من ينصب المدافع في الشمال؟ وضد من يوجهها؟!
وماذا وراء التحركات المريبة لـ "الحزب السوري القومي"؟!
فادي شامية - الاثنين – 13 حزيران 2011
قبل نحو أسبوعين، وعن طريق الصدفة، لاحظ أحد الصيادين العكاريين، وجود حركة مريبة، في منطقة وادي فيسان- الهرمل، المحاذية لعكار وللحدود اللبنانية- السورية (بين القصبة والقبيات). في زيارة ثانية له للمكان، خلال الأسبوع نفسه، رأى هذا الشاهد العكاري وجود مدفعية ثقيلة في المنطقة وسمع أصوات رجال لا يتكلمون العربية.
بعد نحو أسبوع على هذه الواقعة تأكدت شهادة هذا الرجل عن طريق أشخاص آخرين مروا بالمنطقة، وأضافوا أنهم شاهدوا مدافع عيار 130 كلم، منصوبة في هذه المنطقة وفي مناطق أخرى أيضاً من الشمال، وقد وصلت هذه المعلومات –عبر التبليغ- إلى فرع مخابرات الجيش في الشمال، الذي يفترض أنه قد أخذ علماً، أو تأكد أكثر.
ومن المعلوم أن المدفعية من عيار 130 ملم لا يتعدى مداها 40 كلم في العادة، ما يعني أن وجود المدفعية في هذه المنطقة الحدودية لا علاقة له بـ "المقاومة"، لأن مديات الرمي لا تطال الحدود مع العدو الإسرائيلي، كما أنه لا يبدو أن المنطقة قد أُعدت كمنطقة تدريب، ما يثير أكثر من علامة استفهام؛ فثمة من يرجح أن هذه المدفعية كانت في سوريا لصالح "حزب الله"، وقد نُقلت بعد الاضطرابات الأخيرة، وثمة من يرجح أنها وصلت حديثاً من إيران عبر الحرس الثوري، لأسباب لا تزال مجهولة.
وكان عضو كتلة المستقبل النيابية معين المرعبي صرح أمس الأحد بأن الأهالي اكتشفوا قبل مدة وجود "مدافع وأسلحة ثقيلة على تخوم عكار- الضنية (وادي فيسان، ومرجحين) وهي مدافع لا تطال أكثر من 30 أو 35 كم. ومن هنا حقنا أن نتساءل: من يستهدف الحزب بهذه المدافع، وهل هي ضمن خطته للاستيلاء على البلد؟" (الشرق الأوسط 12/6/2011).
هذه الأخبار وأشباهها، بدأت تنتشر بكثرة في الشمال، لا سيما بعد المواقف المريبة لنواب وشخصيات من "حزب الله" (آخرها تصريحات للنائب نواف الموسوي يوم السبت 11/6/2011)، حول الشمال ودوره "المفبرَك" في مناصرة الحراك السوري، والخلط المقصود بين التعاطف مع الشعب السوري وإيواء نازحيه، وبين "خبريات" التدخل مادياً وعسكرياً فيما يجري في سوريا.
في السياق نفسه؛ ثمة معلومات متقاطعة، عن تحركات مريبة لـ "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، لجهة التحضير لشيء أمني ما في الشمال، لا سيما بعد توارد المعلومات عن وجود مجموعات وأفراد من الحزب المذكور، تحاول التغلغل في مناطق إيواء النازحين السوريين في منطقة وادي خالد، ونقل معلومات عنهم إلى خارج الحدود.
وقد عُلم في هذا الإطار أن اجتماعاً تنسيقياً عقده قياديون في "الحزب السوري"، بتاريخ 12/5/2011 في سوريا، وقد ضم إلى جانب رئيس جهاز المخابرات العامة السورية اللواء علي المملوك؛ كل من: الأمين العام القطري لـ "الحزب السوري القومي" أسعد حردان، ومنفّذ عام عكار في الحزب محمد الحسن، ومنفّذ عام طرابلس عبد الناصر رعد، وقد بُحثت خلال الاجتماع أمور أمنية.
من جهة أخرى؛ لا تزال مسألة ضبط الحدود في الشمال مسألة تؤرق أهالي عكار وعموم محافظة الشمال، لا سيما مع الحديث عن ظهور عناصر مسلحة تتبع جهات محلية، وتنسق مع الأجهزة الأمنية السورية، وذلك في عدد من القرى الحدودية، ما يطرح أكثر من دعوة جدية لتحرك الجيش اللبناني –ومخابرات الجيش- في المنطقة، على نحو مختلف.