بسبب تراجع هيبة الدولة وانتشار السلاح:
30 اشتباكاً مسلحاً في 2010 معظمها في الضاحية وبعلبك-الهرمل وعين الحلوة!
فادي شامية
الجمعة 31 كانون الأول 2010
سجل العام 2010 عدداً كبيراً جداً من الاشتباكات المسلحة بلغ ثلاثين اشتباكاً (على الأقل)، فضلاً عن أحداث أمنية مختلفة أخرى غير الاشتباكات المسلحة (تفجير، قتل، اعتداء).
ولعل من أسباب هذا العدد "المخيف" من الاشتباكات المسلحة التراجع الواضح لهيبة الدولة، والاستقواء المستمر عليها وعلى أجهزتها الأمنية، وانتشار السلاح بين الناس لا سيما لدى جمهور الأحزاب المسلحة، وعمليات التسليح الممنهج في عدد من المناطق، وغياب عامل الردع القانوني؛ إذ أن الأعم الأغلب من الاشتباكات تنتهي بمصالحات على الطريقة القبلية (بعضها في "مكاتب شرعية")، من دون أن تحصل توقيفات أو محاكمات على خلفية امتلاك السلاح أو استعماله (اللهم إلا ادعاء أهل الضحية على الفاعلين، فيكون الموضوع هو فعل القتل، لا استعمال السلاح).
ومن دراسة أماكن وقوع الاشتباكات يظهر بوضوح أنها تتركز في المناطق حيث تغيب أو تضعف سلطة الدولة لمصلحة نفوذ الأحزاب المسلحة. وعليه، فقد تركزت الاشتباكات المسلحة ـ في غالبيتها ـ في ضاحية بيروت الجنوبية، ومنطقة بعلبك ـ الهرمل، وفي المخيمات الفلسطينية لا سيما مخيم عين الحلوة، ما يؤشّر بالدليل الملموس إلى المناطق التي تعاني من غياب أو ضعف الدولة، ويجعل الناس تدفع ضريبة هذا الواقع من أمنها، في تلك المناطق.
وفي الاشتباكات الأربعة التي وقعت في مخيم عين الحلوة كان أفراد ما كان يعرف سابقاً باسم "جند الشام" متورطين، ما يدل على الدور السلبي لهؤلاء على أمن المخيم. أما في الاشتباكات حيث منطقة نفوذ "حزب الله" فقد غلب الطابع العائلي، لا سيما آل جعفر وآل زعيتر وآل المقداد (خمسة اشتباكات لكل منهم). كما لفت حصول اشتباكات بين أفراد من آل جعفر ومن آل زعيتر (كل على حدة) والجيش اللبناني.
التقرير الآتي يلقي الضوء:
- في 3 كانون الثاني: وقع اشتباك مسلح بين عناصر تنتمي إلى ما كان يعرف باسم "جند الشام" وعناصر تنتمي إلى حركة "فتح" في مخيم عين الحلوة، نتيجة تلاسن أعقبه إطلاق نار، وانتشار كثيف للمسلحين وحركة نزوح محدودة إلى مدينة صيدا، لكن المساعي نجحت سريعاً في احتواء الموقف.
- في 13 و14 كانون الثاني: وقعت اشتباكات مسلحة في مخيم برج البراجنة، بين مسلحين تابعين لحركة "الجهاد"، اتخذت طابعاً عائلياً بين آل الأشوح وآخرين، بسبب الخلاف على تابعية مسجد في المخيم المذكور، وقد أدت الاشتباكات إلى سقوط جريحين أحدهما من آل الأشوح.
- في 8 شباط: وقع اشتباك مسلح بين أفراد من آل جعفر وآخرين من آل زعيتر في مدينة بعلبك، لأسباب شخصية، ولم تقع إصابات، رغم استعمال قذائف B-7 خلال الاشتباكات.
