وترافق السؤال صورة لطائرة على وشك الاصطدام بمركز التجارة العالمي الذي انهار بالكامل بفعل الهجمات التي وقعت قبل نحو تسع سنوات، في محاولة لتأجيج مشاعر الأمريكيين ضد فكرة بناء المسجد.
ضوء أخضر
وقال اوريتز "رغم أن هيئة النقل لا تؤيد وجهات النظر التي يعبر عنها الإعلان، إلا أن الموافقة عليه تمت بعد مراجعة سياسة الهيئة في ما يتعلق بالإعلانات والإجراءات القضائية المرعية".
وفي الشهر الماضي رفضت قناتا "سي بي أس" و"إن بي سي" الأمريكيتان عرض إعلان يعارض بناء المسجد. ويظهر الإعلان الذي ترعاه مجموعة الصندوق الوطني الجمهوري وتبلغ مدته دقيقة واحدة صوراً ومشاهد من هجمات 11 سبتمبر بما فيها اصطدام طائرة بالبرج ورجل يقفز منه تترافق مع صلوات مسلمة وصور لمسلحين مسلمين.
ويقول الراوي في الإعلان "في 11 سبتمبر أعلنوا علينا الحرب وللاحتفال بمقتل 3 آلاف أمريكي، يريدون بناء مسجد من 13 طابقًا" في مكان برجيّ التجارة العالمية.
وقالت مديرة معايير الإعلانات في "إن بي سي" يونيفرسال جنيفر رايلي في سياق مبررها لرفض الإعلان إنه لم يوضح ما إذا كان يقصد بـ "هم" الإرهابيين أو المنظمة الإسلامية التي تمول مشروع المسجد"، وأكدت أن "الإعلان بالتالي غير مقبول".
لكن مع ذلك أمكن بث الإعلان ومشاهدته أكثر من 140 ألف مرة على موقع "يوتيوب"، وهو ممول من منظمة تدعى "الصندوق الوطني الجمهوري" وهي لا تنتمي إلى الحزب الجمهوري.
فكرة المشروع
والمسجد المشار إليه هو جزء من مشروع متكامل يحمل اسم "مساكن قرطبة" ويتألف من 15 طابقًا، ويضم أيضًا معارض فنية ومسابح ومراكز رياضية، وقد طرح المشروع من قبل "مبادرة قرطبة" و"الجمعية الأمريكية لتقدم المسلمين" وهما جهتان مستقلتان تعملان لتحسين التفاهم وزيادة الحوار بين الأديان المختلفة.
وتجاوز المشروع عقبة مهمة بداية أغسطس عندما وافقت بلدية نيويورك على هدم مبنى في المكان المقرر البناء فيه.
يشار إلى أن المسلمين الذي يعيشون بالولايات المتحدة ويصل عددهم إلى سبعة ملايين نسمة يشكون من تزايد المعاملة عنصرية تجاههم منذ وقوع تلك الهجمات، رغم أنهم سارعوا إلى إدانة هذا العمل، والذي يعتبره الكثيرون لا علاقة للمسلمين به.
وفي بعض الأحيان يتم الاعتداء على المساجد من قبل عنصريين، والقيام بممارسات مهينة لمشاعر المسلمين، أو لأي مظهر إسلامي، ودأب المسلمون على الشكوى من سوء المعاملة والنظرة العنصرية تجاههم.