وزن أقل .. ذاكرة أفضل



ويبدو تأثير هذا الارتباط أكثر وضوحا لدى النساء اللاتي يحملن أوزانا زائدة حول الوركين فيما يعرف بالأشكال الكمثرية، مقارنة باللاتي يحملن الأوزان الزائدة حول خصورهن فيما يسمى الأشكال التفاحية.

شملت الدراسة واسعة النطاق حوالي 8745 امرأة مسنة، في سن اليأس ويتمتعن بقدرات عقلية طبيعية، أما أعمارهن فهي تتراوح ما بين 65 و79 عاما. وتشارك هؤلاء النساء في المشروع البحثي "مبادرة صحة النساء" الذي يجري تجارب علاجية بالهرمونات.

البدانة والذاكرة
وتعتبر الدراسة الأولى من نوعها بالولايات المتحدة التي تجد ارتباطا بين البدانة من جهة وضعف الذاكرة والوظائف العقلية الإدراكية من جهة أخرى، وأول دراسة تكشف علاقة شكل الجسم بهذه المعادلة.

ولخصت الدكتورة ديانا كِروين، وهي طبيبة وأستاذ الطب بجامعة نورث ويسترن ومؤلفة الدراسة، النتائج بأن البدانة مع ارتفاع قيمة مؤشر كتلة الجسم أمران سيئان للإدراك العقلي والذاكرة.

وفي حين كانت نتائج أداء النساء المسنات باختبارات الذاكرة والإدراك لا تزال ضمن المدى الطبيعي، من المؤكد أن للأوزان الزائدة لديهن تأثيرا ضارا بهما. فمقابل كل نقطة واحدة زائدة بمؤشر كتلة الجسم لديهن، تنخفض نتائج أدائهن باختبار الذاكرة بنقطة واحدة أيضا.

وضمن هذه الدراسة، تم تقدير أداء ذاكرة هؤلاء النساء بواسطة اختبار من 100 نقطة يسمى "الفحص المصغّر المعدّل للحالة العقلية". وقد أخذ الباحثون في الاعتبار الفروق الناجمة عن تأثير متغيرات مثل داء السكري وأمراض القلب والسكتات الدماغية.


النساء كمثريات الشكل أكثر بدانة من نظيراتهن تفاحيات الشكل



موضع التخزين
وقد نشرت حصيلة الدراسة مؤخرا في دورية "مجلة جمعية طب الشيخوخة الأميركية".

وبعد المتابعة، شهدت النساء كمثريات الشكل تدهورا أكثر بوظائف الذاكرة والدماغ (القدرات العقلية) مقارنة بالنساء تفاحيات الشكل، ويعود السبب على الأرجح إلى نوع الدهون المخزنة حول الوركين مقابل الدهون المخزنة حول الخصر.

وعلاقة بالموضوع، تؤكد الدكتورة كِروين أن البدانة ليست سيئة فقط، بل إن آثارها تزداد سوءا بحسب موضع تخزين الدهون. فمركبات السَيتْوكينات والهرمونات التي يفرزها النوع السائد من الدهون في جسم ما، يمكن أن تسبب التهابا مما يؤثر غالبا على الإدراك العقلي.

والمعلوم سابقا أن العلماء على دراية فعلا بأن أنواع الدهون المختلفة تفرز سَيْتوكينات مختلفة أيضا، ولها تأثيرات متفاوتة على مقاومة الجسم للأنسولين (المؤدية للنوع الثاني من مرض السكري) والدهون (الكولسترول والدهون الثلاثية) وضغط الدم.

لا يمكن تغيير موضع الدهون لدى أي واحد منا، لكن يمكن تقليل كمية هذه الدهون، وذلك أفضل

أضرار الدهون
وركزت كروين على أهمية معرفة ما إذا كان أحد أنواع الدهون أكثر ضررا من الأنواع الأخرى، وكيف يؤثر بدوره على وظائف الدماغ الإدراكية. وقد تساهم هذه الدهون في تكوين اللويحات (بالدماغ) المرتبطة بنشوء مرض ألزهايمر أو تقييد تدفق الدم إلى الدماغ.

وتضيف أنه في غضون ذلك، ستوفر النتائج الجديدة للأطباء توجيها مساعدا فيما يخص العناية الطبية بالمريضات المسنات زائدات الوزن.

وتقول الباحثة إن هذه الدراسة تخبرنا بأنه إذا كانت لدينا امرأة هنا، وعلمنا من النسبة بين الخصر والورك أنها تحمل دهونا زائدة لديها في الوركين، فربما نكون أكثر إلحاحا وتصميما على إنقاص وزنها.

والحقيقة أنه لا يمكن تغيير موضع الدهون لدى أي واحد منا، لكن يمكن تقليل كمية هذه الدهون، وذلك أفضل.

المصدر: الجزيرة

: 2010-10-23
طباعة