حرمان 700 ألف طالب في ألمانيا من دراسة المناهج الإسلامية
مفكرة الإسلام - يعاني أكثر من 700 ألف طالب وطالبة مسلمة في ألمانيا من عدم إتاحة الفرصة أمامهم لتعلم مناهج الدين الإسلامي، بسبب عدم الاعتراف بالإسلام كدين أساسي في ألمانيا.
وذكرت صحيفة "ميلي" التركية أن ألمانيا لا تزال تبحث عن طرق لحل مشكلة الطلاب المسلمين وحقهم في دراسة المناهج الإسلامية خلال مرحلة التعليم الأساسي، مشيرة إلى أن الطلاب الذين يعتنقون الديانات الأخرى يدرسون مناهج عقيدتهم. ونوهت الصحيفة إلى أن الحكومة الألمانية قد أكدت من قبل أنها تسعى لإيجاد حل وسط من خلال الإعلام الإسلامي.
الدستور الفيدرالي
وأوضحت الصحيفة التركية أن المادة 7 بالدستور الألماني والمتعلقة بالمناهج الدينية، تعطي حق ممارسة التعليم والشعائر الدينية في الدولة تحت رقابة الجماعات الدينية. بينما لا يزال مسلمو ألمانيا – تحت مظلة المجلس الأعلى للمسلمين - يجاهدون لتدريس المناهج الإسلامية في المدارس.
ومن الممكن أن تقدم الجماعات الدينية الدروس دون شروط في بعض الولايات الألمانية مثل برلين، برندنبرج وبريمن بشكل خاص، في حين أن وزارة التعليم بولاية هيسين قد سمحت بتعليم التربية الإسلامية في مدارسها كتعليم أساسي، ومن الضروري أن تكون هذه الولاية نموذجاً لباقي الولايات الألمانية.
ونقلت الصحيفة التركية عن رئيس المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا أيمن مازيك قوله :"نحن طبعاً في حاجة إلى إشارات مثل تلك التي تحدث عنها أخيراً وزير الداخلية توماس دي ميزيير عندما قال إننا في حاجة إلى" ثقافة الترحيب"، نحن لا نريد الحديث فقط عن "ثقافة الترحيب" بل أيضاً عن ثقافة الاعتراف، لأن المسلمين يعيشون هنا منذ أجيال كثيرة وعدد منهم ينحدر من أصل ألماني، نود الاعتراف بعملهم وبما يقومون به هنا من جهود، كما أن التخطيط لتدريس الإسلام في الجامعات مثلاً أو تكوين الأئمة أو تدريس مواد التربية الدينية في المدارس يتم دائماً في الولايات".
وطالب أيمن مازيك بضرورة الاعتراف بالإسلام في ألمانيا كسائر الأديان، وأن لمسلمي ألمانيا الحق في الاندماج مع المجتمع الألماني.
الإسلام جزء من مجتمع ألمانيا
وكان الرئيس الألماني كريستيان فولف قد اعتبر مطلع أكتوبر الجاري، أن الدين الإسلامي جزء من المجتمع الألماني مثله في ذلك مثل الدين المسيحي واليهودي، محذرًا من جرح مشاعر المسلمين من ذوي أصول أجنبية.
وقال فولف :"عندما يكتب إلي المسلمون الألمان بأنني رئيسهم، أرد عليهم من كل قلبي: نعم، أنا رئيسكم! أقولها بنفس القناعة والشغف مثلما أقولها لجميع الناس، الذين يعيشون في ألمانيا".
وأظهرت دراسة رسمية نشرت العام الماضي، أن عدد المسلمين في ألمانيا بلغ نحو 4,3 مليون شخص على عكس التقديرات السابقة التي كانت تعدهم بنحو ثلاثة ملايين مسلم فقط؛ وهو ما يعني أن المسلمين باتوا يشكلون نحو 5 في المائة من إجمالي سكان ألمانيا.
ويعيش نحو 98 بالمائة من المسلمين في ألمانيا في الولايات الغربية إضافة إلى العاصمة برلين، فيما يسكن نحو 2 في المائة فقط منهم في ولايات شرق ألمانيا. وتعد ولاية شمال الراين – وستفاليا (غرب ألمانيا) أكثر ولاية يعيش فيها مسلمون حيث يسكنها ثلث عدد المسلمين في ألمانيا.