سعال الأطفال.. في أحيان كثيرة يكون مفيدا لصحتهم

سعال الأطفال.. في أحيان كثيرة يكون مفيدا لصحتهم


يصاب الطفل بالسعال إذا كانت رئته مستثارة، كما أن السعال وسيلة تسمح له بإبعاد المخاط الذي يضايقه. فعندما يكون الطفل صغيرًا نجده عاجزًا عن البصق، لذلك يؤدي السعال دوره في إبعاد المخاط، وهو ما يعني أنه أثر إيجابي. ولذلك نخطئ عندما نطالب الطفل بالتوقف عن الكحة والسعال، خصوصًا عندما يحتوي على مخاط.. يجب أن نطلب منه القيام بذلك حتى يشعر أنه أكثر حرية وانطلاقًا.

- ما الفرق بين الكحة الناشفة والأخرى السائلة؟
إن الأولى تستثير الرئة بحيث لا يكون بالضرورة هناك مخاط وبلغم ينبغي التخلص منه، وهو ما يحدث في حالة التهاب الحنجرة أو بعض أزمات الربو ذات الفيروسات التي تشيع السعال المستمر بل وحتى المزمن. وهناك بعض الأطفال الذين يسعلون كل 3 دقائق أي أكثر من 20 مرة في الساعة وذلك لمدة 3 أيام، وهذا غير محتمل للجميع ومرهق بصفة خاصة للصغير، ولذلك فإن السعال السائل يدل على وجود مخاط أو بلغم وهو يميز ويدل على الإصابة بالربو الشعبي والالتهاب الرئوي ومشكلات التنفس.

- ما أسباب السعال؟
يرتبط السعال بوجود ظواهر عدوى أو حساسية، وتبدأ العدوى في أنف الصغير عندما يصيبه زكام غير حاد ثم تتعقد وتتحول إلى ربو شعبي. وفي البداية يعطس الطفل قليلاً ثم أكثر فأكثر عندما تنتشر العدوى. وما دام السعال لا يضايق الطفل ولا يجعله يتقيأ لا يجب أن يقلقك، ويصبح من غير المفيد عزله في هذه المرحلة المبكرة. في المقابل إذا زاد وأصبح يضايق الصغير ويصاحبه بكاء ومشكلات في النوم والتغذية، فإنه يلزم استشارة الطبيب.
والسعال يكون أحيانًا محيرًا للغاية، فعند التهاب الحنجرة، يكون السعال جافًا جدًا ويحدث في وسط الليل: يبدأ الطفل في الكحة ويشعر بضيق في التنفس وضرورة الجلوس كي يستريح وتنتهي الأزمة في الليل.. وإذا كانت هذه حالة مستمرة فيجب إجراء الأشعة للطفل من أجل أن تحدد هل هو التهاب الشعب ومشكلات رئوية، وتحديد طبيعتها.

- هل يمكن أن تكون الحساسية هي سبب السعال؟
هذا صحيح جدًا، فالأطفال في سن الثانية والثانية والنصف تتجمع لديهم أسباب الكحة.. فالحساسية تكون مهدًا للعدوى. والعدوى المتكررة تسبب بدورها ظواهر حساسية والنتيجة: الطفل يسعل.. ومن المعروف أن التلوث البيئي وهو المسؤول عن ذلك في جانب كبير منه، وكثير من الأطفال الذين يسعلون في المدينة يتوقفون عن ذلك بمجرد الذهاب إلى رحلة.
كذلك يجب أن نكون حريصين جدًا مع الأطفال المصابين بالربو الشعبي خصوصًا إذا كانوا مولودين مبكرًا أو كانت لديهم حساسية وراثية. فإذا تكرر الربو لدى الطفل فإن ذلك سيطور حساسية تنفسية تظل ملازمة له طول العمر. ولذلك لا تترددي في معالجة صغيرك في المستشفى ليحصل على العلاج اللازم من أكسجين ومضادات حيوية والعلاج الطبيعي للرئة.

- ما الأسباب الأخرى للسعال؟
إذا لم يكن الطفل يسعل بالليل فقط وإنما على فترات مختلفة من اليوم، يجب التأكد من أن ذلك ليس بسبب التهاب البلعوم والحنجرة.. فمن المعروف أن أساليب الحياة وطريقتها تؤدي دورها في إثارة السعال، وبخاصة الجو الجاف جدًا المرتبط بالتدفئة المبالغ فيها.. وهذا الجفاف في المناخ يسبب جفافًا في المخاط الرئوي ويثيرها ويشجع السعال.
كما أن هناك أسبابًا أخرى تتكامل وراء ذلك ومن أهمها العدوى بين الصغار لأنهم يكونون أكثر عرضة للإصابة لقلة حمايتهم ووقايتهم. وقد يستمر السعال لدى الأطفال طول الشتاء بشكل يعجز الجميع عن حله. بل قد تحدث الظاهرة نفسها حتى السنوات الدراسية الأولى للصغير وخصوصًا إذا لم يكن معتادًا البصق.

- عندما لا يكف الطفل عن السعال.. ما الذي يجب عمله؟
الطفل الذي يسعل بصورة متكررة ومستمرة يجب أن تجرى له أشعة سينية على الرئة، بالإضافة إلى فحص الأنف والحنجرة والتأكد من حالة اللوز لديه.. ويجب علاج الطفل بسرعة لأن الطفل الذي يسعل دائمًا، يعاني غالبًا أمراض الأذن والتهاباتها المتكررة.

- ما الوسائل التي يقاوم بها السعال؟
أدوية الشراب ضد السعال تساعد بصفة عامة، وهي تمثل مضادات للعدوى التنفسية لدى الصغير. كذلك تستخدم مذيبات المخاط الرئوي التي قد تزيد الكحة أحيانًا ولكنها وحدها لا تشكل علاجًا كافيًا، بل يجب أن يتم استخدام المضادات الحيوية معها. كما أن العلاج الطبيعي للرئة يظل مهمًا للغاية بشرط أن يتم على يد متخصصين معتادين هذا. ويجب أن تتم هذه الطريقة على فترات بعيدة عن الأكل ولكنها ذات نتيجة مهمة حتى لو لم يستخدم معها المضاد الحيوي.

- هل تتسبب الفطريات المعوية في إصابة الطفل بالسعال؟
هذا محتمل جدًا خصوصًا بالإصابة بدودة الإسكاريس. هذا النوع من الفطريات التي توجد في البلاد الحارة بصفة خاصة. والعدوى تحدث بسبب استخدام خضراوات أو فواكه مليئة ببيض الإسكاريس في الجهاز الهضمي فتنطلق البويضات إلى الرئة وسيظهر تحليل الدم زيادة في الكرات البيضاء التي تحدث بسبب العدوى الفطرية وبمجرد معرفة الطبيب ذلك فإنه سيصف العلاج الفعال.

: 2010-03-17
طباعة