن البروفيسور الأميركي في جامعة "جورج تاون" جوناثان براون، وهو من الموقعين على العريضة وسبق أن اعتنق الإسلام، قوله إنه يأمل أن تفضح العريضة الآثار السلبية للسياسة السعودية الحالية، فلطالما كانت وجهات نظر العودة والقرني المستقلة تخدم السلطة وتقدمها في صورة المتسامح، أما حكم الإعدام فسيكون له أثر عكسي.
وقال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني الشهر الماضي إن السعودية تتجه إلى إعدام العودة والقرني والعمري بعد انقضاء شهر رمضان، وذلك نقلا عن مصدرين حكوميين وواحد من أقارب هؤلاء الدعاة.
وكانت السلطات قد اعتقلت الثلاثة ضمن حملة على العلماء والدعاة وقادة الرأي في سبتمبر/أيلول 2017، وشرعت في محاكمتهم في جلسات سرية، حيث طالبت النيابة العامة بقتل الدعاة الثلاثة "تعزيرا" على خلفية تهم تتعلق بالإرهاب.
المصدر : إيكونوميست,ميدل إيست آي