« عملاء أوقفهم حزب الله »






طائفة العملاء 3/4



سلسلة مقالات صحفية حول شبكات العمالة للعدو الإسرائيلي



عملاء أوقفهم "حزب الله"



فادي شامية-الجمعة,21 كانون الثاني 2011 الموافق 17 صفر 1432هـ



إضافةً إلى التنسيق الأمني القائم بين مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وجهاز أمن "حزب الله"، في مجال تبادل المعلومات، فإن ثمة عملاء أوقفهم "حزب الله" هو بنفسه، وحقق معهم، وأحال من وجده متورطاً منهم على مديرية المخابرات، التي قامت بدورها بالتحقيق والإحالة إلى القضاء المختص. حصل هذا في عدة حالات، رأى فيها الجهاز المذكور ضرورة أن "يوقف" هو المشتبه بعمالته للعدو. 



والذين ألقى "حزب الله" القبض عليهم غير معروف على وجه الدقة، لكن العدد ليس بالقليل، والمعروف منهم فقط هو من أحيل إلى الأجهزة الأمنية، وتالياً إلى القضاء، أما ما عدا ذلك فغير محدد.



ومن بين هؤلاء الذين أحيلوا  إلى القضاء: العميل فيصل غازي مقلد (مواليد جرجوع 1977)، الذي اعتقله "حزب الله" بُعيد حرب تموز 2006، ذلك أن مقلد (تم تجنيده أساساً لصالح المخابرات الإيطالية، لجمع معلومات في ألمانيا حول المتطرفين الإسلاميين، عام 2001، ثم عرّفته المخابرات الإيطالية على نظيرتها الإسرائيلية ليعمل لصالحها) سبق له أن أبلغ الحزب أنه عميل إسرائيلي، عارضاً على الحزب أن يتحوّل إلى عميل مزدوج، لصالح "أمن المقاومة"، وكانت هذه خديعة طلبها منه مشغلوه، لإيهام الحزب أنه يعمل لصالحهم ويخدع الموساد، فيما الحقيقة هي العكس. وقد كان الهدف من هذه الخديعة زراعة "ميكرفون" تنصت في أحد مكاتب الحزب. وفي 31 تموز 2009 صدر حكم بحق مقلد قضى بتجريمه وحبسه مدى الحياة، وكان هذا الحكم هو أول حكم قضائي يصدر بالصورة الوجاهية بحق موقوفين بتهمة التعامل مع "إسرائيل".



وفي سيناريو مشابه؛ ألقى جهاز أمن "حزب الله" القبض على العميل يوسف محمد الحاج (مقيم في حارة حريك). الحاج سبق أن أبلغ "حزب الله" أن الموساد اتصل به لتشغيله عام 2007 فطلب منه الحزب التحول إلى عميل مزدوج لفترة، إلى أن قرر إلقاء القبض عليه، وتسليمه إلى مديرية المخابرات، إذ تبين أن المعلومات التي أوردها الحاج غير دقيقة، وأنه متورط مع الإسرائيليين قبل العام 2007، وأنهم استعملوه خلال حرب تموز. وقد حُكم على الحاج بالحبس مدى الحياة أيضاً.  



في السياق عينه أوقف "حزب الله" مروان كامل فقيه (مواليد 1973-كفرتبنيت) في 5/1/2009 وسلّمه إلى مديرية المخابرات بعد نحو شهرين (في7/3/2009)، وقد تبين أن مروان ورث العمالة عن والده كامل، وقد أدى خدمات كبيرة للعدو، اعتباراً من العام 2005، خصوصاً أن بعض أقاربه ينتمون إلى "حزب الله" (خاله وعمّاه)، وأنه تقرّب فعلياً إلى "كوادر أساسية في الحزب" في منطقته النبطية، من خلال عمله في تجارة السيارات، حيث كان يبيعهم سيارات مزروعاً فيها أجهزة مراقبة تعمل على الأقمار الصناعية، وكان هذا هو المفتاح الذي قاد إلى اكتشاف أمره. 



ومن بين الذين أوقفهم "حزب الله" أيضاً أثناء حرب تموز 2006؛ فوزي العلم، حيث حقق معه عدة أيام قبل تسليمه إلى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، ولدى عرضه على القضاء تراجع العلم عن اعترافاته الأولية، بدعوى أنها انتزعت منه تحت التعذيب، وما تزال محاكمة فوزي وشقيقه سعيد جارية.   



