نشر السلاح في صيدا: لمن؟ وضد من؟!
فادي شامية- الخميس,11 تشرين الثاني 2010 الموافق 5 ذو الحجة 1431 هـ
يعمل "التنظيم الشعبي الناصري" حالياً على الاستعداد للمرحلة المقبلة، المفتوحة - من وجهة نظره - على احتمال انهيار السلطة في البلد، وتالياً "اضطراره" للسيطرة على الأمن في صيدا
استعدادات سياسية
عقب زيارته السيد حسن نصر الله في 6 آب الماضي، فهم النائب السابق أسامة سعد أن البلد مقبل على تغيرات، وأن له دوراً مفترضاً في صياغة "المشهد الجديد"· وبعد خسارتين قاسيتين مُني بهما، على التوالي في الانتخابات النيابية والبلدية، لم يعد أمام سعد -على ما يبدو- غير المراهنة على فوضى تغير الواقع السياسي لصالحه في عاصمة الجنوب·
أطلق سعد سلسلة من المواقف التصعيدية، وطرَح "تشكيل قيادة سياسية جديدة للمدينة من القوى المقاومة"، وقد تزامن ذلك مع حزمة من الزيارات، لفعاليات صيداوية، بهدف تحضير الأرضية، للواقع العتيد، الذي يمني سعد نفسه بأن يلعب فيه دوراً مهماً!·
من هذا المنطلق رفض سعد الدعوات إلى "تحييد صيدا"، بالمفهوم الإيجابي، الذي يبقى فيه كل طرف على موقفه دون اللجوء إلى الشارع؛ فالتحييد عند رئيس التنظيم الناصري له معنى واحداً هو: استسلام خصومه· هذا المفهوم الإقصائي وضّحه سعد نفسه قبل أيام، عندما أعلن لصحيفة الأخبار (23/10/2010) أن "صيدا ليست جزيرة معزولة، لا تتأثر بما يجري على المستوى الوطني، ومن يرد تحييد صيدا كان عليه ألا يأتيها بمشروع الرابع عشر من آذار، ومن يرد تحييد صيدا، لا يحرّض على المقاومة ولا يشحن الأجواء طائفياً ومذهبياً، ولا يسعى إلى الفتنة"·
ولا يعني هذا الكلام إلا استسلام نائبي المدينة، - أو صمتهما على أقل تقدير - باعتبار أن الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري هما في صلب 14 آذار، التي يعتبرها سعد "أداة للمشروع الأميركي الإسرائيلي"، و"أنها تحرض على المقاومة وتشحن الأجواء طائفياً"!·
على كل حال، ورغم النبرة الحادة والكلام التخويني، فإن خطر هذا الأداء على البلد يبقى محدوداً ما بقي في حدود السياسة، لكن واقع الحال ليس كذلك أبداً·
استعدادات عسكرية
منذ أكثر من شهر تتراكم "كمية" من المعلومات عن عمليات تسليح "هادئ" في صيدا، وعن إعادة إحياء هيكلية تنظيمية، قادرة على التعامل مع التحديات المقبلة··· ودائماً تحت عنوان "المقاومة"، ومنع المدينة من السقوط في أيدي "المشروع الأميركي - الإسرائيلي" (ومؤخراً أُضيف إلى هذه المعزوفة منع "الأصوليين" من السيطرة على المدينة فيما لو حدثت فوضى في البلاد).
وحماية المدينة من السقوط بأيدي "المشروع الأميركي - الإسرائيلي" - كما يجري التداول به - يعني:
أولاً: السيطرة على المراكز الحزبية المناوئة (مراكز تيار المستقبل السياسية وربما غير السياسية أيضاً؛ كالمدارس، والمستوصفات وغيرها، على غرار ما جرى يوم 9 أيار 2008).
ثانياً: اعتقال عدد من القيادات والشخصيات المناوئة، تحت عنوان أنهم أدوات لـ"المشروع الأميركي الصهيوني"، ومنع نائبي المدينة وشخصيات أخرى من الحركة أو الكلام·
وفي هذا الإطار، يمكن رصد "التحضيرات" الآتية:
أولاً: تدريب مجموعات من الشباب على استعمال السلاح في معسكرات لـ?"حزب الله"·
ثانياً: تشكيل خلايا مسلحة في الأحياء الصيداوية· (يقوم البعض منها ليلاً بالمراقبة).
ثالثاً: توزيع السلاح على المنخرطين في هذه الهيكلية· (يقال لبعضهم إن عليكم واجب حماية أحيائكم إذا ما تطورت الأمور).
وثمة معلومات تفصيلية أكثر - متداول بعضٌ منها في الشارع الصيداوي - عن هذه "الاستعدادات العسكرية" (يمكن نشرها عند الضرورة)، مع الإشارة إلى أن أكثر من جهة أمنية تمتلك معلومات تصب في الاتجاه نفسه، وأن أحدها حذّر من يعنيه الأمر بأن "اللعب بالأمن خط أحمر"·