الشيخ الصلابي يدين النظام الليبي ويقول: كفى 42 سنة

الشيخ الصلابي يدين النظام الليبي ويقول: كفى 42 سنة

مفكرة الإسلام : طالب الشيخ الدكتور علي الصلابي، الداعية الليبي المعروف، قوات الجيش والشرطة في بلاده بالانضمام إلى المتظاهرين ومطالبهم العادلة التي ينادون بها.

وقال الشيخ الصلابي في حوار بأحد البرامج على قناة الجزيرة الفضائية:

"أنا أدين الحكومة الليبية إدانة تامة وكاملة فيما حدث من هذه المذابح والمجازر للأبرياء في بنغازي وفي البيضاء وطبرق وفي درنة وفي جيدابيا وفي كل المدن الليبية".

وأعرب عن أسفه الشديد لأن "النظام استخدم المرتزقة من الأفارقة ومن غيرهم لقتل أبناء وطنه وأبناء بلده"، مناشدًا "الرجال المخلصين في الجيش والأمن وفي الشرطة أن ينضموا إلى المطالب العادلة التي طالب بها إخواننا المتظاهرون".

ونشرت مقاطع مصورة على شبكة الإنترنت لعدد من عناصر الجيش الليبي وقد انضمت بالفعل للمتظاهرين الليبيين المطالبين برحيل العقيد القذافي وإسقاط النظام.

وردًا على سؤال حول أين يعتقد أن الأمور ستتجه وهل ستصل إلى خواتيمها كما حصل في تونس ومصر أم أنها تختلف بطبيعة الحركة وأيضًا بطبيعة النظام الموجود؟، قال الشيخ الصلابي: "لا شك أن الذي دفع الشعوب للخروج سواء في مصر أم في تونس ... هو الاستبداد هو الظلم هو القمع هو القهر وهذا أيضًا موجود في ليبيا موجود الاستبداد والظلم والقهر .. فهي حركة شعبية اشترك فيها جميع ألوان الطيف الليبي".

وطالب الداعية الليبي "المجتمع الدولي بالإدانة الواضحة لما يحدث من مذابح في ليبيا"، مشيرًا إلى أن "بعض الدول لديها مصالح اقتصادية في ليبيا وبالتالي سكتت على سفح الدماء والقتل وانتهاك المدن".

وحول الحل المقترح لمنع إراقة دماء الليبيين، أوضح الشيخ الصلابي أنه "إذا أرادت الحكومة الليبية والدولة الليبية ورأس النظام الليبي أن يحقن دماء الليبيين لا يوجد سوى حل واحد فقط بعد توفيق الله أن يسمح لليبيين جميعا بالتظاهر والتجمهر السلمي والمطالبة بحقوقهم ولو قالوا نريد إسقاط النظام، فهو حق تكفله الشريعة الإسلامية وتكفله القوانين الدولية وبالتالي هذا هو الشيء الوحيد الذي يحفظ دماء المسلمين".

وأشار الدكتور الصلابي إلى أن "القمع الحاصل في طرابلس وفي المنطقة الغربية هو الذي منع الطرابلسيين من التعبير عن آرائهم، وإلا أنا أقول بكل صراحة: الشعب الليبي كله مع الحرية ومع الديمقراطية ومع التداول السلمي وكفاية (كفى) 42 سنة من الحكم بهذه الطريقة" في إشارة إلى مدة بقاء العقيد القذافي على رأس النظام في ليبيا.

وأكد الشيخ الصلابي أنه "لا يوجد أحدٌ من الليبيين مقتنع بسلطة الشعب، لا الذي مع النظام، ولا الذي ضد النظام ومقولة أن السلطة والثروة بيد الشعب هذا من الأشياء التي عفا عليها الزمن، ولا يوجد أحد من الليبيين راض بطريقة النظام السياسي للآثار التي رأوها على المجال التعليمي والمجال الاجتماعي والمجال الاقتصادي ومجال الحريات ومجال الإعلام".
وفي ختام الحوار، طالب الشيخ الصلابي العلماء في داخل ليبيا وخارجها أن يكون لهم موقف واضح من تطورات الأوضاع في ليبيا.

"مجزرة" في بنغازي:
واندلعت شرارة المظاهرات المطالبة بتنحي العقيد القذافي الذي يتولى السلطة في ليبيا منذ 1969 في أعقاب نجاح الثورة المصرية في الإطاحة بالرئيس حسني مبارك، والتي أعقبت بدورها ثورة تونس التي أطاحت بزين العابدين بن علي.

وتركزت المظاهرات الليبية حتى الآن في مدن الشرق الليبي لكنها تتسع فيما تحاول السلطات الليبية قمعها باستخدام القوة والعنف.

وفي أحدث التطورات الميدانية، قالت مصادر من مدينة بنغازي شرق ليبيا إن قوات الأمن أطلقت النار بالرشاشات على متظاهرين مناهضين لنظام الزعيم معمر القذافي وأسقطت العشرات بين قتيل وجريح، ووصفت هذه المصادر ما وقع بأنه "مجزرة حقيقية".

وأضافت المصادر نفسها أن موكبا جنائزيا يضم آلاف الأشخاص قصدوا مقبرة بنغازي، وهي ثانية كبريات المدن الليبية، لدفن قتلى مواجهات اليومين الماضيين، لكن قوات أمن أطلقت عليهم الرصاص الحي من أسلحة رشاشة.

وكان شهود عيان ومصادر متعددة قالوا في وقت سابق إن السلطات الحكومية فقدت السيطرة على مدينة بنغازي، ومدن أخرى عديدة بشرق البلاد.