الولايات المتحدة لا تريد تغيير النظام السوري و"إسرائيل" تصلي أيضاً ليبقى الأسد؟!
فادي شامية- خاص بشبكة الشفاء 20-4-2011
على عكس ما قد يظن كثيرون؛ فإن حالة من القلق تنتاب الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية من احتمال حدوث تطورات "دراماتيكية" في سوريا.
هذا الواقع تعكسه صحافة البلدين المذكورين، وفي أكثر من صحيفة، لعل أوضحها ما كتبته صحيفة هآرتس العبرية يو
م الجمعة1/4/2011 تحت عنوان:
"الأسد ملك إسرائيل"
، حيث ورد في المقال: "إن كثيرين في تل أبيب يصلّون من قلوبهم للرب بأن يحفظ سلامة النظام السوري، الذي لم يحارب إسرائيل منذ عام 1973 رغم شعاراته المستمرة وعدائه الظاهر لها." وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن "نظام الأسد يتشابه مع نظام صدام حسين، وهما كانا يحملان شعارات المعاداة لتل أبيب كوسيلة لإلهاء الشعب ومنعه من المطالبة بحقوقه" لافتة في النهاية إلى أن الإسرائيليين "ينظرون للنظام الحاكم في دمشق من وجهة نظر مصالحهم، متحدين على أن الأسد الابن، مثله مثل الأب، محبوباً ويستحق بالفعل لقب ملك إسرائيل". وقد علقت صحيفة الدستور المصرية، التي أوردت التقرير، نقلاً عن الصحيفة العبرية، أنه "بالرغم من تصريحات الأسد، الأب والابن، المعادية لإسرائيل، إلا أن هذه التصريحات لم تكن إلا شعارات خالية من المضمون".
وسبق ذلك بيوم واحد مقال كتبته جانين زكريا، مراسلة "واشنطن بوست" في "إسرائيل" في 31/3/2011 تحت عنوان:
"إسرائيل تفضل بقاء الأسد"،
قالت فيه: "إسرائيل دأبت على الشكوى من تحالف الرئيس السوري بشار الأسد مع إيران، ودعمه لميليشيا حزب الله الشيعية، وإيوائه خالد مشعل في دمشق، غير أن مواجهة الأسد أخطر تهديد جدي لحكمه منذ توليه السلطة قبل 11 عاماً، أجبر الإسرائيليين على إعادة التفكير في أنهم قد يكونون في أمن معه أكثر من دونه. فقد حافظ الأسد كوالده على هدوء الحدود السورية الإسرائيلية كأهدأ جبهة إسرائيلية لعقود، الأمر الذي مكّن سكان شمال سورية من العيش في رخاء في جو من السلام النسبي على الرغم من كون الدولتين من الناحية التقنية في حالة حرب." ونقلت عيسى عن لسان وزير في حكومة نتنياهو القول: "نحن نعرف الأسد، وعرفنا والده، ونحن بطبيعة الحال نود أن تكون جارتنا سورية دولة ديمقراطية... نحن نعلم أن هناك ديكتاتورا، لكن رغم ذلك فإن الأوضاع كانت هادئة".
أما مطالعة الصحافة الأمريكية إجمالاً، في الأسبوع الماضي، فإنها تعطي انطباعاً مفاده أن الإدارة الأمريكية لم تكن في أي ظرف حالي أو سابق، في وارد الضغط على النظام السوري بقصد تغييره، وإنما تغيير سلوكه، وهذا ما اكتشفه النائب اللبناني وليد جنبلاط في عز الضغط الأميركي على سوريا بعد مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وقد أعلن ذلك على الملأ، فضلاً عن الضغط المعروف الذي مارسه اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة في العام 2005 لمنع وصول الضغط على النظام السوري إلى حد كسره وتغييره.
ولعل ما يؤكد هذا الواقع، ما أعلنه الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية؛ تعليقاً على الأنباء القائلة إن الولايات المتحدة قامت بتمويل المعارضة في سورية بشكل سري (قناة بردى المعارضة) فقال: "الولايات المتحدة تحاول مساعدة العمليات الديمقراطية في سورية، لكنها لا تهدف إلى الإطاحة بحكومتها، مع أن الحكومة السورية تصوّر مثل هذا الدعم بأنه خطر يهددها" (18/4/2011). ويسود اعتقاد لدى عدد من المحللين السياسيين في الولايات المتحدة أن تسريب الوثيقة التي تتحدث عن تمويل قناة بردى بـ 6 مليون دولار على مدى السنوات الماضية، في هذا الوقت بالذات؛ هدفه مساعدة النظام السوري على محاصرة حركة الاحتجاجات، ومده بما يمكن البناء عليه في حديثه عن مؤامرة خارجية، ما يطرح علامات استفهام حول جماعات الضغط الأمريكية التي سربت الوثيقة.
أجواء الصحف الفرنسية والبريطانية تعطي انطباعاً غير بعيد عن هذه الأجواء أيضاً، لأسباب أهمها؛ انعدام البدائل التي ترضي "إسرائيل"، واحتمال سيطرة "الأخوان المسلمين" على الحكم، والخوف من الفوضى واشتعال الحدود.
وبذلك يتبين أن لا الولايات المتحدة الأمريكية ولا "إسرائيل" ترغب بإنهاء النظام السوري، وأن الضغط الذي مورس في الماضي عليه، في عهد جورج بوش الابن، وبدرجة أقل في عهد باراك أوباما، هدفه فك ارتباط النظام السوري بالنظام الإيراني بالدرجة الأولى، ووقف دعمه حركات المقاومة، وليس الإطاحة به.