كما أوقف "حزب الله" في أيار 2009 كل من: حسين محمد علي موسى (من بلدة كفركلا وهو أحد مسؤولي ميليشيا لحد سابقاً) وجعفر حسين حلاوي. موسى كان قد أقام بالضاحية الجنوبية وجدد عمالته بالعدو بعد حرب تموز 2006، عبر العميل الفار أحمد طنوس. أما حلاوي فقد دخل السجن لارتباطه بميليشيا لحد، ثم خرج وافتتح ملحمة وجدد عمالته بالعدو، عن طريق أحمد طنوس أيضاً. وقد ألقى "حزب الله" القبض على موسى وحلاوي وسلمهما هذه المرة إلى الأمن العام اللبناني، خلافاً لما درج عليه الحزب من تسليمه المعتقلين إلى مديرية المخابرات. اعتقال موسى وحلاوي جرى على خلفية خطأ ارتكبه موسى، عندما عرض على ابن شقيقته وسيم العمل معه لصالح العدو، في الوقت الذي كان يعمل فيه وسيم لصالح أمن "حزب الله" سراً، وقد أبلغ قيادته بما جرى معه، فطلبوا منه الموافقة بهدف الإيقاع بالخلية كلها، وهكذا كان. 



كما أوقف "حزب الله" الناشط في حركة "الجهاد الإسلامي" أمين البابا (مواليد 1967- صيدا)، بعدما رتّب مع الحركة المذكورة دعوته لحضور اجتماع في سوريا، وهناك اعتقله الحزب وحقق معه، وأقنعه بالتحول إلى عميل مزدوج، ثم عاد واعتقله بعد مضي عدة أشهر، وسلّمه إلى مخابرات الجيش، في نيسان 2010. علماً أن البابا كان مقاوماً فعلياً قبل وقوعه في أتون العمالة، حيث قاتل الجيش الإسرائيلي في صيدا، ونفّذ عمليات عسكرية، وكانت له صلات مع "الجبهة الديمقراطية"، ومع "التنظيم الناصري"، فضلاً عن انتمائه إلى حركة "الجهاد"، وقربه من "حزب الله"، وخضوعه لدورات عسكرية لدى الحزب المذكور. وقد كان مدخل العدو إليه استغلاله لحاجته نقلَ ابنه إبراهيم (كان عمره 3 سنوات) إلى الخارج عام 1997 بعد مرضٍ ألّم به.



أما القصة الأغرب -التي ما تزال أمام القضاء- فهي إلقاء "حزب الله" القبض على علي ديب الجراح (مواليد 1958- المرج) وشقيقه يوسف (مواليد 1963- المرج) في 9/7/2008، وتسليمهما إلى مديرية المخابرات في 25/10/ 2008، أي بعد ثلاثة أشهر و11 يوماً!، وقد بقي الموقوفان لدى مخابرات الجيش نحو شهر أيضاً قبل أن يحالا على المحاكمة.



الغرابة ظهرت في جلسة محاكمة الأخوين جراح، ففي تاريخ 3/7/2009 طلب علي الجراح تحويله إلى محاكمة سرية، كونه معرضاً للخطر، زاعماً أنه كان عميلاً مزدوجاً لصالح "فتح"، ومن بعدها لصالح "حزب الله"، وأن الحزب المذكور طلب منه تفجير سفارة "إسرائيل" في روما، ثم أوهمه بأن أمره انكشف والمطلوب اعتقاله ثم إطلاق سراحه لتبييض صفحته أمام العدو. ثم ادعى الجراح أن "حزب الله" حاول توريطه بجريمة اغتيال الحريري، عن طريق زرع جهاز في منزله يفتش عنه المحققون الدوليون وله علاقة بالاغتيال. كما ارتكز في جلسة لاحقة على واقعة إطلاق النار على منزله في البقاع، للتأكيد على أن حياة عائلته في خطر، واستطرد بطلب توقيف شقيقه خالد وزوجته هدى الفقيه، بعدما "وضع في بيته غرضاً يفتش عنه القضاء اللبناني والقضاء الدولي".



الجراح لم ينف عمالته، ولكنه وضعها في إطار خدمة "المقاومة"، وبعلمها!، حيث طُلب منه تصوير أماكن، أبلغ "حزب الله" عنها، وكان الحزب مهتماً بمعرفة السبب من وراء تصويرها، وقد ذهب الجراح إلى حارة حريك للتدريب على آلة لكشف الكذب، حتى لا يكتشف العدو أنه يتعامل مع "حزب الله"، لكنه تفاجأ بأن الحزب أبلغه بأن المطلوب منه تنفيذ عملية في روما، وفق ما أدلى به أمام القضاء!. 



وفي جلسة 1/9/2010 طالب علي الجراح بحضور مسؤول الوحدة الأمنية الخامسة في بعلبك التابعة لـ "حزب الله" علي صفا، للاستماع إلى شهادته، متهماً إياه بفبركة القضية، غير أن المفاجأة الأهم تمثلت في تراجع هدى الفقيه عن إفادتها السابقة، لتؤكد أن "حزب الله" طلب فعلاً وضع أغراض في منزل الجراح، وأنها لم تفعل، وبأنها مهددة من علي صفا، ومن أشخاص من "حزب الله" سمّتهم بالاسم... وما تزال محاكمة الجراح المثيرة للجدل مستمرة!. 



» تاريخ النشر: 2011-01-21
» تاريخ الحفظ: 2024-03-29
» شبكة الشفاء الاسلامية
.:: https://www.ashefaa.com ::.