ووصفت الصحيفة انفجار الثلاثاء بأنه يفوق إمكانية تحمل أي شخص، حتى اللبنانيين المشهورين بمرونتهم مع الفواجع المتلاحقة على البلد ومقابلتها بمزاج كئيب.
مرفأ بيروت بعد الانفجار (وكالة الأناضول)
وترى الصحيفة أن الفساد والطمع بين الطبقة الحاكمة -من أمراء الحرب الذين استحوذوا على السلطة منذ نهاية الحرب الأهلية في عام 1990- ساعدا في استنزاف البلاد.
ولم يكلف السياسيون أنفسهم حتى عناء محاولة إخفاء ذلك، وألقوا اللوم على بعضهم البعض، كما أن الخلافات المستمرة بين الطوائف الدينية المتنافسة بشأن من الذي سيُمنح الغنائم قد تركتهم عمليا عاجزين عن الحكم.
ومشكلة لبنان -كما لخصها مروان المعشر نائب رئيس مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي (Carnegie Endowment for International Peace)- هي أن "الفساد صبغ بمسحة ديمقراطية، فهو لا يرتكز في رجل واحد، بل في كل مكان".
وهذا ما أكده مقال صحيفة إندبندنت (Independent) بأن الفساد هوى بلبنان إلى الحضيض، وأن انفجار مرفأ بيروت كان بمثابة رصاصة الرحمة.
بعض الأضرار التي لحقت بالمنطقة القريبة من المرفأ (وكالة الأناضول)
وأشارت الصحيفة إلى الإهمال كعامل رئيسي ثان في هذا الانفجار المروع، حيث ألمح وزير الداخلية محمد فهمي إلى احتمال أن الانفجار كان بسبب شحنة ضخمة من نترات الأمونيوم التي صودرت في عام 2014 وخزنت منذ ذلك الحين في مستودع بالمرفأ.
من جانبها، وصفت تايمز (The Times) انفجار بيروت بأنه كارثة نتجت عن "إهمال إجرامي" وأيضا حكام الدولة الذين خذلوا شعبها طويلا.
وأكدت الصحيفة على ضرورة ربط تقديم المساعدات بالإصلاح الاقتصادي والحكم الرشيد.
وقالت إن الديمقراطيات الغربية لديها أسباب وجيهة لدعم لبنان بدلا من تركه ينزلق إلى المزيد من فساد الحكم والفوضى، لكن يجب على الحكومة اللبنانية في النهاية أن تتحمل مسؤولية إعادة هيكلة الاقتصاد المريض وتنويع عائداته.
وأضافت أنه لتأسيس حكم حازم يجب أن يواجه لبنان أعداء الدولة الداخليين، وتحديدا عملاء الأسد.
المصدر : الصحافة البريطانية