هذا وسجّلت وزارة الصحة اللبنانية (تباعًا)، مقتل أكثر من 171 شخصًا وإصابة أكثر من 6000 آخرين، في حين أشارت التقارير إلى أن أعداد المفقودين بلغت حوالي 30 إلى 40 شخصًا، وأُعلن عن تضرّر مباشر لنحو 50 ألف وحدة سكنية، وبات نحو 300 ألف شخص بلا مأوى، وقدر محافظ بيروت الخسائر المادية الناجمة عن الانفجار ما بين 10 إلى 15 مليار دولار أمريكي.
أكبر الانفجارات
وبحسب تحقيق لوكالة رويترز، فقد حل انفجار بيروت في المركز الرابع في سلسلة أكبر الانفجارات غير النووية في العالم، إذ عادلت قوته نحو 300 طن من المتفجرات.
وقدّر خبراء للوكالة حجم الانفجار بما يعادل 200 إلى 300 طن من المتفجرات شديدة الانفجار مقارنة بالانفجارات العرضية الأخرى والأسلحة التقليدية.
وكشف الخبراء أن 6 انفجارات سبقت الانفجار الرئيسي في مرفأ بيروت، كان آخرها احتراق للألعاب النارية التي أدت على ما يبدو إلى انفجار مستودع مليء بنترات الأمونيوم.
وبينوا أن انفجارات تفصل بين كل منها 11 ثانية سجلت قبل الانفجار الكبير الذي وقع بعد 43 ثانية من الانفجارات الستة.
امتدت الأضرار إلى آلاف المنازل على بعد كيلومترات من موقع الانفجار، وكشفت الجهات الأمنية اللبنانية أن سبب الانفجار «مواد شديدة الانفجار» كانت مخزنة في المرفأ منذ أكثر من ست سنوات، وليس كما أشيع في الإعلام عن وجود مفرقعات أو أسلحة.
وقد أعلن محافظ بيروت مروان عبود العاصمة «مدينة منكوبة»، ووصف الانفجار بأنه «أشبه بالقصف الذري على هيروشيما وناجازاكي»، في حين أعلن رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب يوم الأربعاء 5 أغسطس 2020 «يوم حداد وطني»، ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع طارئ في قصر بعبدا في مساء يوم الثلاثاء 4 أغسطس، لبحث الانفجار، وقد نتج عن الاجتماع توصية رُفعت إلى الحكومة لإعلان حالة الطوارئ.
كان لبنان قبل الانفجار، يمر بأزمة اقتصادية حادّة، إذ تخلفت الحكومة عن سداد الديون المترتبة عليها، وانخفض سعر صرف الليرة اللبنانية، وارتفع معدل الفقر إلى أكثر من 50%. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأعباء التي خلفتها جائحة كورونا جعلت العديد من المستشفيات في لبنان تعاني نقصًا في الإمدادات الطبية، وأصبحت شبه عاجزة عن استقبال المرضى، إضافة إلى عجزها عن دفع أجور الموظفين بسبب ما تشهده البلاد من انهيار اقتصادي.
من جانب آخر، يعد مرفأ بيروت الشريان البحري الرئيسي الذي يغذي لبنان، وهو مرفق حيوي لاستيراد البضائع والمواد الأساسية. ويضم الميناء المملوك للحكومة اللبنانية أربعة أحواض يصل عمقها إلى 24 مترًا، إلى جانب آخر خامس كان تحت الإنشاء، بالإضافة إلى 16 رصيفًا ومنطقة شحن عامة مكونة من 12 مستودعًا، وصوامع لتخزين القمح والحبوب، تعد خزانًا احتياطيًّا إستراتيجيًّا للقمح في البلاد. وتشكل قاعدة بيروت البحرية جزءًا من الميناء.
وبعد أقل من أسبوع على وقوع الانفجار، في 10 أغسطس، أعلن رئيس الوزراء حسان دياب تقديم استقالة حكومته، والتي سبقها استقالة أكثر من وزير وعدد من النواب.
المصدر : مواقع الكترونية