- في 13 شباط: وقع اشتباك مسلح في مخيم عين الحلوة بين عناصر من حركة "فتح"، أدى إلى إصابة الفلسطينيين علي ناصر كريم وإبراهيم الراعي. ووصف بيان صادر عن القوى الفلسطينية الحادث بأنه "لا يعدو كونه إشكالاً فردياً محدوداً جداً".
- في 15 شباط: وقع اشتباك مسلح كبير في مخيم عين الحلوة بين عناصر ما كان يعرف باسم "جند الشام"، ومسلحين من حركة "فتح"، ما لبث أن تحوّل إلى اشتباك بين "عصبة الأنصار" وحركة "فتح"، وقد أدت غزارة النيران إلى سقوط قتيلة وأربعة جرحى، وتضرر عدد من السيارات والمنازل، فضلاً عن نزوح كثيف باتجاه مدينة صيدا.
- في 6 نيسان: وقع اشتباك مسلح في منطقة الصفير في الضاحية الجنوبية لبيروت، لأسباب "عائلية"، ما أدى إلى وقوع إصابات.
- في 7 نيسان: أيضاً وقعت اشتباكات في مراكز "الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة" في خراج بلدة كفرزبد، وفي مخيم الجبهة في قوسايا، نتيجة تمرد داخل صفوف الجبهة.
- في 8 نيسان: وقع اشتباك مسلح بين أفراد من آل الغرباوي وآخرين من آل علوّ في منطقة الهرمل، لأسباب شخصية، أدى إلى إصابة المواطنة مفيدة الحاج حسين بجروح طفيفة.
- في 15 نيسان: وقع اشتباكان مسلحان في حي السلم في ضاحية بيروت الجنوبية؛ الاشتباك الأول بين أفراد من آل المصري وآخرين من آل إبراهيم. أما الاشتباك الثاني فوقع بين أفراد من آل حيدر وآخرين من آل درة، على خلفية تمديد "كابلات ستلايت"، ولم تقع إصابات في الأرواح.
- في 16 نيسان: وقع اشتباك عنيف بين الجيش اللبناني ومسلحين من آل جعفر، في حي الشراونة في بعلبك، على خلفية مداهمة منزل المطلوب بجريمة الاعتداء على الجيش حسن عباس جعفر، ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص بينهم الملازم أول مروان الصايغ وثلاثة عسكريين آخرين، والمواطنين مصطفى الجمال وحسن رشيد جعفر. كما تعرضت آليتان عسكريتان (ملالة) و(جيب ريو) إلى الاحتراق نتيجة الاشتباكات.
- في 4 حزيران: داهمت دورية من مكتب مكافحة المخدرات في منطقة البقاع، منازل مطلوبين من آل زعيتر في حي الشراونة في مدينة بعلبك، حيث قام بعض المطلوبين بإطلاق النار على الدورية، ما دفع عناصرها إلى الانسحاب من الحي بعد توقيفهم شخصين من آل زعيتر. وبعد انسحاب الدورية مباشرة، حصل اشتباك آخر مع أشخاص من آل جعفر، استعملت فيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية، وقد عمد الجيش فوراً إلى محاصرة المنطقة وإغلاقها عسكرياً.
- في 18 حزيران: وقع اشتباك مسلح بين أفراد من آل جعفر وآخرين من آل صلح، بعد اعتراض متنزهين من آل صلح قادمين من اليمونة، لأسباب "عائلية"، فاندلعت الاشتباكات التي شهدت إطلاق أكثر من 25 قذيفة B-7. (بعد الاشتباك بيومين حصلت مصالحة بين العائلتين برعاية مفتي بعلبك ـ الهرمل الشيح خالد الصلح، كما شهد اليوم نفسه مصالحة بين آل علّو وآل رعد في مكتب الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في بعلبك).
- في 23 حزيران: اندلع اشتباك مسلح بين أفراد من آل زعيتر، في حي الزعيترية في الفنار، استخدمت فيه القذائف الصاروخية والرشاشات، وتخلله احراق سيارات، وذلك على خلفية اتهام فرد من آل زعيتر أقاربه بالوشاية به، ما أدى إلى توقيفه لمدة.
