وادعت شفارتس في كتابها أن منع الحجاب في المدارس هو "الوسيلة الوحيدة لتمكين الصغيرات القادمات من أسر متشددة من التحرك بحرية، ووقاية غير المحجبات من ضغوط زميلاتهن المحجبات" وفق "الجزيرة نت".
وتسمح ألمانيا عكس دول أوروبية كفرنسا بارتداء الحجاب في مدارسها، ورفض غيرهارد شرودر في فترة مستشاريته دعوات لمنع ذلك.
ودافعت الكاتبة الألمانية عن دعوتها في حوار صحافي بقولها: "الحجاب شعار الأصولية الإسلامية، وفي الدول الإسلامية تغامر من تتجرأ على خلعه بتعريض نفسها للموت، وفي ألمانيا يدفع المتطرفون أموالا للأسر المسلمة لحث بناتهن على ارتداء الحجاب"، على حد زعمها.
واشتهرت شفارتس، بآرائها المناهضة لما تصفه بالإسلام السياسي والأصولية الإسلامية. ويقع كتابها "النقاب العظيم" في خمسة فصول، أحدها "التجربة الفرنسية" الذي أفاض في الثناء على سياسة الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي في قضايا الهجرة والاندماج، وعلى صرامته مع أبناء الضواحي الباريسية، وجهوده في إصدار قانون حظر الحجاب والنقاب.
وتناولت الفصول الأخرى من الكتاب: "مطالب المنظمات الإسلامية في ألمانيا" و"المسلمات السابقات وانتقاداتهن" و"خطر معتنقي ومعتنقات الإسلام الجدد" و"أوضاع النساء في الدول الإسلامية".
تعمد إهانة المسلمات!
في المقابل، وصفت صحف ألمانية مبررات شفارتس لحظر الحجاب بالمدارس بأنها "واهية"، واتهمتها بقصر حرية المرأة على نفسها ومن يؤيدون تصوراتها، وبتقديم المسلمات تقديما سلبيا متحيزا، وتصويرهن مضطهدات ومسلوبات الإرادة ورافضات لتحمل المسؤولية وخائفات من الحرية.
وردًا على دعوة شفارتس، قال رئيس مجلس الأمناء بالمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا نديم إلياس: "كرست شفارتس بكتابها الأخير عداوتها لحرية واستقلال المرأة، وتعمدها إهانة المسلمات بتصويرهن قاصرات وتقديم نفسها وصية عليهن".
وفي السياق ذاته، قال مسؤول الاندماج في الهيئة البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم شتيفان موللر إن "ثقافة الحظر العام تساعد المتطرفين فقط".
أما النائبة عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض إيدين أوزوغوز فقد وصفت ألمانيا بأنها "ليست دولة علمانية وليس مسموحا فيها إرغام الرموز الدينية على الاستتار".
هجوم على المنظمات الإسلامية:
وتجاوزت الكاتبة الألمانية الهجوم على الحجاب إلى مهاجمة "المنظمات الإسلامية"، حيث ادعت أنها "لا تعبر عن أكثرية المسلمين في ألمانيا أو عن حياتهم الحقيقية، التي يعكسها عدم ارتداء النساء للحجاب، وامتناع أكثرية الرجال عن الذهاب للمساجد".
ورد رئيس مجلس أمناء المجلس الأعلى للمسلمين بأن الهجوم على المجلس هجوم على رئاسة الجمهورية والمستشارية الذين عبروا مرات عن تقديرهم لدور ووسطية هذه المنظمات.
وأكد نديم إلياس أن للكتاب "رؤية أحادية مستفزة ولا يمكن أن يساعد في نقاش موضوعي لقضية مصيرية للمجتمع الألماني هي الاندماج".