التسلح في طرابلس...
الاثنين,27 كانون الأول 2010 الموافق 21 محرم 1432 هـ
لأن استعمال السلاح في الداخل مصلحة محضة للعدو الإسرائيلي، ولأن اعتماد التسلح عاملاً في التعاطي السياسي هو الفتنة الحقيقية-التي يقول الجميع إنه ضدها-، ولأن الإضاءة على الخطر قد يمنع وقوعه، ولأن الأجهزة الأمنية مسؤولة عن أمن الناس ومن واجبها التحرك بما يطمئنهم على مستقبلهم... تتابع اللواء نشر تقارير تحتوي معلومات دقيقة، تتعلق بأمن الناس، هي في الواقع جزء مما يرد إلى صحيفتنا، حيث نتحفظ عن نشر معلومات أكثر تفصيلاً، لأن الغاية ليست الإثارة أو تخويف الناس، وإنما القيام بموجبات الرسالة الإعلامية المسؤولة.
فادي شامية
يكثر الحديث عن التسلح في الشمال منذ مدة ليست بالقليلة. الأكيد في هذا الأمر-ووفق ما نشرت اللواء تفصيلاً في أعداد سابقة-، أن جهة حزبية كبيرة، تعمل على تأطير ودعم وتمويل وتسليح مجموعات سنية في طرابلس، من باب الضغط السياسي على "تيار المستقبل"، ربطاً بالملفات الخلافية وفي طليعتها المحكمة الدولية، ومن باب التحرك الفعلي إذا ما تقرر ذلك.
الجديد في هذا الملف المشؤوم، شراء أو استئجار مجموعة من الشقق في طرابلس، لصالح المدعو م. البضن (أبو حسن) وهو أحد المرتبطين بالحرس الثوري الإيراني، فضلاً عن علاقته بـ "حركة التوحيد" و"جبهة العمل الإسلامي"، حيث يقوم باسم "الدفاع عن طرابلس، في مواجهة القوات اللبنانية وحلفائها، والمتآمرين على المقاومة"!، متعاوناً مع المسؤول في "الحزب السوري القومي الاجتماعي"- منطقة الجميزات؛ شعلان (وهو اسم حركي فيما الاسم الحقيقي هو م. موسى)، بتشكيل مجموعات -إضافة إلى ما لديه أصلاً من مجموعات- تتمركز في الشقق المستخدمة (نحو 15 شقة)، في مربع يبدأ من الجميزات إلى البحصاص مروراً بمنطقة الضم والفرز (حيث يقيم البضن في بناية نشابة خلف مسجد طبارة).
ولدى التدقيق في مواقع الشقق، يتضح أن إحداها مجاورة لمنزل مفتي الشيخ عكار أسامة الرفاعي، وأخرى مجاورة لمنزل النائب خالد ضاهر، وثالثة تقع خلف سرايا طرابلس... وهكذا، ما يؤشر إلى مخطط ما، لا سيما مع وجود معلومات عن مجموعة ناشطة في منطقة براد الغندور، ومجموعة أخرى تتخذ من مبنى سكن م. البضن مكاناً لعملها -حيث تتحرك بسيارات بلا لوحات في محيط المكان-، ووجود مجموعات مشابهة في التبانة والزاهرية والأسواق.
إشارة إلى أنه سبق لاسم م. البضن أن تردد كثيراً خلال فترة التوتر التي شهدتها منطقة باب التبانة- جبل محسن، في العام 2008، وقد نفى هو في حينه صحة المعلومات التي تتحدث عن دور له في تأجيج الفتنة.
ويبدو –على كل حال- من خلال المعلومات الكثيرة التي ترد عن التسلح (والتي تشير إلى تورط أحزاب وأطر أخرى أيضاً في هذا الأمر) أن ثمة تركيزاً كبيراً على مدينة طرابلس، من قبل الجهة الحزبية التي ترعى ذلك كله... والسؤال هو: إلى متى يستمر العابثون بأمن الناس في استقوائهم على الدولة، وتلاعبهم بمصير البلد؟!