- في 22 تموز: انفجر الوضع في محلة الأوزاعي بين آل عساف وآل السبلاني، على خلفية تشجيع أحد المنتخبات الرياضية، فطعن شباب من آل السبلاني الشاب محمد عساف بالسكاكين، فما كان من أفراد عائلته، إلا أن هاجموا آل السبلاني، وأدى ذلك إلى سقوط قتيل وأربعة جرحى من آل عساف بالرصاص. (قيل وقتها إن رصاصة طائشة نتيجة الاشتباك المسلّح في الأوزاعي أصابت الغرفة الأمامية للقيادة في طائرة بحرينية أدت إلى هبوطها اضطرارياً في مطار بيروت الدولي، لكن إدارة الطيران المدني نفت ذلك وعزت سبب هبوط الطائرة إلى كسر ناتج عن عطل فني في زجاج الطائرة).
- في 24 تموز: وقع اشتباك مسلح في حي السلم في الضاحية الجنوبية لبيروت بين أفراد من آل شقير وآخرين من آل المقداد، أدى إلى مقتل المواطن وائل عبد الحسين رباح (مواليد 1990) الذي كان يمر صدفة في بقعة الاشتباك.
- في 11 آب: انفجرت الخلافات بين آل جعفر وآل زعيتر في حي الشراونة في بعلبك، على شكل اشتباك مسلح لأكثر من ساعة، ما أدى إلى إصابة عشرات المنازل بالرصاص، وإصابة منزل المواطن شوقي فضل الله زعيتر بقذيفتين، لكن العناية الإلهية أنقذت أفراد العائلة.
- في 15 آب: وقع اشتباك مسلح في منطقة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، بين أفراد من آل المقداد وآخرين من آل ضاهر، الذين أصيب شخص منهم.
- في 24 آب: وقع اشتباك مسلح في مخيم البص ـ صور بين عناصر مؤيدة لـ"فتح" وأخرى مؤيدة لـ"حماس"، أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى.
- في 24 آب: وقع الاشتباك المسلح الأكبر، إذ سيطرت أجواء حرب على القسم الغربي من العاصمة اللبنانية، بعدما اشتبك مسلحون تابعون لـ"حزب الله" وآخرون تابعون لـ"جمعية المشاريع الخيرية" (الأحباش)، بالرصاص والقذائف الصاروخية، ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى وعشرة جرحى، وحصلت عمليات خطف لمسؤولين في "الأحباش"، ونزوح للأهالي، واحتراق سيارات، ومبان، ومساجد. (وُصف الاشتباك لاحقاً بـ"الأخوي"، إذ أن ثمة علاقة سياسية قوية تربط الأحباش بـ"حزب الله").
- في 13 أيلول: وقع إشكال أمني بين عناصر ما كان يعرف باسم "جند الشام"، وعناصر من حركة "فتح"، أدى إلى مقتل الناشط في "الجماعة الإسلامية" صلاح نضر، خلال محاولته ضبط الوضع ميدانياً.
- في 17 أيلول: دارت اشتباكات مسلحة في منطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، على خلفية "عائلية"، بين آل المقداد وآل الكركي، استعملت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أدى إلى سقوط جريح واحد.
- في 23 أيلول: وقع اشتباك مسلح بين أفراد من آل العزير وآخرين من آل حرب، في منطقة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، أدى الى إصابة مصطفى حسين طاهر الذي صودف وجوده في المكان.
- في 29 أيلول: تطور خلاف بين مواطنين من آل عطوي ومحمود ودبوق وبرو، إلى إطلاق نار في محلة تحويطة الغدير في ضاحية بيروت الجنوبية، وقتل خلال الاشتباك المسؤول في حركة "أمل" عباس المستراح خلال محاولته تهدئة الوضع ميدانياً.
- في 5 تشرين الأول: حصل اشتباك مسلح في محلة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، بين أفراد من آل عواد وآل المقداد، ما أدى إلى مقتل الشاب علي المقداد. وفي المساء أحرق أفراد من آل المقداد منزلين لآل عواد في المنطقة، ما أعاد أجواء التوتر.
- في 8 تشرين الأول: حصل تبادل لإطلاق النار بين عناصر من "حزب الله" وآخرين من آل شمص، عند مستديرة روضة الشهيدين، على خلفية إزالة البلدية (يسيطر عليها "حزب الله") خزّان سبيل عن روح الشاب حسن شمص، الذي قضى بعدما دهسته سيارة للدفاع المدني في محلّة المريجة.
- في 26 تشرين الأول: وقع اشتباك مسلح في حي الشراونة في بعلبك بين أفراد من آل جعفر وآخرين من آل زعيتر، ولم تقع إصابات.
- في 10 تشرين الثاني: وقع اشتباك مسلح بين أفراد من آل أمهز وآخرين من آل المقداد، إثر خلاف شخصي وقع في "مطعم الهادي" على طريق السيد هادي نصر الله في الضاحية الجنوبية، ما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى.
- في 24 تشرين الثاني: وقع اشتباك مسلح "محدود"، في محلة بربور في بيروت، بين عنصرين من حركة "أمل"، أحدهما يدعى الإيراني (راج اسمه كثيراً في الاحتكاكات التي سبقت السابع من أيار 2008)، لكن حركة "أمل" نفت في بيان أي علاقة لها بالحادث.
- في 2 كانون الأول: وقع اشتباك مسلح "محدود" في سوق الخضار في مخيم عين الحلوة بين عنصر كان ينتمي إلى "جند الشام" وآخر من حركة "فتح"، إذ أدى التلاسن إلى تبادل إطلاق النار، ما أسفر عن إصابة أحد الأشخاص الذي صودف مروره في مكان الحادث.
- في 8 كانون الأول: وقع اشتباك مسلح في شارع أسعد الأسعد في منطقة الشياح، بين عناصر من حركة "أمل" وأخرى من "حزب الله"، عالجته "لجنة الارتباط بين الحركة والحزب قبل أن يتطور"، بحسب "وكالة الأنباء المركزية".
- في 14 كانون الأول: وقع اشتباك مسلح "محدود"، سبقه عراك بين أفراد من عائلتين، في بئر حسن في ضاحية بيروت الجنوبية، ما أدى إلى مقتل يوسف محمد عثمان. وبعد شيوع نبأ وفاته أحرق أفراد من عائلته سيارة في المحلة.
وبالانتقال إلى الشمال فقد سُجلت محاولات عديدة لإشعال الفتنة بين منطقة جبل محسن والمناطق الطرابلسية المجاورة، لكن الوضع لم يتطور إلى حد وقوع اشتباكات مسلحة على غرار ما جرى في العام 2008. أما أبرز محاولات التوتير فقد كانت في:
- 25 آب: انفجرت عبوة ناسفة في جبل محسن أدت إلى جرح مواطنة.
- 5 تشرين الأول: سقطت قذيفة "اينيرغا" في منطقة طلعة الشمال بين باب التبانة وجبل محسن، ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح.
- 20 تشرين الأول: سقطت قذيفة "اينيرغا" على طلعة الشمال بين باب التبانة وجبل محسن، ما أدى إلى سقوط ثلاث جريحات من آل الدوكة.
- 27 و28 تشرين الأول: سقطت قذائف "اينيرغا" على منطقة الكواع في جبل محسن، من دون وقوع إصابات. كما ألقيت قنبلة يدوية قرب مسجد الناصري في باب التبانة، من دون وقوع إصابات أيضاً.
كما استمر في هذا العام مسلسل إطلاق النار في الهواء ابتهاجاً بإطلالات المسؤولين، لا سيما إطلالات الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، لكن مع تطور إيجابي تمثل في التراجع الملحوظ في غزارة النيران وحجم الأضرار.